الأرض
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024 مـ 09:27 مـ 12 ربيع آخر 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

مخاطر تغيرات المناخ وتأثيرها على الإنتاج الحيواني.. (ملف كامل)

مخاطر تغيرات المناخ وتأثيرها على الإنتاج الحيواني
مخاطر تغيرات المناخ وتأثيرها على الإنتاج الحيواني

قالت الدكتورة صفاء صلاح سند، رئيس بحوث بقسم بحوث تربية الأبقار، أن إستراتيجية تنويع القطيع وتربية أنواع وسلالات حيوانية متكيفة مع المناخ سوف يؤدي تغيّر المناخ إلى زيادة الحاجة للحفاظ على الموارد الوراثية الحيوانية المحلية المقاومة لدرجات الحرارة والأمراض ومن المرجح أن تزداد أهميتها في المستقبل.

وأشارت "صفاء"، خلال تصريح لموقع "الأرض"، إلي أن وسائل التخفيف من آثار تغير المناخ كثيرة منها، إختيار السلالات الأسرع نموًا، زيادة كفاءة تحويل الأعلاف وتحسين معامل هضمها.

وأكدت رئيس بحوث تربية الأبقار أن المربي يواجه تحديات عديدة منها نقص المدخلات التقنية كالعلف وضعف الرابط التنظيمي بين المزرعة والسوق والإستثمارات العامة في البنية التحتية، وتشكل القضايا ذات الصلة بجودة وسلامة المنتج فضلاً عن القيود التجارية ونقص المعلومات عن أسواق التصدير والسياسات والتي تمثل تحديات إضافية.

ولفتت الدكتورة صفاء إلي الصراع على المياه والأراضي التي تستخدم كممرات للثروة الحيوانية من التحديات التي تزيد من الخطر القادم على الثروة الحيوانية، وللتغلب على هذه التحديات يجب تبني إستراتيجيات إنتاج وتسويق فعالة.


وحالياً أصبحت التغيرات المناخية أرتفاع (الحرارة والرطوبة) ظاهرة تشغل العالم، أخيراً موجه الحر الشديد في معظم أنحاء العالم وغيرها، وأصبحت الزراعة المصرية مهددة بشكل، واضح بما يترتب على نتائج التغيرات المناخية المحتملة من أثار سلبية.

وعانت الثروة الحيوانية عديد من الأزمات الناتجة عن أرتفاع أسعار التغذية (تكلفة الأعلاف).

تأثير التغيرات المناخية على الثروة الزراعية في مصر

للتغيرات المناخية أثر شديد بسبب الإعتماد على الموارد الطبيعية وخاصة على(الزراعة، الإنتاج الحيواني) وهي من أكثر القطاعات الإقتصادية حساسية للتغيرات المناخية، مما يؤثر على التنمية الزراعية وقد تتسبب في زيادة خطر الإنقراض لبعض الأجناس وتدهور التنوع الحيوي.

حيث يأتي التأثير على مصادر المياه سبباً رئيسياً للتأثير على الزراعة لما يمثله نهر النيل كمصدر أساسي للمياه في مصر، حيث يمثل أكثر من 95% من مصادر المياه بينما تمثل الأمطار على الساحل الشمالي والمياه الجوفية 5% وتستهلك الزراعة حوالى 70% على الأقل من مصادر المياه.


ونظراً لأن الزراعة في مصر هى عماد الثروة القومية حيث تمثل حوالي 20% من الدخل القومي ونظراً للزيادة المستمرة في عدد السكان ومحدودية الأرض الزراعية وحساسية بعض المحاصيل للتغيرات المناخية فإن الإنتاج الزراعي في مصر(نباتي، حيواني) لا يكفي لسد الإحتياجات المحلية، حيث أن زيادة درجات الحرارة، تغير الترددات ومواعيد الموجات الحرارية والباردة وبالتالي تؤدى إلى نقص الإنتاجية الزراعية لبعض المحاصيل الزراعية في مناطق كانت تجود فيها، لذا يجب النظر في تعديل الخريطة الزراعية.

وتابع: نستطيع أن نستدل على آثار التغيير المناخي للأرض من خلال ما نشهده من زيادةٍ في عدد الكوارث الطبيعية، واختفاء بعض الجزر بسبب أرتفاع مستوى البحر، كما أن عدد الحيوانات المهددة بالإنقراض في أزدياد مستمر، وذلك لعدة أسبابٍ أهمها أن التغييرات المناخية الجديدة تفرض عليها ظروفًا يجب التعايش معها، وقد لا يعود موطنها الحالي ملائمًا ومريحًا، كما أنها قد تضطر إلى تغيير بعض عادات التكاثر والغذاء للتكيف مع الظروف المستجدة، إضافةً إلى تأثيرات أرتفاع منسوب مياه البحر والمحيطات وتلوث الهواء والنفايات وانبعاثات الغازات الدفيئة السلبية على مواطنها وغذائها.

