الندوة المتأخرة في القرعيات والبطاطس.. الأسباب والعلاج
ورد إلينا رسالة من أحد قرائنا الأعزاء، عبر خدمة الدعم الفني التي تقدمها جريدة "الأرض" على رقم الواتس آب، للاستفسار عن مرض أصاب محصول اللب، وبفحص الورة تبين أنه مرض "الندوة المتأخرة في القرعيات والبطاطس
انتشر هذا المرض في مصر خلال السنوات الأخيرة ، وهو يصيب القرعيات والبطاطس والطماطم، وتتراوح نسبة الإصابة به سنويا ما بين 10-20 % وتقدر الخسارة بمئات الملايين من الجنيهات. ويلائم هذا المرض الجو البارد الرطب ، لذلك كثر انتشاره في المناطق الشمالية للدلتا حيث المطر والضباب وحيث تنخفض درجة الحرارة.
المسبب :
الفطر فيتوفثورا انفيستانس Phytophthora infestans
ميسليوم هذا الفطر غير مقسم يخترق الأنسجة عبر الثغور ويخرج حوامله الجرثومية من الثغور وهى حوامل طويلة يتفرع منها أفرعا جانبية عددها 2-4 تحمل على أطرافها أكياساً أسبورانجية ليمونية الشكل تنبت إنباتا غير مباشر بإنتاج الجراثيم الهدبية أو إنباتا مباشرا بإرسال أنبوبة إنبات وعندما تصل إلى أحد الثغور يتكون فى طرفها عضو التصاق تخرج منه هيفا رفيعة تخترق الثغر وذلك في الظروف غير الملائمة مثل عدم توافر الماء الكافى ويكون جراثيم بيضية داخل الأنسجة المصابة في الدرنات والأوراق .
الأعراض:
تبدأ أعراض المرض بظهور بقع بنية صغيرة على الأوراق تكبر في الحجم في الظروف الملائمة حتى تعم كل سطح الورقة. وقد تمتد الإصابة إلي أعناق الأوراق ، وعند اشتداد الإصابة يصاب كل المجموع الخضري ويموت النبات ، ويظهر على السطح السفلي للبقع المصابة ( وقليلا على السطح العلوي) نمو زغبي رمادي اللون ، هو عبارة عن حوامل الفطر الجرثومية والأكياس الجرثومية بأعداد كبيرة ويشاهد هذا الزغب بوضوح في الجو الرطب وعند تلبد الجو بالغيوم. وتصبح الدرنات المصابة صغيرة الحجم قليلة العدد ، ويظهر عليها عفن بني في الأنسجة الداخلية تحت القشرة مباشرة، ويمتد هذا العفن بغير انتظام للداخل وفي الأراضي الثقيلة يلاحظ أن هذا العفن يكون طرياً، وتتلف الدرنات نتيجة لإصابتها بكائنات ثانوية، وقد تتلف بعض هذه الدرنات تماماً قبل ضم المحصول.
دورة الحياة:
تنبت الأكياس الجرثومية في وجود الماء إنباتا مباشرا ويخرج منها جراثيم هدبية تسبح لفترة بواسطة الأهداب ثم تنبت مرة ثانية بإرسال أنبوبة إنبات تصيب الثمار أو الأجزاء الخضرية عن طريق الاختراق المباشر أو الجروح أو الثغور، ويبقي ميسيليوم الفطر في الظروف الجافة والغير ملائمة حياً في الأوراق المصابة والسيقان.
ويتجدد نشاطه عند حلول الظروف الملائمة فيكون أكياساً أسبورانجية ويكرر دورة الحياة كالمعتاد. وفي نهاية الموسم يكون الفطر الجراثيم البيضية في أنسجة النبات التي تنبت عند توفر الظروف الملائمة وتخرج منها حوافظ جراثيم تنبت لتصيب النبات وتعيد دورة الحياة.
مصادر العدوي:
بقايا النباتات المصابة كالعروش والدرنات.
الجراثيم الموجودة في الهواء أو مياه الري.
الملامسة بين الدرنات المصابة والسليمة في المخزن.
زراعة درنات مصابة.
الظروف الملائمة:
يلائم هذا المرض الجو البارد الرطب. فقد وجد أن أنسب درجة حرارة لتكوين الأكياس الأسبورانجية حوالي 18-22° مئوية، ولتكوين الجراثيم الهدبية حوالي 10-13° مئوية. وتحتاج الأكياس الجرثومية لإنباتها رطوبة جوية عالية( 100% رطوبة نسبية) ولذلك تزداد شدة الإصابة بعد فترات من الجو البارد المصحوب بالأمطار والندي الغزير أو الضباب . وقد لوحظ أيضاً أن الإصابة في الدرنات تشتد في الأراضي الطينية وتقل في الأراضي الخفيفة.
طرق المكافحة:
إتباع دورة زراعية يراعي فيها عدم تعاقب بطاطس وطماطم أو القرعيات في نفس الحقل.
عدم زراعة طماطم في العروة الشتوية بالقرب من زراعة بطاطس.
حرق مخلفات البطاطس والطماطم والقرعيات للتخلص من مصدر العدوى الموجود بها وهو الجراثيم البيضية للفطر.
أما المقاومة الكيماوية فتتم برش النباتات 4-6 مرات وبين كل رشة والأخرى 15 يوماً بأحد المطهرات الفطرية الموصى بها من قبل وزارة الزراعة.