الأرض
الخميس 24 يوليو 2025 مـ 01:40 صـ 27 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الرش الوقائي.. درع الأمان الأول للمحاصيل الزراعية قبل الكارثة

أكد المهندس مصطفى عمارة، استشاري أمراض النبات، أن الرش الوقائي يُعد واحدًا من أهم أدوات الإدارة المتكاملة للأمراض النباتية، كونه الخط الدفاعي الأول الذي يحصّن المحاصيل من الإصابات قبل أن تتفاقم، نظراً لمواجهة التغيرات المناخية والظروف البيئية غير المستقرة، والتي باتت الزراعة الحديثة تتطلب استراتيجيات وقائية فعالة تحمي المحاصيل قبل أن تقع في فخ الأمراض والآفات.

الرش الوقائي.. حماية استباقية قبل انتشار المرض

يشير عمارة إلى أن الرش الوقائي لا يُستخدم بعد ظهور الأعراض، بل يسبقها، حيث يُكوّن طبقة عازلة على سطح النبات تمنع تغلغل الفطريات والبكتيريا، لا سيما في الأوقات التي تتهيأ فيها البيئة لانتشار المرض، مثل ارتفاع نسبة الرطوبة، أو تقلبات الطقس المفاجئة، أو بعد الأمطار الكثيفة.

فوائد متعددة تبدأ بالورقة وتنتهي بالعائد الاقتصادي

1. حماية الأوراق.. مصنع النبات الأساسي

تمثل الأوراق القلب النابض لأي محصول، فهي المسؤولة عن البناء الضوئي، وأي ضرر يصيبها ينعكس مباشرة على قوة النبات وجودة الثمار. الرش الوقائي يضمن بقاء الأوراق سليمة، نشطة، وقادرة على أداء وظائفها الحيوية بكفاءة.

2. خفض تكاليف المكافحة لاحقًا

حين تتأخر المكافحة إلى ما بعد ظهور المرض، تصبح العملية أكثر تعقيدًا وأعلى تكلفة، إذ تحتاج إلى تكرار الرش بمبيدات أقوى وربما بجرعات أعلى. أما الوقاية، فهي أكثر جدوى وأقل تكلفة على المدى الطويل.

3. رفع إنتاجية وجودة المحصول

يؤكد الخبراء أن النبات السليم يعطي ثماره بكفاءة أعلى، سواء من حيث الحجم أو الطعم أو القابلية للتسويق والتصدير، ما ينعكس إيجابًا على دخل المزارع وربحية المشروع الزراعي.

متى يُنصح باستخدام الرش الوقائي؟

بحسب المهندس عمارة، فإن توقيت الرش الوقائي عنصر حاسم في فعاليته، وينبغي أن يُطبّق في الحالات التالية:

بداية موسم الإصابة المعروف لكل مرض ومحصول.

عقب التقلبات الجوية الحادة مثل الأمطار أو الرطوبة المرتفعة أو الشبورة المائية.

بعد عمليات التقليم أو التهذيب التي قد تفتح ثغرات في هيكل النبات وتجعله أكثر عرضة للإصابة.

نصيحة فنية مهمة للمزارعين

يشدد استشاري أمراض النبات على أهمية اختيار المبيد الوقائي المناسب تبعًا لنوع المرض المتوقع، مع ضرورة تبادل المواد الفعالة دوريًا لتفادي ظهور المقاومة في المسببات المرضية، وهي ظاهرة تتسبب في فشل المكافحة في حال اعتماد مادة واحدة لفترة طويلة.

الوقاية الزراعية ليست خيارًا.. بل ضرورة استراتيجية

في ظل المتغيرات المناخية وارتفاع معدلات انتشار الآفات والأمراض، لم يعد الرش الوقائي مجرد خيار ثانوي، بل أصبح خطوة استراتيجية حتمية لضمان سلامة المحصول واستدامة الإنتاج. فالتحصين المسبق هو ما يصنع الفارق بين خسارة موسمية كبيرة، ونجاح زراعي يُترجم إلى أرقام في السوق.