الإثنين 29 أبريل 2024 مـ 11:13 صـ 20 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

”ليلى ناصر” تكشف لـ”الأرض” المشاكل التي تواجه قطاع تربية الجاموس وطرق حلها

"جمعية تحسين الجاموس" : 55% من إنتاج اللبن في مصر يأتي من الجاموس

"ناصر" : أبرز مشاكل تربية الجاموس "غلاء الأغذية".. والحل في "التدوير"

ليلى: مصر بها أكبر عدد من الجاموس في البلاد العربية والأفريقية

"جمعية تحسين الجاموس": السائل المنوي الإيطالي في التلقيح يتسبب في ضياع الموارد الوراثية المصرية

يعد الجاموس ثورة غذائية مهمة في مصر، وتحتاج دائما لتنميتها من أجل زيادة أعدادها والحد من فاتورة الاستيراد من الخارج، وحول هذا الأمر كان لموقع صحيفة "الأرض" حوار مع الدكتورة ليلى ناصر، رئيس الجمعية المصرية لتحسين الجاموس المصري، والتى تحدثت عن أبرز المشاكل التي تواجه قطاع تربية الجاموس في مصر وكذلك رؤيتها للحل وإلى نص الحوار....

هل ستنظم الجمعية أي مؤتمرات أو ندوات خلال الأيام المقبلة؟

الجمعية تأسست منذ ثلاث سنوات تقريبا، وفي السنة الأولى نظمت الجمعية ندوة بعنوان "نظرة مستقبلية على الحيوان اللبني الأول في مصر وهو الجاموس، وفى العام الماضي عقدنا المؤتمر الدولي الأول لعلوم الجاموس، وهذا العام عقدنا بالأمس ندوة بعنوان "التنمية المستدامة للجاموس المصري في ضوء استراتيجية 2030" ، حيث ركزنا خلالها على كيفية التغلب على المشاكل الموجودة حاليا في مجال تربية الجاموس، وسنقيم ندوة أخرى إن شاء الله خلال العام المقبل.

الجمعية معنية بالجاموس المصري فكيف يتم ذلك؟

الجاموس يعد هو الحيوان اللبني الأول فى مصر، حيث أنه ينتج حوالى 55% من إنتاج اللبن في مصر، وقبل ذلك كان الإنتاج يصل إلى 60% لكن مع استيراد الأبقار قلت نسبة إنتاجه إلى 55%، والمستهلك المصري يفضل اللبن الجاموسي، لتميزه باللون الأبيض ونسبة الدهن به عالية مما يتيح استخدامه ليس كمشروب وإنما يمكن استخدامه في صناعة الجبن والزبدة والقشطة، والجمعية تهدف للتواصل مع المربين، ومصر بها أكبر عدد من الجاموس في البلاد العربية والأفريقية، والجاموس المصري يتميز بميزة نسبية مقارنة باقي الأنواع الأخرى، وهي أنه يأكل أي شيء لذلك تغذيته ليست مكلفة مقارنة بالأنواع الأخرى، كما أنه قادر على تحمل الظروف السيئة في التربية والرعاية لدى صغار المزارعين، وأكثر من 80% من الثروة الحيوانية في مصر في أيدي صغار الفلاحين، والفلاح الصغير أحيانا لا يعطيها الرعاية الكافيةـ ولا الطرق الجديدة في التربية مثلما تفعل المزارع الكبيرة، والمشكلة أن الدولة لا تمتلك نظام محدد للوصول لجميع صغار المربين، لذلك نحاول الوصول إليهم لإرشادهم بالطرق العلمية السليمة في التربية من خلال عمل لقاء شهري مع المربيين، فضلا عن تنظيم قوافل إرشادية تجوب بعض القرى لكن نظرا لظروف التمويل اقتصرنا على الاستمرار في اللقاءات الشهرية مع المربين، وبجانب ذلك نصدر مجلة علمية كل ثلاثة شهور تسمى"الجاموس" يتم فيها تقديم مواد إرشادية لتوعية المربين، ويتم إتاحتها عن طريق الصفحة الرسمية للجمعية على الفيس بوك.

