الجمعة 29 مارس 2024 مـ 02:16 صـ 19 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

تعويذة الدكتور جابر نصار !

مأمون الشناوةى
مأمون الشناوةى

لستُ بصدد امتداح الدكتور « جابر نصار  » ولا مُجاملته فهو الغنيّ عن ذلك ، فلم أتشرف بلقاء الرجل وإن كانت تجمعنا صداقة عبر الأثير بطعم الحب ، ولا بصدد ذكر إنجازاته في ( جامعة القاهرة ) التي ترأسها لسنوات ، فيكفيه أنه نقلها من مَرتع للإرهاب وسيطرة الخنازير ( حَمَلَة الجنازير ) الذين كانوا يترصدون لكل عملٍ حضاريّ أو جماليّ فيُحطموه في همجيّة لامثيل لها ، إلى واحةٍ للفن الراقي والثقافة الرفيعة ، وتحمل مسؤولية إقامة حفلات لكبار المطربين في الجامعة وسط تخوّف أمنيّ مشروع من عواقب لاتُحمد عُقباها في تجمع غفير يحضره مئات الآلاف من الشباب ، وأعاد للحرم الجامعي الذي كثيراً ما انتهكته تلك الأيادي الرعناء قُدسيّته ومَهابته ، ووضع ( جامعة القاهرة ) في ترتيب عالميّ افتقدته لسنوات طويلة عِجاف !! . 
ولكني  كنت مشغولاً بالسرّ الكامن في أعماق هذا الرجل فمنحه هذا الزخم وتلك الثقة وذاك النجاح والجسارة في تحقيق ماتحقق ، ولم يطل بحثي ، فحين تابعت أحاديثه وتتبعت مسيرته وتأملتها ، عثرت على السرّ الأعظم الخفيّ المُعلن البسيط الناجع ، إنه علاقته بأمه ، وفقط !! . 
نعم ياسادة ، علاقته بأمه !! . 
فهذا البِرّ وخفض الجَناح وتلك الدموع التي تطفر من عَينيّه حين يتحدث عنها كانت دليلي الدامغ إلى معرفة السرّ ، فلقد فقدت أمه شقيقه فلذة كبدها شهيداً ، وشعر هو أنه بات مُحتماً عليه تعويضها عن فقيدها الغالي ، فاحتضنها ، ووضعها في سُويداء قلبه ، وحملها في فؤاده أيقونة لنجاحه ، ودثرها بدِثارٍ حريريّ من الحنان الدافق والدافئ ، وتباهي بها ، وصارت قُبلاته على يديّها الطاهرتيّن وجبينها الوضاء مَدعَاة فخرٍ له ، وسعى للجنة تحت قدميّها طائعاً ، فمنحته هي نفثاتِ طُهرها ، ونفحاتِ دعواتها ، وعطر رضاء قلبها ، وسلحته بأمضي السيوف يشق بها غمار المستحيل ، ويرقي بها سُلم النجاح والتألق !! . 
فكانت تعويذة ، يقدمها الرجل إلى كل الأجيال ، خلطة سحرية يعرضها في فاترينته لمن أراد الستر في الدنيا والفوّز في الآخرة ، وصفة سهلة لاغموض فيها ولا شفرات ولا طلاسم ، على قدر بِرك بأمِك وصِلتَك لأرحامك تكون مَكانتك ، ويكون قدر نجاحك ، وقبول الناس لك ، فإن تغافلت فأنت الخاسر صدقني ، ولن يشفع لك عُذرٌ ولا تعلة ، فأنت إن وصلتَ رَحِمك - كلَ رَحِمك أماً كانت أو أختاً أو ابنة - فأنت الفائز بحُب الناس ، ورضا الله !! . 
إنها تعويذة الدكتور جابر نصار ، فسارعوا إليها !! .