السبت 4 مايو 2024 مـ 03:55 صـ 25 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

زراعة المانجو في مصر من البذرة إلى الإنتاج.. ملف كامل

زراعة المانجو فى مصر
زراعة المانجو فى مصر

عرفت مصر المانجو فى عهد محمد على باشا حيث كانت تزرع في البلاد الاستوائية وتحت الاستوائية و تتميز بأنها شجرة مستديمة الخضرة تتباين فى شكلها وارتفاعها وذلك باختلاف الأصناف والتربة المزروعة فيها وطريقة الإكثار فقد تكون الأشجار قائمة أو منتشرة أو متهدلة أو زاحفة وقد تكون قصيرة أو مرتفعة وقد يصل نمو الأشجار إلى درجة كبيرة جداً إذا مازرعت فى أرض عميقة وخصبة وكذلك إذا ماستخدمت البذور كوسيلة للإكثار وقد يصل ارتفاع الأشجار إلى 30 متراً .

أكدت الاحصاءات، أن هناك زيادة سنوية فى المساحات المزروعة من المانجو ويرجع ذلك إلى عديد من العوامل مثل مناسبة الظروف المناخية لإنتاج المانجو فى أغلب محافظات الجمهورية كذلك نجاح زراعة المانجو فى أنواع متباينة من الأراضى وارتفاع مردود الدخل للمزارع نتيجة زراعة المانجو إذا قورن بكثير من الفواكه الأخرى ،وقد وازدادت المساحة المزروعة بها حتى وصلت إلى 109018 فدان عام 2003 وتنتج حوالى 287317 طن بمتوسط إنتاج 4.19 طن / سنويا وتتركز زراعة المانجو فى مصر فى محافظات الإسماعيلية 33904 فدان والشرقية 17004 والجيزة 7665 والفيوم 4342 فدان وغريب النوبارية 11221 فدان . حتى أصبحت ذات أهمية اقتصادية كبيرة وتحتل المرتبة الثالثة فى التجارة بعد الموالح والعنب.

في سياق متصل، أظهرت التحليلات المعملية أن ثمرة المانجو ذات قيمة غذائية عالية فهى غنية بالعناصر الغذائية وهى تحتوى على فيتامين أ ، ج والبروتينات ، الدهون ، أحماض الماليك ، والستريك والكاروتين.

مواعيد الزراعة

أفادت تقارير، أن أنسب ميعاد لزراعة المانجو هو مارس وأبريل أى عند فصل النمو ويفضل التبكير عن ذلك فى الوجه القبلى - كما يمكن الزراعة خلال شهر سبتمبر مع توفير.

الحماية الكافية للشتلات المنزروعة من برودة الشتاء

زراعــة المانجو بالبــذور :

أوضحت أبحاث علمية متخصصة ، أن بذور المانجو يجب أن تكون مأخوذة من ثمار ناضجة حية تعطى نسبة إنبات تصل إلى 90% بينما البذور المستخرجة من الثمار الخضراء منخفضة فيها نسبة الإنبات كثيراً وعدم استخدام بذور ناتجة من مصانع استخدمت الطريقة الساخنة فى استخراج اللب لأن درجة الحرارة المرتفعة تؤدى إلى موت الجنين وبالتالى نسبة الإنبات = صفر .

وأضافت، أن بذور المانجو تفقد رطوبتها بسهولة مما يسبب ضمور الفلقات وبالتالى تفقد حيويتها بسرعة ، لذلك ينصح بزراعة بذور المانجو بمجرد استخراجها من الثمار حيث تنخفض حيوية الجنين بترك البذور بعد استخراجها من الثمار، كما يمكن أن تحتفظ البذور بحيويتها لمدة لاتزيد عن عشرة أيام إلا أنه يمكن حفظ البذور لمدة تطول عن شهر وذلك بحفظها فى مسحوق فحم نباتى مندى .

