فخ حرارة اليوم وغدا.. هام للمزارعين
إلى كل المزارعين ... إذا كنت على علم بالارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة اليوم، لتصل إلى 37 درجة مئوية، فيجب أن تعلم ما سوف يحدثه هذا التذبذب الحاد في درجات الحرارة للبناتات.
ما التوقعات؟
ستكون مصر واجزاء من ليبيا (مع مناطق من جنوب الصحراء والهند) من أعلى المناطق حرارة على سطح الأرض خلال اليوم السبت.
ليسود في مصر طقس شديد الحرارة اليوم، ثم ينخفض، ثم يعاود الارتفاع (تذبذبات سريعة).
يلاحظ في الخريطة المناخية أن الحرارة ستشمل كل المناطق المصرية تقريباً، في حدث غريب مناخياً خلال هذه الفترة من الربيع ... وذلك كما يلي:
ارتفاع كبير وفجائي فى الحرارة اليوم السبت، ليتراوح ما بين 35 و37 ° م على معظم أنحاء الجمهورية، ليسود طقس شديد الحرارة، و يكون الطقس لطيف ليلًا بشكل عام، يميل للبرودة أحيانًا على بعض المناطق الشمالية والدلتا وسيناء.
سيتوالى الارتفاع فى الحرارة غدا الأحد في الجنوب فقط، لتكون ما بين 38 إلى 41 ° م على معظم أنحاء جنوب الصعيد (سوهاج ـ قنا ـ الأقصر ـ أسوان ـ الوادي الجديد) ويستمر الارتفاع يوم الإثنين على أقصى الجنوب (الأقصر وأسوان ).
ستنخفض الحرارة بطريقة مفاجئة وحادة بمقدار 8 درجات غدا الأحد من أقصى الغرب وناحية الداخل الدلتا والقاهرة وفي مناطق شمال ووسط الجمهورية ويمتد الانخفاض يوم الإثنين ليشمل شمال الصعيد (حتى أسيوط) ثم يشمل الثلاثاء كل الجمهورية، ولهذه التذبذبات تأثيرات سلبية كبيرة جدا على الزراعات.
أما بخصوص الرياح، فيتوقع اليوم نشاط للرياح، تتفاوت في شدته ونطاق تأثيره عبر قطاعات الجمهورية خلال هذا اليوم، مع تركيزه على مناطق غرب الصحراء الغربية (سيوة والواحات وأجزاء من الظهير الصحراوي الغربي للدلتا) مع إثارة للرمال أحيانًا، وتصل السرعة إلى ما بين 35 و60 كم / ساعة، وهي سرعات عالية مثيرة للرمال والأتربة (خماسين مبكرة).
** يلاحظ درجة عالية من التذبذبات الحرارية ما بين الارتفاع والانخفاض، تتخللها ارتفاعات مفاجئة فى الحرارة لتصل إلى قيم قياسية مع وجود نشاط للرياح، ما يؤدي إلى خلل للزراعات.
ـ الفترة الماضية كانت درجات الحرارة المنخفضة هي السائدة، مما أدى إلى ضعف النمو، لأن النبات يلجأ لتخزين الطاقة على حساب النمو.
ماذا يحدث إذا كانت هناك موجة دافئة مفاجئة (حارة) في نهاية فصل الشتاء أو فى فصل الربيع بعد أن تكون النباتات ضعيفة أو متوقفة عن النمو بسبب البرودة .. بمعن هل ستتضرر النباتات؟
تقلبات درجات الحرارة على نطاق واسع (مثل ما يحدث حاليا) يمكن أن تضر النباتات خلال نهاية فصل الشتاء. والأيام الباردة تليها أيام دافئة أو حارة تؤدي إلى أضرار كبيرة فى الشعيرات الجذرية بالتحديد، بسبب التفاوت الكبير في عمليات الامتصاص (مرة يزيد جدا ومرة يضعف، وهكذا)
المشكلة الأخرى أن الفترة الحارة خلال فصل الشتاء ستثير بعض النباتات للنمو مجددا، وعندما تعود درجات الحرارة إلى الانخفاض، تتسبب في ارتباك فسيولوجي كبير للنباتات، إضافة إلى بداية ظهور وانتشار بعض الآفات الحشرية والأمراض، مع توقع دفع معظم أشجار الفاكهة للتزهير المبكر (المانجو - الزيتون - العنب ـ التين - النخيل، الخ).
