الأرض
الأحد 20 أبريل 2025 مـ 11:58 مـ 22 شوال 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

النقرس داء ”الملوك” والغلابة أيضا.. بقلم: د. أمال صبري

أجساد ضيعتها البدانة والترهل من كثرة المأكل والمشرب، وثقلت من كثرة النوم وقلة الحركة، تلك كانت أجساد ملوك الماضي التي لم ينج إحداها من العلة بمرض "النقرس"، حتى بات يعرف بهم، ويعرفون به.


وفي عصرنا الحالي، أصبح المرض يهدد الفقير والغني دونما تفرقة، حيث زادت نسبة الإصابة به في العقود الأخيرة، حيث يصبح نتيجة طبيعية لأمراض القلب، وضغط الدم، والسكر.


وللتعرف على "النقرس"، يمكن تلخيص أعراضه، حيث يستيقط الإنسان فجأةً من نومه ليلاً علي آلام حادة في المفاصل، خاصةً إبهام القدم يعقبها تورم للإصبع وإحمرار ولمعان لجلده، وأحياناً مفاصل الركبة، الكاحل، اليدين، أو المرفقين مع ارتفاع في درجة الحرارة ورعشة وتصلب للمفاصل في الصباح، وتستمر هذه الأعراض لعدة أيام، فهذه أعراضه، ولا شك في ذلك.


وللعلم، فقد تتفاقم هذه الأعراض وتصل إلى إتلاف المفاصل، أو ربما تصبح عقد مزمنة تسبب الألم تدعي "التوفات" أو تؤدي إلى إتلاف أنسجة الكلي وتكوين حصواتها أو حتي فشلها.


والسبب المباشر للإصابة بالنقرس هو اضطراب في الهضم والاستقلاب، ينتج عن زيادة حمض البول "اليوريك" في الدم، لخلل إنزيمي أو نقص في التخلص منه في البول، فيترسب في أنسجة المفاصل علي شكل بلورات الزجاج المجروش.


وتلعب الجينات الوراثية دوراً مهما في الإصابة بالنقرس، بالإضافة إلي عوامل أخري تساعد عليه، مثل: الوزن الزائد، سمنة البطن، قلة النشاط والحركة، الحالات المزمنة كمرض السكر، وارتفاع نسبة الدهون في الدم أو ضيق الشرايين, وعدم علاج ضغط الدم المرتفع، إضافة إلى تناول بعض العقاقير والمشروبات الكحولية، خاصة البيرة، وأيضا المياه الغازية.


وهناك حقيقة أكدتها الدراسات الحديثة، وهي أن الامتناع التام عن تناول اللحوم والبرو تينات يساعد في خفض حمض البوليك، لكن بنسب قليلة، ولذلك يستطيع مريض النقرس أن يتناول اللحوم والسمك والدجاج والأرانب لكن بكمية معتدلة، (100 جم من إحداها علي فترات متباعدة).


ويجب مراعاة الابتعاد عن البروتينات عالية المحتوي من البيورينات التي تزيد  نسبة الحمض في الدم، ومنها اللحوم الحمراء مثل لحم الضأن، الكبد، الكلي، وكذلك الأنشوجة، السردين، المحار، الماكريل، الجمبري، سرطان البحر، الرنجة، الملوحة، والفسيخ من المأكولات البحرية.


ومع أن الديك الرومي يعد من اللحوم البيضاء إلا أنه عالي المحتوي من البروتين، وبالتالي يفضل عدم تناوله لمريض النقرس.


كما ينصح مريض النقرس بتجنب الأكلات الدسمة والدهون المشبعة، مثل: حساء اللحوم أو السمك، المياه الغازية، العصائر المحلاة حتي الطازجة، حيث يزيد السكر من إنتاج الحمض، وكذلك المربي المحتوية علي بذور، والتوابل والبهارات.     


ومريض النقرس يمكنه تناول البروتينات متوسطة المحتوي من البيورينات، ولكن باعتدال، مرتين في الأسبوع فقط، مع تجنبها أثناء نوبات الألم ومنها: البقوليات مثل الفول، العدس، الحمص، الفاصوليا، البازلاء و السبانخ والبيض والدواجن وبعض المأكولات البحرية مثل التونة و اللوبستر. ويمكنه أيضاً تناول الخضار والفواكه مع تجنب التوت، الفراولة والطماطم ونبات الهليون، ويجب الإقلال من الشاي والقهوة. 


وينصح خبراء التغذية مريض النقرس باتباع النظم الغذائية الصحية لإنقاص الوزن وزيادة لياقة الجسم بممارسة الرياضة يومياً لمدة نصف ساعة. كما ينصحون بشرب الماء بكثرة بمعدل 8 إلي 12 كوب يومياً لطرح سموم الجسم وأملاحه الزائدة خارجه، ولتليين المفاصل والغضاريف. ولابد من اتباع الطرق الصحية لطهي الطعام، مع تجنب القلي، وكذلك تجنب الوجبات السريعة والحلويات والخبز الأبيض.


ومن الأغذية التي تفيد في علاج النقرس: عصير الليمون، وعصير الكرافس مع الجزر، وعصير التفاح أو مغلي قشره لمدة ربع ساعة  "وكلها تساعد في إذابة الأملاح المترسبة في المفاصل".


ومن الأكلات المفضلة: الأناناس، الخيار، الكراث، والفجل "، وهي مفيدة في علاج إلتهاب المفاصل".


ومن الوصفات الشهيرة والناجحة لعلاج النقرس، "نقع 20 جم من أوراق الجرجير في نصف لتر ماء مغلي، ثم تناوله باردا"، إضافة إلى: الكرز، وعصير العنب، والكركديه، وأيضا منقوع الزنجبيل قبل الأكل.


وأثبتت الدراسات أن منقوع 3 ثمرات من التين المجفف ليلاً وتناولها صباحا دون الماء، لمدة أسبوع، يذهب النقرس. ولهذا نصحنا رسولنا الكريم  بأكله في قوله صلي الله عليه وسلم " كلوا منه فإنه يقطع البواسير وينفع النقرس"، وكذلك نصحنا بالاعتدال الذي فيه نجاتنا من كل ما يضرنا وفوزنا بنعيم الحياة.