كما تابعت، يمكن معرفة البذور التى فقدت حيويتها عن طريق مسك البذرة ورجها فإذا سمع صوت حركة الفلقتين داخل غلاف البذرة دل ذلك على أن الفلقات بدأت تضمر وهى لاتملأ فراغ الغلاف المتخشب وبالتالى لاتصلح مثل هذه البذور للزراعة وتحتاج بذور المانجو لإنباتها إلى جو حار ، لذلك فكلما كان ميعاد زراعة البذور مبكراً فى يوليه وأغسطس كانت نسبة إنبات البذور أكبر . أما إذا تأخرنا عن زراعة البذور عن شهر أغسطس فإن ذلك يعوق عملية الإنبات حيث تبدأ درجة الحراة فى الانخفاض وهذا يقلل من إنبات البذرة ، بالإضافة إلى أن البادرات الناتجة تتعرض لانخفاض درجة الحرارة مما يسبب موت عدداً منها على العكس من البادرات التى تنتج فى شهر أغسطس فهى تأخذ فترة لتنمو فيها قبل تعرضها لانخفاض درجة الحرارة فى الشتاء .

كشفت التجارب ، أن بذرة المانجو تأخذ حوالى 15 يوماً لإنباتها إلا أنه يمكن الإسراع فى إنبات البذور وذلك بتقشيرها وإزالة الغلاف الخشبى وهناك عدة فوائد لإزالة الغلاف الخشبى للبذرة قبل زراعتها هى تسرع من إنبات البذرة حيث يمكن أن تنبت البذور بعد حوالى ثمانية أيام بدلاً من 16 يوماً فى البذور غير المزال غلافها الخشبى ، إزالة الغلاف الخشبى يجعل البادرة تنمو معتدلة ولاتتشوه السويقة الجنينية نتيجة لاصطدامها بالغلاف الخشبى . كما أن التحقق من كون الفلقات سليمة أو مصابة أو ضامرة وبذلك نضمن الحصول على نباتات قوية . حيث تعتبر أفضل طريقة لزراعة بذور المانجو لإنتاج أصول التطعيم عليها ( أو لإنتاج شتلات نيوسيلية من المانجو ) هى الزراعة فى مرقد البذرة ثم نقلها لأكياس حتى يتم تطعيمها .

إعداد مرقد البذرة :

أشارت توصيات الخبراء ، أنه يجب أن ينتخب مرقد البذرة فى أرض صفراء خفيفة جيدة الصرف عميقة خالية من الأملاح وتحرث جيداً وتنعم ثم يسوى سطحها وتقسم لأحواض 2 * 5 متر ثم يعمل سطور بسن الفأس عمقها من 2 - 3 سم والمسافة بين السطور 25 سم ثم ترص البذور على جانبها ( أفقية ) بجوار بعضها ثم تغطى بطبقة خفيفة من الطمى والرمال وتروى ويفضل أن يكون مرقد البذرة مظللاً وذلك لوقاية الشتلات الحديثة الإنبات من أشعة الشمس المباشرة فى الصيف . ويمكن زراعة البذور فى مرقد البذرة نثراً أو فى صناديق الزراعة ثم تغطى بطبقة رقيقة من التربة لاتتعدى 3 سم وتروى . ويلاحظ أن البذور ذات الفلقات الكبيرة تعطى شتلات أقوى من البذور ذات الفلقات الصغيرة .

كما بينت،أنه عند زراعة الشتلة يشق الكيس البلاستيك من أسفل ومن الجانب ويتم التخلص منه نهائياً وعدم تركه حول الشتلة وعدم الاكتفاء بشقة من أسفل ثم تكمل الجورة برمل أو تراب نظيف خالى من أى إضافات سماد ويكبس أو يضغط التراب حولها بدون الضغط على تراب الصلية حتى لاتتفكك الصلية وتتمزق الجذور ثم تربط النباتات فى سنادات مثبتة بجانبها حتى لاتميل بتأثير الرياح وتنمو مستقيمة ثم تروى النباتات عقب الغرس مباشرة وبعد ذلك تروى كل 2 - 3 أيام تبعاً لظروف التربة والجو وعدم تعريضها للعطش حتى تخرج دوراً جديداً من الأغصان ومن أجل رى الأشجار بانتظام والاقتصاد فى مياه الرى . يعمل "بواكى" خاصة أو حوض مستدير ذو اتساع خاص لكل شجرة ويزداد عرض "البواكى " أو الأحواض التى بها الأشجار كل سنة بحيث لايقل عن قطر حجر الشجرة .