تأثير الاجهاد الحراري على الانتاج الحيواني

يعانى الحيوان من التأثير الحرارى عندما ينتج كمية من الحرارة أكثر مما يستطيع التخلص منها بسهولة حتى يصل إلى مرحلة الاتزان الحرارى.

وأرتفاع درجات الحرارة يؤثر على صحة الحيوان وقدرته على الإنتاج من الالبان، اللحوم وكذلك إحتمال زيادة الأمراض المرتبطة بنوعية المياه، الأعلاف، مع إنخفاض كمية الأعلاف المنتجة ويوثر المناخ على الثروة الحيوانية من خلال تأثر الحيوان بالحرارة مما يؤثر على الإنتاجية للحيوان.

تأثير أرتفاع درجة الحرارة العالية على الإنتاج والخصوبة لماشية اللبن

من المعروف أن الأبقار مع الإجهاد الحرارى تواجه تغيرات في كيميائية الدم تؤثر تأثير سلبيا على فسيولوجيا الجسم، وأداء وظائف أعضاء الجسم مما يتسبب في إنخفاض نسب الخصب في الأبقار مما يجعل فترة الصيف مؤثرة على عملية الخصوبة والتناسل للحيوانات، وبالتالي إنخفاض معدل الولادات ومحصول اللبن والعجول الناتجه.

وتؤثر درجة الحرارة العالية تأثيراً شديداً على القدرة التناسلية للأبقار مثل (تأخر سن البلوغ ونوعية السائل المنوي رديئة وعدم انتظام دورات الشبق )، كما تنخفض نسبة الخصوبة للأبقار.

تأثير الإجهاد الحراري على النظام الهرموني يؤدي إلي تأخر عملية التبويض في الأنثى، وكذلك لنقص الرغبة الجنسية في الذكور بالإضافة إلي فقد الشهية وقلة إفراز هرمون الغدة الدرقية، وبالتالي خفض معدل التمثيل الغذائي في الجسم، وبالتالي قلة إنتاج اللبن.

بالإضافة لما سبق فإن تأثير الإجهاد الحرارى لا يؤثر فقط على إنتاج اللبن وإنخفاض نسبة الخصوبة بل يتعدى إلى تهديد حياة الأبقار من خلال التأثير المباشر على حياة الحيوان بتغيير حموضة الدم مما يؤثر على ضعف كفاءة التنفس ويؤثر ذلك على كفاءة أداء القلب ووظائف الكلى ويحدث ما يسمى ضربة الشمس التي تمثل خطورة شديدة على حياة الحيوان لو لم يتم انقاذه وعلاجه مبكراً.

التحديات التي تواجه القطاع الحيواني والزراعي

تأثيرات سلبية على المناطق الزراعية وزيادة معدلات التصحر.

زيادة درجات الحرارة سوف تؤدى إلى زيادة البخر وزيادة إستهلاك المياه

نقص الإنتاج الحيواني في مصر مع أمكانية اختفاء سلالات متميزة في الإنتاج

تأثيرات إجتماعية واقتصادية متمثلة في هجرة العمالة الزراعية في المناطق الهامشية

تأثيرات مرضية تصيب المحاصيل نتيجة التغيرات المناخية نظراً لحدوث بعض التبدلات الوظيفية والحيوية في النبات العائل مع تغير في سلوك الحشرات نتيجة الدفء الحراري والتغيرات المناخية مما قد يؤدي إلى قصر دورة حياة الحشرات وتزايد أعداد تجمعاتها بسرعة كبيرة، لذا فإن الزراعة من أكثر الأنظمة البيئية تأثراً بأخطار التغير المناخي نظراً لإنخفاض إنتاجية الحاصلات الزراعية وزيادة إستهلاكها من المياه.

سبل المواجهة:-

تعتبر ماشية اللبن من أكثر أنواع الإنتاج الحيواني التي تتأثر بأرتفاع درجات الحرارة حيث تؤثر درجه الحرارة العالية علي صحة وإنتاج الابقار وللتغلب على تلك التحديات الإجهاد الحراري للأبقار:-

بالنسبة للمربي:-

أولا: للتغذية:-

1- زيادة عدد مرات التغذية مع تقديم العليقة بكمية أكبر خلال الصباح الباكر والمساء المتأخر لإنخفاض درجات الحرارة في ذلك الوقت فيقبل الحيوان على تناول العليقة.

