كيف تشتري أرضاً صالحة للزراعة؟ خبراء الزراعة يوضحون
يعتبر خبراء الزراعة أن الأرض الجيدة هي المهد الأمثل لإقامة أي مشروع زراعي، لأنها هى الوسط الذى تنمو فية النباتات التى تقوم بالتمثيل الضوئى حيث تنمو النباتات أساسا معتمدة على الماء والعناصر الغذائية علاوة على ضرورة توفر الظروف الملائمة لنمو الجذور من حيث الرطوبة والتهوية والمسام التى تسمح بنمو وامتداد الجذور فضلا عن قيامها بالعمليات الفسيولوجية المختلفة . كما يجب أن تسمح هذه المسام بانتشار ثانى أكسيد الكربون الناتج عن عمليات تنفس الجذور وكائنات التربة وبدرجة تمنع تركمه داخل التربة .
وينصح الخبراء، أن لا تحتوى الأرض على عوامل تثبيط النمو أو التى تسبب سميه كزيادة تركيز الأملاح الذائبة أو وجود بعض العناصر السامة مثل البرون أو الألمونيوم .
ويؤكد الخبراء، أن للأرض دورا هاما أخر وهو تقديم الدعم الميكانيكى للنباتات النامية بدرجة كافية فالأراضى ذات مستوى الماء الأراضى المرتفع ( القريب من سطح ) والذى قد نشأ نتيجة عدم نفاذية الطبقات الموجودة تحت التربة يؤدى إلى نمو نباتات ذات جذور سطحية مما يجعلها عرضة للرقاد أو الخلع أثناء عمليات التربية أو لأى مؤثر ميكانيكى أخر .
وقال الدكتور محمد عبدربه مدير المعمل المركزي للمناخ الزراعي، أن كفاءة نمو النباتات تتوقف على نموذج التوزيع الجذرى لها والتى تتأثر بالظروف المحيطة فى منطقة نموها وعادة تنمو الجذور فى الظروف المواتية عدة سنتيمترات كل يوم، وأثناء نمو النبات تمتد جذوره الى طبقات تحت السطح التى تختلف عن الطبقات السطحية من حيث الامداد بالماء والمغذيات علاوة على الاكسجين وعوامل النمو الاخرى.
وأضاف عبدربه، يختلف أداء الجذور تبعا للطبقة التى تنتشر بها وتزداد مقاومة النبات للعطش كلما كانت جذوره متعمقة فى التربة نظرا لتوفر الرطوبة فى الطبقات تحت السطحية التى لا تجف بسرعة كما فى الطبقات السطحية . وكلما توفرت الظروف المناسبة لنمو النباتات فى الارض وضعت هذه الاراضى ضمن الرتب الجيدة من حيث القدرة الانتاجية.
وأردف، الاراضى ذات القدرة الانتاجية العالية تتوافر فيها صفات الخصوبة أى أن لها القدرة على الامداد المناسب بالعناصر الغذائية اللازمة لنمو النبات وبطريقة متوازنة كما يتوافر بها جودة التهوية ودرجة الحموضة (pH ) المناسبة ( القريبة من التعادل ) كما لا يجب أن تحتوى على طبقات صماء غير منفذة للماء أو الهواء أو الجذور .
وتابع، هذا علاوة على عدم زيادة تركيز الأملاح الذائبة حتى يكون لها قدرة مناسبة على الاحتفاظ بقدر جيد من الماء الميسر للامتصاص بواسطة النبات، ومحصلة ذلك أن تنمو بها النباتات بدرجة جيدة وتعطى محصولا ذو ربحية عالية.