تفريد الشتلات :

نصح المختصون ، عند بدء الإنبات تكون النباتات لونها أحمر قرمزى ثم تتحول تدريجياً للون الأخضر وأنسب ميعاد للتفريد عند بدء تحولها من اللون القرمزى للون الأخضر بعد شهر تقريباً من الإنبات وتتم عملية التفريد باستخدام لوح تقليع النباتات أو باستخدام الشقرف ويكون التقليع أسفل منطقة الجذور مع مراعاة المحافظة على البذرة متصلة بالنبات لأنها تعتبر المصدر الرئيسى لإمداد النبات بالغذاء خلال هذه الفترة ويتم قطع جزء من الجذر الوتدى لتنشيط خروج الجذور الجانبية ثم تزرع فى أكياس سوداء مقاسها 20 * 30 سم بقاعدة بها خليط من الطمى والرمال بنسبة 2 - 1 وقد يستخدم البيت موس بدلاً من الطمي بنفس النسبة وتخرم الأكياس فى النصف السفلى من الكيس ومن القاعدة للتخلص من المياه الزائدة وبعد الزراعة ترص الشتلات فى أحواض المشتل ويفضل أن يكون ثلثى الكيس أسفل سطح التربة ويظهر منه ثلث الكيس فقط ويجب أن يكون المشتل أيضاً نصف مظلل . ويجب أن تكون التربة تحت الأكياس مفككة - جيدة التهوية والصرف وقد يستحسن وضع طبقة من الزلط الرفيع تحتها - أو قد ترفع الأكياس على أرفف مرتفعة عن سطح الأرض لتسهيل عملية الخدمة وصرف المياه الزائدة عن حاجة الأكياس وعدم تراكمها أسفل الكيس مما يسبب الإصابة بأعفان الجذور .

ومن مميزات هذه الطريقة أنها تعطى شتلات قوية النمو صالحة التطعيم بعد 8 - 12 شهر بينما الطريقة التقليدية القديمة مثل زراعة البذرة فى قصارى أو على خطوط فى المشتل مباشرة تستغرق الشتلة فترة من 1.5 - 2 سنة لإنتاج شتلة صالحة للتطعيم بالإضافة إلى ضعف النباتات الناتجة من زراعة البذور مباشرة فى قصارى أو أكياس لالتفاف جذورها وتخشبها وعمل كعكة مما يؤثر على نموها عند زراعتها فى المكان المستديم .

طرق الزراعة:

اتفق خبراء زراعة المانجو على طريقتين يتم اتباع احدهما عند الزراعة وهما أما الزراعة في جور أو في خنادق

1- حفـــــر الجـــور : يتم تعيين مواقع حفر الجور وتحفر بأبعاد 80 * 80 * 80 سم فى الأراضى الخصبة ويزداد أبعادها إلى 1 * 1 * 1 م فى الأراضى الرملية أو الثقيلة أو فى حالة وجود مشاكل فى التربة ويتطلب ذلك تغيير تربة الجورة - وتترك الجور بعد الحفر معرضة للشمس من ( 2 - 4 أسابيع ) ثم يخلط التراب الناتج من الطبقة السطحية خلطاً جيداً بالسماد البلدى القديم المتحلل حوالى 4 - 6 مقاطف أو السماد العضوى المعامل أو جزء من الطمى وذلك لتغيير قوام التربة الرملية المفككة + 1 كجم سلفات نشادر + 1/2 كجم سلفات بوتاسيوم + 1 ك كبريت زراعى + 1 - 2 ك سوبر فوسفات ثم يعاد التراب المخلوط إل ى الجورة مرة ثانية مع ترك مسافة 30 سم العلوية بدون ردم وتروى الجورة مرة أو مرتين قبل الزراعة ثم تروى بعد جفافها جفافاً مناسباً .

