التداوى بالأعشاب الطبية بين المنافع الجمة ومخاطر سوء الاستخدام
ظهرت فى الآونة الأخيرة دعوات كثيره للعودة إلى الطبيعة والتداوى بالأعشاب بعدما عانى العالم طويلاً من الآثار الجانبية الضارة من الأدوية المصنعة إلى الحد أن منظمة الصحة العالمية حذرت بنفسها من الاسراف فى تناول الأدوية المصنعة ومن دلائل تفوق الأعشاب وأفضليتها عن العلاج بالأدوية ما يلى:
اولا: الخصائص المتفرده للنباتات الطبيه حيث لها خواص علاجية لم تصل أليها بعد مثيلاتها المحضرة
ثانيا: العامل النفسي ويقصد به مدى تقبل المريض للعلاج؛ حيث يقبل المريض على استعمال الإعشاب الطبية كشراب او غذاء بلا ملل او ضيق او تبرم.
ثالثا: خلو الأعشاب الطبية من الآثار الجانبية الضارة. لانها تحتوى على مركبات طبيعية يمكن للجسم إن يتعامل معها
رابعا: عدم مقدره الإنسان على محاكاتها حيث لم تصل يد الإنسان الى محاكاتها
خامسا: تكامل الاثر الدوائى حيث تعمل العشب الطبى كصيدليه متكامله
سادسا: العامل الاقتصادي اذ يمكن زراعتها وتوافرها عند ألحاجه إليها ولا يمكن احتكارها بالاضافه الى رخص سعرها مقارنه بأسعار الادويه المصنعة.
ولكن رغم الفائده التى تعود على استعمال الاعشاب الطبيه وخاصه اذا استخدمت بالطريقه الصحيحه...الا ان سوء الاستخدام وجهل الذى يقوم بوصفها بعلم الطب وحاله المريض او المتلقى يجعل من استخدام الاعشاب الطبيه بطريقه غير صحيحه مخاطر جمه نبينها فيما يلى:
اولا: التفاعلات الضارة للأعشاب الطبيه مع الادويه
حيث ان استخدام الاعشاب جنبا الى جنب مع الادويه قد يسبب مشاكل كبيره فقد يضاعف الجرعه الدوائيه او يعارضها او يزيد من فعاليتها بشكل يضر المتلقى وسوف نضرب لذلك بعض الامثله
= فمثلا عند استخدام بعض الاعشاب التى تسبب سيوله فى الدم مثل الذين يواصلون بصفه دائمه استخدام نبات الثوم كعشب جيد لخفض الدهون الثلاثيه والكلسترول ولكنه مع الاسراف يعمل علي زيادة سيوله الدم اذا ترافق مع ادوية السيولة مثل warfarin او الاسبرين كما قد يعمل علي هبوط مستوى السكر لو استعمل مع أدوية مرضي السكر مثل كلوربروباميد؛ ونفس القول ينطبق على الزنجبيل وعشب الجنكو الذى يستخدم لعلاج الدوخه وطنين الاذن
= الذبن يسرفون فى شرب المنبهات مثل البن والشاى وأيضا المشروبات التى تحتوى على الكولا تزيد من الأثار الجانبية لمضادات الالتهاب والمسكنات الغير إسترودية فهى تزيد من حدة التهابات المعدة والأمعاء وتزيد من تهيج الجهاز الهضمى الناتج من استخدام الادويه المسكنه
= استخدام بعض النباتات الطبية المخفضه للضغط مثل الكركديه والدوم ونبات جذور الثعبان بصوره مفرطه قد تزيد من مفعول الأدوية المخفضة لضغط الدم المرتفع مما يسبب فى هبوط حاد فى ضغط الدم وشحوب الوجه والهزال. وعلى جانب اخر فان بعض النباتات مثل العرقسوس يودى الاسراف فيها الى ان يزيد من نقص البوتاسيوم فى الدم مما يسبب خطر شديد على مرضى القلب ويؤدي إلي ارتفاع الضغط