عشرة معايير تحدد جودة الأراضى الزراعية:
وذكر عبدربه، خطوات عملية اختيار الأرض المناسبة للزراعة من حيث اجراء الدراسات الفنية للموارد المائية والأرضية المتاحة واختبارات التربة من حيث الاتي:-
1. توفر وجودة مياه الرى المتاحة:
تتحدد كميات المياه الواجب توافرها تبعا لمساحة البستان أو الموقع المراد انتشاره وفى هذا المجال يجب أن تتوافر مياه ذات جودة عالية يوميا طوال أيام السنة ويجب الاحتياط أثناء فترة السدة الشتوية أو أيام البطالة فى المواقع التى تروى من مياه الترع والمساقى وفى هذه الحالة ينصح بحفر آبار مياه احتياطية أو توفير امكانية تخزين كمية من المياه تكفى للرى خلال فترة السدة الشتوية، أما من ناحية جودة مياه الرى المتاحة والتى يجب أن تولى اهتماما بالغا تحت نظم الزراعة المختلفة والتى تتضمن برامج تسميد مكثفة قد تتأثر كثيرا بجودة مياه الري وبصفة عامة يفضل أن لاتزيد ملوحة مياه الرى المستعملة عن 500 جزء فى المليون مع خلو المياه من التركيزات الضارة من البرون (فى حدود 1جزء فى المليون ) هذا علاوة على وجوب الاحتياط من زيادة تركيز أيون البيكربونات مما قد يسببه من مشاكل قلوية.
وعند توفر مياه رى قليلة الملوحة أى فى حدود 500جزء فى المليون يمكن الحكم بصلاحية الموقع لمعظم الزراعات الشائعة،
وفى حالة توفر مياه تحتوى على تركيزات من الأملاح تتراوح بين 500-1000جزء فى المليون تعتبر مياه الرى فى هذه الحالة متوسطة الملوحة ولذلك يجب تحليل هذه المياه لمعرفة مكوناتها من حيث تركيز ايونات الكلوريد – الصوديوم – الكربونات – البيكربونات علاوة على البرون نظرا لحساسية معظم النباتات لزيادة تركيز هذه الأيونات، وفى حالة وجود هذه الأيونات فى تركيزات غير ضارة يجب الأحتياط فى اختيار المحاصيل والأصناف التى تتحمل الملوحة كما يجب أن يوضع فى الأعتبار اضافة الأحتياجات الغسيلية اللازمة هذا الى جانب اتباع أساليب الادارة المناسبة ووضع برامج التسميد المناسبة لملوحة أونوعية مياه الرى.
وعند زيادة ملوحة مياه الرى الى حوالى 1000-1500 جزء/ المليون وهى أقصى حدود يسمح بها فى مياه الرى للاستخدام تحت نظم الزراعة مع مراعاة اتباع أساليب ادارة خاصة واختيار محاصيل مقاومة للملوحة بالاضافة الى مراعاة اختيار الاصناف الاكثر تحملا من تلك النباتات كما يجب فى هذه الحالة الاعتناء بجدولة الرى للحفاظ على رطوبة منطقة نمو الجذور بحيث يكون بها كمية مناسبة من الماء الميسر بصفة دائمة كما يجب الاهتمام بجودة التهوية والصرف فى أراضى هذا الموقع .
2- ملوحة التربة :
والمقصود بملوحة التربة هنا هو التركيز الكلى للاملاح الذائبة فى المستخلص المائى للتربة وعادة ما يعبر عنها بالتوصيل الكهربى للمستخلص ويرمز لها EC ووحداتها بالملليموز / سم وكلما قلت قيمة ال EC للمستخلص المائى للتربة كلما قلت ملوحتها وزادت درجة ملائمتها وبصفة عامة يجب الاتزيد درجة تركيز الاملاح فى مستخلص عجينة التربة المشبعة عن 4 ملليموز / سم ( حوالى 2500 جزء فى المليون أو 2500ملجرام فى لتر ) وفى هذه الحالة يمكن زراعة جميع المحاصيل الشائعة، مع مراعاة اضافة الاحتياجات الغسيلية المناسبة أثناء الزراعة وضمن مقننات الرى . أما اذا زادت ملوحة التربة عن ذلك فيجب اجراء عمليات الاستصلاح اللازمة لخفض ملوحة التربة إلى الحدود المذكورة قبل الزراعة عن طريق غمر الأرض بمياه جيدة النوعية عدة مرات .
3- درجة حموضة التربة (PH) :
يفضل أن تكون درجة حموضة التربة قريبة من التعادل وقد أثبتت التجارب العملية أن أفضل درجات ال PH التى تناسب زراعة الفاكهة هى من 6.0-7.5 لذلك اذا زاد رقم PH عن ذلك فيجب اضافة المادة العضوية الى التربة بكميات مناسبة وقد يضاف أحد أو بعض الاحماض المعدنية بالتركيز المناسب خلال مياه الرى اذا كان رقم الحموضة أقل من هذه الحدود.