2- الزراعة بطريقة الخنادق : وهى طريقة ظهرت حديثاً وهى عبارة عن حفر خندق بطول الخط ( ويكون الاتجاه من الشمال للجنوب ) بعرض متر وعمق متر ثم خلط التراب الناتج بالسماد العضوى أو الكومبوست ويفضل الكومبوست لعدم احتوائه على بذور الحشائش وبذلك تكون الزراعة نظيفة مع إضافة أسمدة بادئة مثل السوبر فوسفات ، سلفات البوتاسيوم وسلفات النشادر وسلفات المغنسيوم مع إضافة الكبريت الزراعى ثم يعاد التراب مرة أخرى وتروى الخطوط عدة مرات تمهيدا لغرس الشتلة.

المسافة بين أشجار المانجو تحدد إرتفاع الشجرة وإرتفاع الشجرة المسموح به إلى تظليل الشجرة المجاورة

معاملة الأشجار بعد الزراعة :

أظهرت التجارب، أن أشجار المانجو خاصة الصغيرة منها تكون حساسة لحرارة الصيف وبرودة الشتاء ، وعليه يجب تغطية الأشجار الصغيرة بعد زراعتها بغطاء من عيدان الذرة أو سعف النخيل أو أكياب من البوص مع مراعاة فتحه من الجهة البحرية فى الصيف وفتحه من الجهة القبلية فى الشتاء وذلك لدخول الهواء من الجهة البحرية وأشعة الشمس من الجهة القبلية . وفى بعض المناطق يتم عمل أقفاص من الجريد على شكل مخروط أبعاد قاعدته 80 * 80 سم وارتفاعه 160 سم ويوضع هذا المخروط حول الأشجار الصغيرة فى سنين عمرها الأولى ( 1 - 4 سنوات ) ويغطى هذا المخروط بالخيش ويجب أن يكون الغطاء متسعاً بحيث لايتعارض مع النمو الطبيعى للأوراق والأفرع ، وعند الرغبة فى إزالة هذا الغطاء يجب أن يتم ذلك تدريجياً حتى لاتتأثر الأشجار بأشعة الشمس أو البرودة المفاجئة

مسافات الزراعة :

بعد حرث الأرض التى سيتم زراعتها بأشجار المانجو حرثاً جيداً تزحف حتى يتم تسوية سطحها لضمان انتظام عملية الرى . ثم يتم بعد ذلك تعيين المسافة بين الأشجار وتختلف المسافة بين الأشجار تبعاً لعدد من العوامل هى :

1- نوع التربة : فإذا كانت رملية أو صفراء خفيفة تزرع الأشجار على مسافات أقل عما إذا كانت الأشجار المنزرعة فى أرض صفراء غنية فى مواردها الغذائية لأن الأشجار فى الحالة الثانية تكون أكثر نمواً وأكبر حجماً

2- الصنف : هناك بعض أصناف المانجو أشجارها ذات حجم كبير مثل أشجار الصنف بايرى وزبدة وهذه تزرع على مسافت أبعد عن الأشجار الأقل فى قوة نموها .

3- طريقة الإكثار : ما إذا كانت الأشجار المزروعة بذرية أو مطعومة فالأشجار البذرية أقوى فى النمو وذات حجم أكبر من الأشجار المطعومة . وعلى ذلك ففى الحالة البذرية تزرع الأشجار على مسافة أكبر من الأشجار المطعومة .

4- طريقة الرى : ففى حالة الرى بالغمر تزرع الأشجار علي مسافات أكبر من الرى بالتنقيط وذلك لكبر حجم الأشجار الأولى وصغرها فى الثانية .