هل من الصعب الوصول لجميع المربين لتوعيتهم وإرشادهم؟

فعلا هناك صعوبة، وهذا ليس بسبب نقص الخبرات بل لدينا خبرات مؤهلة ومدربة إلا أننا لا نمتلك اللوجيستيات التي تمكننا من الوصول إليهم، ومديرية الطب البيطري تساعد في الوصول للمربيين إلا أن ضعف الإمكانيات من جهة وعدم فتح التعينات للخرجين فى هذه المدريات  يحد من إمكانيات الوصول بشكل أكبر وأسرع إلى المربين.

ما أبرز المشكلات المتعلقة بتربية الجاموس؟

أولا التغذية، فتكلف غذاء الحيوانات عالية، والتغذية تشكل 70 % من تكاليف تغذية الحيوان.

وكيف يمكن حل هذا الأمر؟

نحتاج إلى دعم وتدوير المخلفات الزراعية مثل قش الأرز والقمح ومخلفات قصب السكر في تغذية الجاموس، فنحن لدينا كميات كبيرة من المخلفات الزراعية ولذلك أوصينا بتبني برنامج قومي لتدوير المخلفات الزراعية على مستوى قومي، من خلال عمل مركز لتدوير المخلفات الزراعية فى كل محافظة.

وإذا قمنا بعمل مراكز للتدوير فكم سيوفر من نسبة الغذاء الذي يحتاجها الجاموس في مصر؟

سيوفر حوالي 70% من إجمالي ما يحتاجه الجاموس، كما أن التدوير سيحافظ على البيئة من التلوث الذي ينتج عن رمي تلك المخلفات فى الطرقات وعلى جوانب الترع.

ما أبرز الأخطاء التي يقع فيها مربي الجاموس؟

أبرز المشاكل تتعلق بنظم التلقيح، فعدد كبير من المربين لا يعلمون أو غير قادرين على تحديد الوقت الأمثل للتلقيح، كما أن بعضهم يستورد سائل منوى إيطالى برغم أن لدينا سائل منوى أفضل فى مصر ومع ذلك يتجه البعض إلى أستخدام السائل المنوى الإيطالى فى التلقيح، وللأسف ليس لدينا مراكز لتجميد السائل المنوى على مستوى جميع المحافظات.

وما أوجه الضرر المترتبة على هذه الأخطاء؟

بالنسبة لاستخدام السائل المنوى الإيطالى يتسبب استخدامه فى ضياع الموارد الوراثية المصرية، فالتلقيح بهذا السائل يعطي أول جيل قوى بانتاج لبن عالى لكن بعد ذلك الاجيال التالية يحدث فيها تدهور فى الانتاجية مما يعنى أن المربى سيخسر المورد الوراثي المصري المتميز وكذلك سيخسر فى الانتاج، ولذلك نحاول توعية المربيين بهذا الأمر والتحذير منه، أما فيما يتعلق بعدم مراعاة المربى لأوقات التلقيح يجعل التلقيح لا يحقق الغرض منه، واذا اهتمانا بتدوير المخلفات الزراعية وتوعية المربين بأسس التربية والرعاية السليمة، فسوف يؤدى ذلك إلى زيادة إنتاجية الجاموس من اللبن واللحوم، وكذلك زيادة أعداد الجواميس في مصر.

ماذا عن التحسين الوراثي للجاموس؟

نحن نحتاج لبرنامج قومي للتحسين الوراثى للجاموس، ويجب ان تتبناه وزارة الزراعة، وتتولى مديريات الطب البيطرى وكليات الزراعة وكذلك المربيين العمل فى اطار هذا البرنامج، واذا حدث تعاون بين جميع هذه الجهات فسوف ننهض بهذا الثروة فى مصر.

وما الذي نحتاجه بالضبط  في التحسين الوراثي؟

يوجد محطة لتنشئة الطلايق المميزة تابعة لمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى فى كفر الشيخ، وفالمحطة تتعامل مع الذكور ذات صفات وراثية تعطى إنتاجية عالية، وهذه الذكور يتم أخذ السائل المنوى منها وتجميده وتوصيله للمربيين، وهذا الأمر يتم حاليا على نطاق محدود لذلك فإن إنشاء برنامج قومى للتحسين الوراثى سيساهم فى إيصال هذه السوائل المنوية لعدد أكبر من المربيين على مستوى الجمهورية.