الجمعة 3 مايو 2024 مـ 12:58 مـ 24 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

يصلح للأرض الخفيفة .. ويحقق 25 ألف جنيه ربح للفدان سنويا .. وعمره 5 أعوام في الأرض

زراعة الزعتر في مصر .. البديل الأنسب للزراعات التقليدية الخاسرة

جانب من حصاد الزعتر في مزارع سوريا
جانب من حصاد الزعتر في مزارع سوريا

ـ 3 أطنان جافة إنتاجية الفدان .. وسعر البيع من المزارع 13 ألف جنيه للطن

ـ 5 أعوام عمر الزعتر في الأرض شرط الرعاية بالمادة العضوية

تسببت الخسائر المتلاحقة في زراعة المحاصيل التقليدية، سواء حقلية استراتيجية، أو بستانية تصديرية (خضار وفاكهة)، في البحث المضني عن زراعات جديدة، تمنع الفلاح من هجرة الأرض، وقبول أشغال أخرى لا تليق بتاريخه.

"الأرض" بحثت للفلاح والمزراع عن بعض المحاصيل غير التقليدية، التي يجد فيها استراحة قصيرة من الخسائر، ومنها: زراعة محصول الزعتر، الذي يصنف على أنه "نبات طبي وعطري"، تحمل أوراقه ثمارا إبرية الشكل، بها زيوت طيارة، لها فوائد طبية وعلاجية عديدة.

الفوائد الطبية والعلاجية للزعتر

ومن أهم الفوائد الصحية والعلاجية للزعتر: طرد سموم الجسم، علاج السعال وأمراض القصبة الهوائية، تسكين الآلام، تنشيط الدورة الدموية، والحماية من أمراض شرايين القلب، ومنع الجلطات القلبية، كما يعمل على تحفيز أداء الجهاز المناعي، ولذا يعرف باسم "ملك الطب الشعبي".

يُزرع الزعتر في جميع أجواء مصر، حيث يتحمل الحرارة، والرطوبة الجوية، والبرودة شرط ألا يكون صقيعا، كما يجود في جميع التربات، لكن تُفضَّل زراعته في الأرض الخفيفة جيدة الصرف والتهوية، مثل أراضي طرح النيل، والأراضي الجبلية الصحراوية الحديثة، ويروى بنظام الري الحديث، سواء الرش، أو التنقيط، لكنه يكره الملوحة، ويجود في الأرض المخدومة بالأسمدة العضوية كاملة التحلل، كما أن المزيد من الرطوبة الأرضية تتسبب في تعفن جذوره.

يحصد الزعتر ويجمع في صناديق استعدادا لتسويقه أخضرا أو لنقله إلى مفارش التجفيف

مواعيد زراعة الزعتر

يُزرع الزعتر في بداية الربيع وحتى نهاية الخريف، وتُستثنى فترة الصقيع فقط، حيث يتم الحرث للأرض وجهين متعامدين، وبعدها يضاف السماد العضوي، مختلطا بالسماد الفوسفاتي، والكبريت، بعدل 10 متر مكعب للفدان، ويراعي أن يكون السماد العضوي كامل التحلل، لتجنب فطريات أعفان الجذور والحشائش والنيماتودا.

بعد الإضافة، يتم تخطيط الأرض بمعدل 10 إلى 12 خط في القصبتين، ويتم غمر الأرض بالماء، في حالة الأرض السوداء، أو ري الأرض بمعدل 30 ساعة في حالة الري بالتنقيط، ثم تزرع شتلات الزعتر في وجود الماء، على مسافات 20 إلى 25 سم في الأرض التي تروى بالغمر، وعلى مسافة نقاط 30 سم رجل غراب، في حالة الأرض التي تروى بالتنقيط، على أن تبتعد الشتلة 5 سنتيمترات فقط عن خط الخرطوم.

الزعتر محصول غير تقليدي مربح ويوفر فرص عمل كثيفة

يمكن زراعة الزعتر في صفين على خرطوم واحد في الأرض الحمراء التي تحتفظ بالمياه، ويجود فيها النشع على ظهر الخط، بشرط أن تكون المسافة بين الصفين لا تقل عن 25 سم، والمسافة بين كل نباتين لا تقل عن 15 سم، حيث يفيد الضوء في عملة النمو بالبناء الضوئي.

وبخصوص الزراعة بالبذور، فيمكن وضع البذور تحت التربة الممهدة الناعمة المخلوطة بالسماد العضوي كامل التحلل، بحيث لا يزيد عمقها تحت التربة على 6 سنتيمترات، حتى تنمو خلال فترة لا تزيد على سبعة أيام.

تسميد نبات الزعتر

وتجدر الإشارة إلى أن الزعتر ليس محبا للتسميد الشره، حيث لا يضاف إلا بعض الأسمدة النيتروجينية الخفيفة، مع البوتاسيوم والفوسفور، حتى لا تنتج نباتات طويلة هشة خالية من الأوراق والتفريعات الجانبية، ويمكن الاهتمام بعنصر الزنك، حيث أن الزعتر عبارة عن محصول ورقي أخضر، وبالتالي فإن الزنك يعتبر من محفزات خروج التفريعات الورقية الجانبية.

إنتاجية فدان الزعتر

يجب حصاد الزعتر كلما بلغ مجموعه الخضري طولا مناسبا (15 ـ 20 سم)، حيث تزداد نكهته قبل مرحلة الإزهار، ويجب إضافة السماد العضوي (كمبوست كامل التحلل)، إضافة إلى السماد المركب بكميات قليلة (نيتروجين ـ فوسفور ـ بوتاسيوم + الكبريت) بعد كل حشة، لضمان النمو الجيد المتوازن.

من المتوقع أن يبلغ إنتاج فدان الزعتر نحو 3 أطنان جافة سنويا، ويجب تجفيفه بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة، حتى يحتفظ بلون البلاستيدات الخضراء، ويُطحن في مطاحن خاصة، وتتم تعبئته، أو بيعه في عبوات خاصة.

يتم تجفيف الزعتر في مفارش ويتم تقليبه بعيدا عن الرطوبة استعدادا لطحنه وتعبئته

الجدوى الاقتصادية لزراعة الزعتر

ويُنتج الزعتر نحو ثلاث حشات طوال العام في الأراضي المكشوفة، ونحو 5 حشات في الزراعات المحمية، ويستمر في الأرض نحو خمسة أعوام، مع الرعاية الجيدة، بالمادة العضوية.

ويتم تصدير الزعتر عبر مصدرين متخصصين إلى الدول العربية، وبعض دول أوروبا، ويبلغ سعر بيع الطن المجفف للمزارع نحو 13 ألف جنيه، ولا تزيد تكاليف زارعة الفدان على 12 ألف جنيه، ولذا تبلغ أرباحه نحو 27 ألف جنيه في كل "حشة"، وينتِج الزعتر طوال العام، ما عدا فترات الصقيع.