= ومن الاعشاب الشائعه الاستخدام الاعشاب المنشطه والمقويه حيويا مثل الجنسنج فيحذر الاسراف فى استعماله مع مدرات البول حيث يؤدي إلي ارتفاع الضغط واستعماله لفترة طويلة مع هذه الادويه قد يؤدى إلي ضرربالكلى؛ كما يتفاعل مع أدوية السكر ويسبب انخفاض خطير في مستوي السكر في الدم وتحذر استخدامه بصحبة الادوية المحتوية على الكورتيزون او الادوية الهورمونية مثل هورمون الاستروجين الانثوي
= والاسراف فى استعمال بعض النباتات المدرة للبول مثل الشاى الاخضر والبقدونس والشعير قد يسبب نقص فى نسبة الصوديوم والبوتاسيوم فى الدم لو تم أخذهم مع الأدوية الكيميائية المدرة للبول مثل.(thiazides)
= يجب الاحتياط من الاسراف فى استخدام الادويه التى تزيد من المناعه مثل الاخناسيا بصحبة الادوية الخاصه بمرضى الربو مما قد يسبب مشاكل في الكبد اذا استخدم لاكثر من 8 اسابيع متتاليه، كما تحذر الدراسات من استخدامه بصحبة الادوية الستيرويدية Steroids؛ كما ان الافراط فى تناول حبه البركه يسبب اضطرابات المعدة والتقلصات والقيء والإمساك وحرقة المعدة بالاضافه الى احتماليه النزف.
= واحيانا كثيره يلجأ البعض الى استخدام الاعشاب الطبيه فى التخسيس مثل نبات رجل الاسد الذى يسبب ارتفاع فى سيوله الدم وعند الزياده المفرطه قد يؤدى الى النزيف ومن الاعشاب المستعمله فى هذا المجال بذور القاطونا وبذور الشيا والتى يسبب الافراط فيها مشاكل فى الهضم ويعيق امتصاص ادويه القلب ويجب الحرص عند استعمال نبات السنامكى بطريقه خاطئه فيؤدى للتعنيه وقد يضر بالكبد.
= ومن الاعشاب الشائعه المهدئات مثل عشب المساء والكافا كافا وعشب سانت جونز التى تتعارض مع ادويه الاكتئاب وتسبب التشنجات ومن حسن الحظ ان هذه الاعشاب غير منتشره فى مصر
ثانيا: مخاطر سوء الاستخدام : وهى تشمل الحالات الاتيه:
• استخدام اعشاب غير صالحه او فاسده
• استخدام طريقه خاطئه فى اعداد الاعشاب الطبيه
• عدم القدره على تقدير الماده الفعاله فى النبات الطبى
• الخلط بين الانواع والاصناف النباتيه
وفى الختام بقيت كلمه نوجهها لكل من يتصدى للعلاج بالاعشاب او من يتناولها من تلقاء نفسه ... يجب ان نعلم ان الاعشاب الطبيه نوع من الادويه حيث تدخل فى حوالى 40% من الادويه المتداوله لذلك انصح من يتصدى لوصف العلاج بالاعشاب الطبيه وخاصه العشابون انه يجب مراعاه الاتى:
ان تستشير ذوى الخبره العلميه الصحيحه؛ كما يوصي باستخدام أفضل المنتجات العشبيه النقيه والحديثه الانتاج؛ ويجب ان نسال المرضى عن الادويه و الأعشاب الاخرى التي قد يتناولونها؛ كما لا ينصح عادة بالأعشاب للأمراض الحادة أو الخطيرة مع تجنب استخدام الأعشاب مع الأدوية ذات النافذة العلاجية الضيقة ، وخاصة ادويه الوارفارين، السيكلوسبورين ، الديجوكسين و مثبطات الأنزيم البروتيني لفيروس نقص المناعة البشرية و الثيوفيلين و كاربامازيبين؛ والطبيب المختص قد يفيدك كثيرا فى هذا الشان فاسال اهل العلم والمعرفه واخيرا اسلك طريق العلم ولا تصف العلاج بالاعشاب بدون علم.
والله ولى التوفيق والسداد.