أما باقى الأراضى التى تروى بنظام الرى بالتنقيط فيمكن أن تقل مسافات الزراعة بمقدار متر عن المسافة السابقة . وقد وجد أن الزراعة الكثيفة على مسافة غرس 5 * 5 م بالطريقة المربعة فى الأراضى الرملية تحت نظام الرى بالتنقيط أعطى نتائج جيدة مع إتباع أسلوب التربية والتقليم المناسب للمحافظة على حجم الشجرة بما يتناسب مع مسافة الزراعة - الشجرة بهذه الطريقة تعطى إثمار فى جميع الإتجاهات ويصلها الضوء من جميع الإتجاهات .

وحديثاً يتم اتباع نظام الزراعة الكثيفة وبالطريقة المستطيلة حيث وجد أن الأشجار بهذه الطريقة تكون أقل تزاحماً عن الطريقة المربعة والتى تؤدى إلى تلاحم النباتات وملء المسافة بين النباتات وبالتالى نقص الضوء وقلة التهوية وفى هذه الطريقة تقل المسافة بين الأشجار وتزداد بين الخطوط فيمكن أن تزرع الأشجار على مسافات 3 * 5 أو 4 * 5 أو 3 * 6 أو 4 * 6 م وقد تقل عن ذلك . حيث تصبح الأشجار فى صورة سياج ويراعى فيها مايلى :أن يكون اتجاه الخطوط من الشمال للجنوب حيث يسمح باقتسام كل من الجهتين الشرقية والغربية فى وقت سطوع الشمس بينما فى اتجاه من الشرق إلى الغرب ستتركز الإضاءة معظم اليوم على الجهة الشمالية ، أن يكون اتجاه الصفوف من الشرق للغرب ، تربى الأشجار بالطريقة الهرمية حيث يؤدى ذلك إلى تخلل الضوء إلى جميع أجزاء الشجرة بينما اتساع حجم الأشجار مع كثافة قمتها يؤدى إلى وجود قلب فارغ من الأوراق نظراً لعدم تعرض قلب الشجرة للضوء الذى يؤدى إلى حدوث موت للأفرع ، تربى الأشجار بحيث لايزيد ارتفاعها عن 80 % من المسافة بين الأشجار وزيادة ارتفاع الشجرة عن هذه النسبة يؤدى إلى تظليل الجزء القاعدى للشجرة المجاورة ، ضبط المسافة بين الأشجار مع التربية ( عن طريق التقليم ) مع تكوين مجموع خضرى جيد يحمل ثمار جيدة التلوين جيدة الصفات ويسهل من إجراء عمليات الخدمة والحصاد وتقليل الفاقد من الثمار وبالتالى تقليل تكلفة الإنتاج . مع مراعاة عدم ترك الأشجار لتشغل المسافة بينها وبين بعضها لأن ذلك يؤدى إلى تقليل المحصول بنسبة 40 % على اعتبار أن ( نظام السياج ) ذلك يحرم الشجرة من الحمل فى اتجاهين ويصبح حملها فى 3 اتجاهات فقط .

البيئة وزراعة المانجو :

التربـة :

تنجح زراعة المانجو على مدى واسع من أنواع التربة فأنسب الأراضى لزراعتها الصفراء الخفيفة أو الطميية العميقة جيدة الصرف ذات مستوى ماء أرضى لايقل عن 1.5 م معتدلة الحموضة أو ذات رقم pH متعادل وكذلك الأراضى الرملية الخفيفة الفقيرة الخصوبة ( صفات المحصول فى الأراضى الرملية تكون أفضل ) والأراضى البركانية والأراضى التى ترتفع بها نسبة الجير وذات مستوى الماء الأرضى المرتفع لحد ما وتنجح فى مدى واسع من درجة pH التربة من الأراضى الحامضية pH ( 4.5 - 7 ) إلى الأراضى القاعدية pH ( 7 - 8.5 ) كذلك تنجح فى الأراضى التى بها حصى دقيق ( حصوية ) والذى يعمل على زيادة التهوية فى التربة ومثل هذه الأراضى لاتحتفظ بمياه الرى .

