المزارعون الأمريكيون يدفعون ثمن التعريفات الجمركية والتخفيضات المالية

يواجه المزارعون الأمريكيون صعوبات متزايدة بسبب التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، إلى جانب تخفيض المساعدات الزراعية، مما يخلق حالة من عدم اليقين تهدد استقرار القطاع الزراعي في الولايات المتحدة.
تصاعد القلق بين المزارعين
صرّح المزارع جون بويد من جنوب فرجينيا قائلاً:
"كل مرة يُدلي فيها ترامب بتصريحاته غير المتوقعة، تزداد مخاوف المزارعين، سواء بسبب التعريفات الجمركية على الصين والمكسيك وكندا أو بسبب تخفيضات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).
وتأتي هذه المخاوف بعد أن قام ترامب في أول يوم له في منصبه بتجميد تمويل قانون خفض التضخم، مما شمل 3.1 مليار دولار مخصصة لتخفيف قروض المزارعين، و19.5 مليار دولار لدعم برامج الحفاظ على البيئة.
أثر التعريفات الجمركية على الأسواق الزراعية
فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية على واردات المكسيك والصين وكندا، مما أدى إلى مخاوف من إجراءات انتقامية ضد المنتجات الزراعية الأمريكية، مثل الذرة وفول الصويا واللحوم الحمراء ولحم الخنزير، وهو ما أثر على أسواق التصدير التي يعتمد عليها المزارعون بشكل كبير.
كما تأثرت جمعيات التعاونيات الزراعية مثل تلك التي يديرها كيم بارنز في كانساس، حيث أظهرت الأسعار انخفاضًا كبيرًا في أسعار السلع الأساسية مثل القمح والذرة الرفيعة. وأوضح بارنز أن برامج مثل "الغذاء من أجل السلام" كانت توفر عقودًا لبيع الحبوب، لكنها تراجعت الآن بسبب السياسات الجديدة.
تبعات التخفيضات المالية على القروض الزراعية
مع اقتراب موسم الزراعة لعام 2025، يواجه المزارعون صعوبة في الحصول على القروض اللازمة لشراء البذور، حيث أشار بويد إلى أن البنوك غير قادرة على تقديم تمويل كافٍ بسبب الغموض المحيط بالسياسات الزراعية.
وفي محاولة لمعالجة الأزمة، أعلنت وزيرة الزراعة في عهد ترامب، بروك رولينز، في 20 فبراير عن الإفراج عن 20 مليون دولار لدعم العقود الزراعية الموقعة سابقًا، لكنها أقرت بأن الأموال لا تزال غير كافية.
ردود فعل غاضبة من المزارعين
عبر المزارعون عن غضبهم من هذه السياسات، مشيرين إلى أن الحرب التجارية سترفع تكلفة المدخلات الزراعية مثل الأسمدة، وتهدد قدرتهم على الوصول إلى الأسواق الدولية، مما قد يؤدي إلى أزمة حقيقية في المناطق الريفية الأمريكية.
وفي تعليق شديد اللهجة، قال بويد:
"لن يسلب هذا الرئيس مهاراتي الزراعية. سأواصل الزراعة مهما كان الثمن، لكن هذه الإدارة لم تضع المزارعين الأمريكيين في المقام الأول."
هل هناك حلول قريبة؟
يحاول المشرعون من كانساس وداكوتا الشمالية نقل برنامج "الغذاء من أجل السلام" من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى وزارة الزراعة لضمان استمراريته. كما يضغط المزارعون على الإدارة الأمريكية لإعادة المفاوضات التجارية مع الصين والمكسيك وكندا، أملاً في إنهاء الصراع التجاري قبل أن تتفاقم الأضرار.