احتياطات واجبة:
1ـ تأجيل شتل المانجو بالذات، أو زراعة شتلات الخضروات، لما بعد هذه الموجة الحارة، حتى لا تتعرض لصدمة حرارية.
2ـ الحرارة المنخفضة خلال الأيام الماضية كانت مفيدة جدا للمحاصيل التي دخلت مرحلة النضج الأخير، مثل: (البطاطس الشتوي - البنجر - البصل المبكر - التوم - الفول - البسلة - الجزر) لأنها تقلل تنفس الظلام، الذي يتسبب في هدم المادة الجافة التي يكونها النبات ويوجهها للدرنات او الأبصال أو الحبوب، ما يفيد في صب وتحجيم وزيادة وزن الحبوب والدرنات، كما يرفع جودتها التخزينية، وللأسف سوف تتوقف هذه الميزة، خلال السبت والأحد (اليوم وغدا).
وفي النقطة السابقة، يجب الاهتمام بمحاصيل مراحل النضج، وذلك بتكثيف الرش بمركبات التحجيم، مثل: سترات البوتاسيوم وسلفات البوتاسيوم والكالسيوم بورون والبورون 11-14%، ومادة مبيوكوات كلوريد 25%، بالمعدلات المذكروة في منشور استخدامها.
3ـ زراعات البطاطس الصيفية المتأخرة (نهاية يناير وفبراير 2020)، معرضة لمشكلة الإنبات المبكر، وجهد نباتاتها الآن منقسم ما بين استكمال النمو الخضري وبداية الصب في الدرنات، وهما مرحلتان مختلفتان تماما، في احتياجاتهما من التغذية.
4ـ مزارعو القمح البدري، بالتحديد المحصول الذي دخل مرحلة ما بعد الطور العجيني، وهي مرحلة حساسة جدا لأي ارتفاع في الحرارة بسبب زيادة البخر أو النتح من السنابل، وعدم توازنها مع الامتصاص، وبالتالي يلزمها محتوى رطوبي أرض كاف تحت النباتات اليوم، ومن الواجب إضافة نترات بوتاسيوم مع عالي الماغنسيوم (الماغنسيوم هام جدا)، مع الوضع فى الاعتبار موضوع الرياح على المناطق المذكورة.
5ـ مزارعو البصل: يجب تكثيف الرش بمركبات التحجيم، مثل: سترات البوتاسيوم وسلفات البوتاسيوم والكالسيوم بورون والبورون 11-14% ومادة مبيوكوات كلوريد 25%، بالمعدلات المذكروة منشورات استخدامها.
6ـ مزارعو الفاصوليا الصيفي: الرش ضد المن والتربس لتوقع زيادته، بسبب الجو المتذبذب المتقلب، مع ضرورة حقن مبيدات أعفان الجذور مع اقرب رية (مون كت 400 جم + 500 جم توبسين).
7ـ مزارعو الموالح: الرش الوقائي العاجل ضد لفحة الازهار والانثراكنوز والحشرات القشرية (الرش باكروبات مانكوزيب مع ازوكسي استروبين).
8ـ مزارعو الزيتون (الأصناف الأجنبية بالتحديد): الاستعداد لمعالجة الكركبة التي ستحدث في النمو، بسبب التذبذب في درجات الحرارة.
* وكيل المعمل المركزي للمناخ ـ مركز البحوث الزراعية