ولذلك يجب توسيع جورة الزراعة وتعميقها لتصل إلى 1 * 1 * 1 م مع إضافة السماد العضوى والطمى وذلك لتقليل فقد الماء ، أما الأراضى الطينية الثقيلة فتعتبر غير ملائمة لزراعة المانجو نظراً لاحتفاظها بكميات كبيرة من الرطوبة ودقة حبيباتها وشدة التصاقها ببعض مما يعيق أو يقلل من انتشار الجذور كذلك تشقق التربة عند الجفاف مما يؤدى إلى تقطيع الجذور مما يؤثر على نمو الأشجار خاصة فى سنوات عمرها الأولى .

أما الأراضى الملحية والطفلية فلاتصلح لزراعة المانجو إلا عن طريق إزالة تراب الجورة تماماً والتى تكون بأبعاد 1 * 1 * 1 م وملؤها بتراب جديد نظيف مع خلطه بالأسمدة العضوية المتحللة وإجراء الخدمة السنوية لإضافة السماد العضوى عن طريق خندق حول الشجرة مع محيط المسقط الرأسى للأفرع بعرض 40 سم وبعمق 50 - 60 سم وبذلك يتم تغيير جزء من التربة سنوياً يتمشى مع نمو الشجرة ونفس أسلوب الخدمة يتبع فى حالة الأراضى الحصوية والأراضى الرملية الناعمة ويجب ألا تتعدى نسبة الملوحة فى محلول التربة أكثر من 1000 جزء فى المليون حتى تعطى إنتاج تجارى جيد وقد تنجح زراعة المانجو فى أراضى تزيد نسبة الأملاح بها عن هذا الحد ( خاصة فى الأشجار البذرية ) ولكنها لاتعطى محصول تجارى وتتدهور إنتاجية الأشجار بتقدمها فى العمر .

مستوى الماء الأرضى :

ويجب ألايقل مستوى الماء الأرضى عن 1.5 م وعدم وجود طبقات صماء قريبة من سطح التربة حيث تعمل هذه الطبقات على إعاقة نمو وانتشار الجذور وتراكم مياه الرى الزائدة حتى تصل إلى مستوى الجذور فيؤدى إلى إصابتها بالعفن وموتها فى النهاية وموت النباتات وكذلك تؤدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة فى المياه المحيطة بالجذور .

وفى حالة تواجد هذه الطبقة الصماء يجب تفتيتها ويمكن علاجها فى الأراضى التى تم زراعتها فعلاً باستخدام محراث تحت التربة على أن تحرث الأرض مرتين متعامدتين ويكرر سنوياً حتى تمام التأكد من تكسيرها مما يزيد من تهوية التربة والمساعدة على صرف المياه المتراكمة وبالتالى تحسين نمو وانتشار الجذور وفى جميع الأحوال يجب عند إنشاء المزارع إنشاء مصارف فرعية ورئيسية حتى لاتحدث مشاكل بسبب ارتفاع مستوى الماء الأرضى .

الظروف المناخية :

تزرع المانجو فى المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية خط عرض 25 ، 35 شمالاً وجنوباً وفى المناطق الدافئة إلى الشبة الاستوائية مثل مصر - كاليفورنيا - والمناطق المثلى لإنتاج المانجو هى المناطق التى يكون فيها المناخ بارد أو جاف أو بارد وجاف قبل التزهير ( وقت التحول والتكشف الزهرى للبرعم ) ومتبوعاً بوفرة رطوبة التربة ودرجة حرارة متوسطة الدفء ( 30 - 35ْ م ) - ووجد أن انخفاض درجة الحرارة فى المناطق شبه الاستوائية ( 12ْ م ) خلال فترة التزهير عادة ماتحد أو تقلل الإنتاج عن طريق تقليل نمو اللقاح ودرجة حرارة بداية النمو فى المانجو 95 ف ( 35ْ م ) والثابت الحرارى للمانجو 3000 وحدة حرارية . كما أن سقوط الأمطار أثناء إزهار الأشجار يعوق عملية التلقيح بواسطة الحشرات التى لاتنشط أثناء المطر والرياح الشديدة كما أن المطر يزيل حبوب اللقاح من مياسم الأزهار فلا تتم عملية الإخصاب ويقل المحصول فضلاً عن ذلك فإن الأمراض الفطرية وبخاصة مرض البياض الدقيقى يكثر ظهوره بعد المطر ويسبب أضراراً كبيرة .

