إمدادات الذرة العالمية تتجه نحو أدنى مستوياتها منذ 3 عقود

تشير التقديرات إلى أن مخزونات الذرة العالمية ستصل في عام 2024-2025 إلى أدنى مستوياتها منذ 11 عاما، لكن عند استبعاد الصين، التي تمتلك أكثر من خمسة أضعاف مخزون الولايات المتحدة، فإن الإمدادات الفعلية المتاحة في السوق العالمية ستكون عند أدنى مستوياتها منذ 29 عاما.
أزمة الإمدادات وتأثير الصين
تظهر بيانات وزارة الزراعة الأمريكية أنه بدون الصين، ستصل مخزونات الذرة العالمية في نهاية 2024-2025 إلى 87 مليون طن، وهي النسبة الأقل منذ 12 عامًا. وعند قياسها مقابل الطلب، ستبلغ نسبة المخزون العالمي للاستخدام 7.8%، وهو أدنى مستوى منذ 1995-1996، مقارنةً بمتوسط 9.2% خلال السنوات الأربع الماضية و11% خلال العقدين الماضيين.
الصين، رغم استيرادها الذرة بشكل متقطع، تمتلك 70% من المخزونات العالمية، وهي أعلى نسبة منذ 28 عامًا. وقد عززت بكين مخزونها منذ عام 2008 من خلال برنامج حكومي، ما أدى إلى ارتفاع الإنتاج المحلي بشكل كبير، لكن هذه السياسة ألغيت عام 2016 بسبب تكاليفها الباهظة.
تراجع الإمدادات في البرازيل وأوكرانيا وأوروبا
تعاني البرازيل، ثاني أكبر مصدر للذرة، من أدنى مستويات المخزون منذ أكثر من 20 عامًا، كما أن أوكرانيا والاتحاد الأوروبي يواجهان أضعف مخزونات منذ أكثر من عقد. أما في الولايات المتحدة، فإن المخزون أقل من التوقعات السابقة، حيث تربط وزارة الزراعة الأمريكية نسبة المخزون إلى الاستخدام عند 10.2%، مقارنة بـ 11.8% العام الماضي و12.5% متوسط العقد.
الأسواق العالمية والتوقعات المستقبلية
رغم هذه التحديات، لا تزال الصين مستوردًا غير ثابت للذرة، إذ لم تتجاوز وارداتها في السنوات الأخيرة 7% من استهلاكها السنوي، مقارنة بدول مثل اليابان وكوريا الجنوبية، اللتين تعتمد 100% على الواردات، والمكسيك التي ارتفعت نسبة اعتمادها إلى 50%.
ويتوقع المحللون أن تؤدي الإمدادات المحدودة إلى تحفيز ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية، فيما يستعد المزارعون الأمريكيون لزيادة الإنتاج في الموسم القادم لتعويض النقص وتعزيز القدرة التنافسية للولايات المتحدة في سوق التصدير.