الأرض
الأحد 6 يوليو 2025 مـ 11:12 مـ 10 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

مصر تكشف سلاحها الجديد لحماية الثروة الحيوانية

أكد الدكتور محمد سعد، مدير معهد الأمصال واللقاحات البيطرية التابع لمركز البحوث الزراعية، أن المعهد يغطي نحو 85% إلى 90% من احتياجات السوق المحلي من اللقاحات البيطرية الخاصة بالثروة الحيوانية، فيما يُغطي ما يقرب من 30% من احتياجات قطاع الدواجن، بالتعاون مع مصانع القطاع الخاص. وتُعد هذه النسبة مؤشراً على حجم التقدم الذي أحرزته مصر في هذا المجال الحيوي.

إنتاج وطني بمعايير دولية

يُنتج المعهد حاليًا 71 لقاحًا بيطريًا يستهدف أمراضًا تؤثر مباشرة على صحة الحيوان والإنسان معًا، من بينها: السعار، البروسيلا، حمى الوادي المتصدع، وإنفلونزا الطيور. ولفت الدكتور سعد إلى أن اللقاحات تُصنّع وفق أعلى المعايير الدولية، إذ حصل المعهد على عدة شهادات اعتماد مهمة، منها ISO 9001 للجودة، وGMP لممارسات التصنيع الجيد، إلى جانب شهادات ISO 14001 للإدارة البيئية، وISO 45001 للصحة والسلامة المهنية، وISO/IEC 17025 لكفاءة المعامل.

كما أشار إلى أن المعهد استطاع خلال السنوات الأخيرة تطوير 22 لقاحًا جديدًا، لم تكن موجودة ضمن خطوط الإنتاج سابقًا، في إطار الاستجابة السريعة للأمراض الوبائية المستجدة، ما يعزز من مرونة المنظومة الصحية البيطرية.

الرقابة تبدأ من المعمل وتنتهي بالمربي

تخضع اللقاحات البيطرية المنتجة أو المستوردة في مصر لرقابة صارمة، تبدأ من تسجيل اللقاح وتمر بمراحل معايرة دقيقة يشرف عليها المعمل المركزي للرقابة على المستحضرات الحيوية البيطرية، بالتنسيق مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية. ويُعد معهد الأمصال واللقاحات جهة معتمدة دوليًا من منظمة الصحة الحيوانية (WOAH)، ما يعزز من مصداقية منتجاته ويتيح تصديرها لعدد من الدول العربية والإفريقية.

وفيما يتعلق بتوزيع اللقاحات، يمتلك المعهد منفذًا رئيسيًا وأكثر من 20 فرعًا موزعًا على المحافظات، لضمان وصول اللقاحات إلى المربين بطريقة منظمة وآمنة، وبأسعار تراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي للقطاع.

تعاون علمي لمواجهة الفيروسات المتحورة

وأكد "سعد" أن هناك تنسيقًا متكاملاً بين المعهد والهيئة العامة للخدمات البيطرية، بالإضافة إلى التعاون مع جهات بحثية متخصصة مثل معهد بحوث صحة الحيوان، ومعهد بحوث التناسليات، والمعمل المركزي للرقابة على المستحضرات الحيوية. ويهدف هذا التعاون إلى تتبع التحورات الجينية في السلالات الفيروسية، وتحديث اللقاحات بما يتماشى مع المتغيرات المحلية، وذلك لتصنيع لقاحات مركبة توفر حماية شاملة وتقلل من الضغط المناعي على الحيوانات.

مصر لاعب إقليمي في سوق اللقاحات

لا تقتصر جهود مصر على تغطية السوق المحلي، بل تمتد إلى تلبية احتياجات عدد من الدول العربية والأفريقية، مثل الإمارات، السودان، الكويت وغيرها، حيث يُعد معهد الأمصال أحد أهم مصادر اللقاحات البيطرية في المنطقة، إلى جانب ثلاثة مصانع محلية خاصة تعمل في ذات القطاع، وتستعد مصانع جديدة لدخول الخدمة خلال الفترة المقبلة، في خطوة تهدف إلى توسيع الإنتاج الوطني وتقليص الاعتماد على الاستيراد.

توجه وطني لتحقيق الاكتفاء الذاتي

وفي سياق متصل، أوضح الدكتور محمد سعد أن مصر تمضي بخطى واثقة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع اللقاحات البيطرية، لا سيما مع الزيادة المتوقعة في الطاقة الإنتاجية، والتي تواكب الرؤية الوطنية لتقليص الفجوة الاستيرادية، وتحقيق الأمن الحيوي للمربين والمستهلكين على حد سواء.

استقرار في السوق ومراقبة للأسعار

وحول الجانب الاقتصادي، شدد "سعد" على أن أسعار اللقاحات تخضع لرقابة محكمة من الهيئة العامة للخدمات البيطرية، ويتم مراجعتها دورياً وفقًا للتغيرات العالمية، لضمان توفرها بأسعار تناسب كافة فئات المربين، مؤكدًا أنه لا توجد أي أزمة حالية في وفرة اللقاحات بالسوق المصري، في ظل استمرار الإنتاج وضبط منظومة التوزيع.