4-القلوية:
تظهر مشاكل القلوية فى الاراضى عند ارتفاع قيمة ال pH عن 8.5 مع زيادة نسبة الصوديوم المتبادل على مقعد التربة عن 15% وارتفاع تركيز الاملاح الكلية الذائبة عن 4 ملليموز / سم فى مستخلص عجينة التربة المشبعة ، وتؤدى هذه الظروف إلى الاضرار بخواص التربة الطبيعية مثل سوء الصرف والصفات الكيميائية مثل خفض درجة تيسر العناصر الغذائية للامتصاص بواسطة جذور النباتات وفى الحقيقة أنه لا يمكن زراعة نباتات الفاكهة فى الاراضى التى تعانى من مشاكل قلوية ويلزم أولا علاج هذه المشكلة عن طريق اجراء عمليات غسيل واستصلاح مكثفة مع اضافة الاحتياجات الجبسية المناسبة والتى تتوقف على نسبة الصوديوم المتبادل .
5- محتوى التربة من كربونات الكالسيوم :
عندما تزداد نسبة وجود كربونات الكالسيوم فى التربة خاصة الحبيبات دقيقة الحجم منه إلى حدود معينة يمكن أن تؤثر على خواص التربة الطبيعية والكيماوية وفى هذه الحالة تسبب أضرار للنباتات النامية وتحتاج أساليب معينة لادارتها ،وعموما فانه فى حالة زيادة نسبة كربونات الكالسيوم الكلية عن 10% يفضل اضافة كميات مناسبة من المواد العضوية لتحسين صفات هذه الأراضي قبل استغلالها فى مواقع الزراعة.
6-محتوى التربة من الجبس :
يفضل أن لا يزيد محتوى التربة من الجبس عن 10% حتى يلائم الزراعة.
7- قوام التربة :
يعبر قوام التربة عن درجة نعومة أو خشونة حبيبات التربة والتى تتحدد تبعا للتوزيع النسبى لحبيبات الرمل والسلت والطين فى الارض المعينة، وكلما كانت الارض متوسطة الى خفيفة القوام كلما كانت أكثر ملائمة للزراعة وأسهل فى ادارتها. كما أنه من المفضل أن تكون طبقات التربة الناعمة (التى يزداد بها نسبة الطين ) توجد أعلى الطبقات الخشنة الرملية والعكس غير مفضل .
8- عمق قطاع التربة :
ويقصد به عمق الطبقة المفككة غير المتصلبة والتى يسهل خدمتها وتهيئتها للزراعة والخالية من الأحجار والطبقات الصماء غير المنفذة للماء والهواء والتى تعوق نمو الجذور .
9- منسوب الماء الأراضى :
يفضل أن يكون بستان الفاكهة لا يعانى من مشاكل ارتفاع منسوب الماء الأراضى والذى يسبب مشاكل سوء الصرف وزيادة التلميح علاوة على مشاكل اختناق الجذور وتهيئة الظروف اللاهوائيه التى تسبب حدوث مشاكل فى تغذية النبات علاوة على الأمراض الفطرية والأعفان. وعادة تحتاج الاراضى التى يرتفع بها منسوب الماء الأراضى أقل من 120سم الى انشاء شبكة الصرف المناسبة للتخلص من الماء الزائد . أما اذا كانت التربة ذات قوام رملى خفيف ويبعد منسوب الماء الأراضى أكثر من 2م من السطح فلا تحتاج الى إنشاء شكبات صرف على الأقل فى المدى القريب أى سنوات الزراعة الأولى .
10-وجود طبقات صماء أو متحجرة :
قد يتخلل قطاع التربة طبقات صماء متصلبة تعوق عمليات الخدمة وتمنع انتشار الماء والهواء وجذور النبات ويصعب التخلص منها بالحرث العميق وتعتبر هذه الطبقات من محددات استغلال الأراضى خاصة اذا اقتربت من السطح وتعتبر أيضا من محددات عمق قطاع التربة وعلى ذلك فانه يفضل اختيار موقع البستان فى أرض ذات قطاع مفتوح ولا توجد بها طبقات صماء على عمق أقل من 90-100سم أما اذا وجدت مثل هذه الطبقات الصماء فانه يراعى إنشاء شبكة الصرف المناسبة .