مصر «تمسي» على أوروبا وترسل أسوأ كتلة حارة وأقوى موجة جفاف
كشف الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ والنظم الخبيرة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن مصير الكتلة الهوائية الساخنة التي ضربت مصر وشمال أفريقيا خلال الأيام الماضية، موضحًا أنها توجهت لأوروبا وتسببت في خسائر مادية وبشرية كبيرة وذوبان للجليد في جرينلاند ما يهدد بارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات خلال الفترة المقبلة.
أوضح أن الموجات الحارة التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية توجهت من دول شمال أفريقيا والمغرب العربي بشكل إلى أوروبا القريبة وتعرضت دول الجنوب والغرب في أوروبا لموجة من الحر غير مسبوقة في شهري (يونيو ويوليو) وشهدت تحطيمًا لمستويات قياسية من الحرارة في هذه الفترة من السنة وصلت في بعض المناطق من اسبانيا إلى ما يصل الى 44 درجة مئوية مسببة خسائر كبيرة مادية وبشرية تحت تأثير الكتلة الهوائية الساخنة القادمة من شمال أفريقيا، حيث صدر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، أن كتلة الهواء الساخن، حطمت حاليًا كافة الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في أوروبا، هذا الأسبوع، وفي طريقها لما وصفته بـ«الخطر الأكبر».
أضاف أن كتلة الهواء الساخن، في طريقها الآن إلى جزيرة جرينلاند التابعة لمملكة الدنمارك، وهو ما يهدد بذوبان الغطاء الجليدي للجزيرة لأول مرة في التاريخ، كذلك فالغطاء الجليدي في جرينلاند، يعتبر جزءًا أساسيا في المنظومة المناخية العالمية، خاصة وأن ذوبان الجليد فيها سيؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات بصورة كبيرة، بالإضافة إلى اضطرابات بالغة في الطقس و البيانات الواردة من الدنمارك، تشير إلى أن الأوضاع في جرينلاند كارثية، حيث فقدت خلال الشهرين الماضيين 160 مليار طن من الجليد.
أكد أنه متوقع حدوث ارتباك في المناخ وتشوه للنظام المناخي السائد وأهم ملامحه هو كثرة الأضطرابات والتقلبات المناخية الحادة بداية من الخريف القادم يتمثل في زيادة كبيرة في هطول الأمطار والتي قد تصل لحد السيول كما حدث في 2015 وجزئيا في 2020، وزيادة في موجات الصقيع والرياح العالية والباردة شتاءا وحدة وسخونة رياح الخماسين وصيف مبكر جدا.
أشار إلى أن هذه الموجة والموجات المتتالية من الحرارة العالية وما سيرتبط بها من الجفاف الشديد التي تضرب أوربا خاصة جنوب ووسط أوربا هذا الصيف، سيؤثر لا محال على إنتاج هذه المناطق من الموالح والزيتون والبطاطس وغيرها وهذه فرصة كبيرة جدًا لمضاعفة صادرتنا لأوروبا خلال موسم التصدير القادم والذي يبدأ من ديسمبر ويجب أن ننتهز فرصة أن صادراتنا زادت فعلياً لأوروبا خلال موسم التصدير الحالي لقيم قياسية لم تحدث من قبل.
لفت لأهمية تفعيل منهج «دراسات المستقبل» فوراً ودراسة احتياجات السوق الأوربية وتتبع مستويات النقص في معروضات بعض الحاصلات في الأسواق الأوروبية مع دراسة ظروف الإنتاج لهذه الحاصلات بالدول التي تنافسنا في التصدير، والتنسيق الجاد مع دول المغرب العربي وتفعيل السوق العربية المشتركة لإدارة موسم التصدير بطريقة تشاركية بمبدأ المصلحة للجميع.