الملوحــة :

يؤدى إجهاد الملوحة ( زيادتها على أشجار المانجو إلى وجود أعراض تتمثل الأعراض الطفيفة لسمية الكلوريد فى إحتراق قمة الورقة وإلتفاف حوافها - إلا أنه عند زيادة السمية يتوقف النمو وتسقط الأوراق وتموت الشجرة وفى حالة تعرض الأشجار لمستويات مرتفعة من الصوديوم تظهر على الأوراق مساحات أو بقع ميتة وهناك إعتقاد بأن الملوحة تؤدى إلى : - نقص فى إستطالة خلايا الأوراق ، تؤثر على نشاط المرستيم القمى ويقل النتح نسبيا بزيادة تعرض الأشجار لظروف الملوحة .

ووجد أن الأصناف عديدة الأجنة أكثر تحملا للملوحة من الأصناف وحيدة الجنين . وقد وجد أن الأصل عديد الأجنة 13 - 1 يتحمل الملوحة وارتفاع نسبة الجير يتحمل 20% كربونات كالسيوم ويتحمل ملوحة ماء الرى التى تحتوى على 600 جزء فى المليون كلوريد وقد اقترح أن ميكانيكية تحمل الملوحة فيه مبنية على التحمل الفسيولوجى الكبير لتركيزات الكلوريدات فى أنسجة الورقة أكثر من كونها ترجع إلى الانتقاء أو الاختيار الذاتى لامتصاص العناصر والتى توجد فى الأنواع الأخرى وعموماً يمكن القول أن التحمل للصوديوم والذى أظهرته تلك السلالة يرجع إلى طرد العنصر من الأفرخ وتجميعه فى الفجوات العصارية لخلايا الجذر .

دورات النمو :

ولوحظ أن النمو فى أشجار المانجو يحدث فى موجات أو دورات نمو خضرى متتابعة عددها من 2 - 3 دورات إحداهما فى الربيع ( مارس - أبريل ) والثانية فى الصيف ( يونيه - يولية - أغسطس ) والثالثة فى الخريف ( سبتمبر - أكتوبر ) ولاتظهر هذه الدورات على جميع الأفرع فى وقت واحد ، حيث ويختلف عدد دورات النمو تبعاً للعديد من العوامل مثل : الصنف - عمر الشجرة- حالة الحمل - منشأ الشجرة بذرى أو طعم - ففى حالة الحمل الغزير تعطى الأشجار دورة نمو واحدة أما فى سنة الحمل الخفيف تعطى 2 - 3 دورات وعادة مايعقب كل دورة من دورات النمو فترة سكون - وعموماً يبدأ النمو الخضرى لأشجار المانجو فى شهر مارس ويستمر حتى شهر سبتمبر أى يأخذ حوالى سبعة أشهر ثم يتوقف النمو بعد ذلك حتى شهر فبراير - أى حوالى خمسة أشهر .

ويلاحظ أن أشجار المانجو بها ظاهرة السيادة القمية للبرعم الطرفى للفرع أى أن وجود هذا البرعم ونموه بحالة طبيعية يمنع نمو البراعم الجانبية على نفس الفرع - وإذا ماتم قصف هذا البرعم الطرفى أو مات لأى سبب أو تعرض لظروف غير عادية مثل العطش الشديد أو الرياح الساخنة أو انخفاض شديد أو ارتفاع شديد لدرجة الحرارة أو عوامل أخرى مثل الإصابة بالحشرات أو الأمراض فإن ظاهرة السيادة القمية يتم كسرها وتنمو براعم جانبية بجوار البرعم الطرفى أو أسفل منه على طول الفرع ويختلف عددها فقد تصل من 2 - 8 براعم وهذه البراعم تعطى أزهاراً إذا كان الوقت مناسباً .