الأرض
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 12:39 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

شيساندرا.. نجم صاعد بين الأطعمة الفائقة

تعتبر شيساندرا، المعروفة أيضًا بكرمة الماغنوليا الصينية، نجمًا صاعدًا في عالم الأطعمة الفائقة، حيث تكتسب شعبية متزايدة بين عشاق الصحة وخبراء الطب النباتي. يُعزى هذا الاهتمام المتزايد إلى الخصائص العلاجية الفريدة التي يتمتع بها هذا التوت، والذي يعرف في الطب الصيني التقليدي باسم Wu Wei Zi، أو "فاكهة النكهات الخمس".

شيساندرا هي ثمرة كرمة شيساندرا تشينينسيس، التي تنمو بشكل طبيعي في المناطق الشمالية الشرقية من الصين، اليابان، كوريا، وبعض دول أوروبا الشرقية. إضافة إلى زراعتها في الحدائق والمتنزهات الحضرية لأغراض الزينة. ثمار هذه الكرمة تتميز بلونها الأحمر الغني ورائحتها النابضة بالحياة، وهي تشبه عناقيد العنب. يعتبر هذا التوت في الطب الصيني التقليدي من المواد التكيفية التي تساعد الجسم على التكيف مع التوتر والضغوط المتزايدة.

النبات نفسه عبارة عن متسلق ثنائي المسكن يفضل المناخات الدافئة والتربة الخصبة، وهو مقاوم للصقيع لكن لا يتحمل الجفاف. في ظروف مثالية، يمكن أن يصل ارتفاعه إلى 15 مترًا، حيث يلتف حول جذوع الأشجار. الأوراق بيضاوية الشكل أو مقلوبة، وتنبعث منها رائحة الليمون عند تمزيقها. الأزهار تكون بيضاء أو وردية، والثمار الناضجة تظهر في أواخر أغسطس حتى أوائل سبتمبر، وتجمع في مجموعات من 10 إلى 40 حبة.

في الطب الصيني التقليدي، تُعد شيساندرا من أهم النباتات العلاجية، حيث تؤثر بشكل إيجابي على خمسة أعضاء رئيسية في الجسم: الطحال، الكبد، القلب، الرئتين، والكلى. وفقًا لفلسفة الطب الصيني، يتميز توت شيساندرا بخمس نكهات رئيسية - الحامضة، الحلوة، المريرة، اللاذعة، والمالحة - مما يساهم في تحقيق التوازن بين الجوانب الصحية المختلفة للجسم، وبالتالي استعادة الانسجام بين الجسم والعقل والروح.

تستخدم جميع أجزاء النبات تقريبًا في الطب الصيني، بدءًا من اللحاء والأوراق وصولاً إلى الثمار. تُعتبر شيساندرا فريدة من نوعها بسبب تنوع استخداماتها في الطهي والطب على حد سواء، حيث تدخل في صناعة الأدوية والصبغات. يعود السبب في خصائصها العلاجية إلى تركيبتها الغنية بالمواد الفعالة، مثل الفيتامينات والمعادن والزيوت العطرية.

ويحتوي توت شيساندرا على مستويات عالية من فيتامينات C وE، اللذان يعتبران من مضادات الأكسدة التي تساهم في تقوية المناعة وحماية الخلايا من التلف. كما تحتوي على معادن مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والزنك والحديد والمغنيسيوم واليود.

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن شيساندرا يمكن أن تدعم صحة الدماغ من خلال تعزيز التوليد العصبي وتحسين الوظائف الإدراكية. يُعزى هذا التأثير إلى البوليفينول الموجود في التوت، والذي يعرف باسم القشور، حيث يساعد على حماية الخلايا العصبية ويعزز الذاكرة والتعلم.

شيساندرا ليست مفيدة فقط للدماغ، بل تساعد أيضًا في تحسين جودة النوم من خلال تهدئة تسعد القلب، مما يساهم في علاج الأرق والقلق. كما تعتبر مفيدة لصحة الكلى، حيث تساعد على تنظيم عملية التمثيل الغذائي وتعزيز طاقة الجسم، مما ينعكس إيجابياً على صحة الشعر والعظام.

إضافة إلى ذلك، تُستخدم شيساندرا في علاج السعال المزمن وبحة الصوت، حيث تساعد في ربط الرطوبة في الرئتين وتهدئة الالتهابات والتهيج. ومع كل هذه الفوائد، من الضروري الالتزام بالجرعات الموصى بها واستشارة الطبيب قبل دمج شيساندرا في النظام الغذائي، خاصةً للأشخاص الذين يتناولون أدوية أخرى.

تقليديًا، يتم تجفيف توت شيساندرا في الشمس أو معالجته بالبخار للحفاظ على خصائصه المفيدة. يمكن استهلاكه مجففًا أو استخدامه في الطهي لتحضير المربى أو مربى البرتقال أو المشروبات المختلفة. ونظرًا لطعمه الفريد، يُضاف أحيانًا إلى الحلويات والشوكولاتة. في الأسواق العالمية، يُباع توت شيساندرا ومنتجاته بأسعار مرتفعة، حيث يُنظر إليه كطعام فائق الجودة.

وفي مجال التجميل، يستخدم مستخلص شيساندرا في كريمات تعالج بعض مشاكل البشرة، نظرًا لخصائصه المنشطة والمضادة للبكتيريا والفيروسات.

في النهاية، يعد توت شيساندرا مكونًا قديمًا ذا فوائد متعددة، لا يزال يُستخدم ويُقدر في آسيا والعالم لأهميته الصحية والجمالية.