2- من الضروري إستخدام مواد مالئة جيدة وعالية القيمة الغذائية، سهلة الهضم ومستساغة مثل السيلاج والبرسيم الأخضر لتغذية الأبقار الحلابة عليه على أن تكون الكميات المقدمة للحيوان في حدود 30 - 40% من إجمالي العليقة المقدمة يوميا.

3- عدم زيادة نسبة البروتين في العليقة عن 18%، مع ضرورة أن تكون الأعلاف المقدمة طازجة بصفة دائمة.

4- الحفاظ على مستوي الأملاح المعدنية بالعليقة بوتاسيوم 1.5 %، صوديوم 0.5%، ماغنسيوم 0.4 % من المادة الجافة المأكولة مع ضرورة إضافة الفيتامينات اللازمة للعليقة.

5- زيادة إستخدام منظمات الكرش مثل بيكربونات الصوديوم مع إستخدام الإضافات الغذائية ( أنزيمات هاضمة للألياف، خمائر ) وكذلك مضادات السموم الفطرية.

6- مراعاة النظافة الدائمة للمعالف بإستمرار من بقايا الأعلاف مع تجديد العلف المقدم بإستمرار.

ثانيا: مياه الشرب:-

-ضرورة توافر مياه الشرب للتغلب على الاجهاد الحراري لأبقار أنتاج اللبن.

-ضرورة تظليل أحواض الشرب على مدار اليوم.

-مراعاه أن يكون ماء الشرب حرارته ليست عالية.

-عزل خزانات مياه الشرب.

ثالثا: الايواء:-

١- للتغلب على الظروف الجوية القاسية يجب تحسين الايواء لحيوانات ماشية اللبن.

٢- ضرورة عدم تعرض الابقار لأشعة الشمس المباشر.

٣- تظليل المعالف وأحواض الشرب على أن يكون أرتفاع المظلة في حدود 3.5 - 4 متر .

٤- زيادة المساحة المخصصة لكل بقرة.

٥.عزل المباني وخاصة الاسقف.

٦- استخدام مراوح للتبريد.

وأكدت الدكتوره صفاء أنه يفضل زيادة نسب الإستبدال في الأبقار بعجلات مولودة ومرباه محليا، كما يفضل إستيراد الأبقار من أماكن حارة ومشابهة للظروف المناخية في مصر.

٧- الاستيراد أواخر الخريف وبداية الشتاء من أكتوبر حتى نوفمبر.

سبل المواجهة على مستوي التعاون بين جميع الجهات العامة والخاصة:-
-الإدارة البيئية المتكاملة مع الأخذ في الإعتبار مشاكل التغيرات المناخية المتوقعة.

-تقليل الأنشطة البشرية شمال الدلتا إلى أقل قدر ممكن بإستخدام نظم الزراعة الذكية.

-منع تجريف التربة ونقل الرمال من مناطق الدلتا.

-المحافظة على الأراضي الرطبة شمال مصر كوسيلة للحماية الطبيعية للأراضي الزراعية المنخفضة في الدلتا.

-تكثيف الدراسات والبحوث العلمية لإستنباط سلالات نباتية وحيوانية تتحمل الإجهاد الحراري الناتج عن ظاهرة التغيرات المناخية، مع الإهتمام بأجراء الدراسات والبحوث العلمية المتخصصة لتبني أنماط جديدة من المحاصيل الزراعية والدورات الزراعية التي تتناسب مع هذه التغيرات.

-أنشاء قاعدة بيانات متكاملة لأجراء البحوث والدراسات طبقاً لخطة واضحة.

-إستخدام التكنولوجيا الصديقة للبيئة ومنها نظم أدارة القرار IPM، نظم أتخاذ القرار DSS لحل مشاكل تغير المناخ في القطاع الزراعي.

-تكثيف العلاقات مع الدول الأفريقية ودول حوض النيل بشكل خاص وتنمية العلاقات التعاونية معها.

-بث الوعي المجتمعي بأهمية مواجهة التغيرات المناخية وأبعاد هذه الظاهرة، مع تدريب المواطنين على كيفية التعامل مع أخطار البيئة.
-تشخيص الدراسات المحلية على أثر ظاهرة التغير المناخي، قياسها، مواجهتها بالطرق الحديثة عن طريق التنبؤ بحجم المحصول، في الوقت المناسب للعملية الزراعية، وتقليل إستخدام المبيدات.

-وضع إستراتيجية مبنية على المعرفة وتطبيق التكنولوجيات في مجال الزراعة بالتعاون مع جميع المؤسسات الموجودة في مصر حيث يوجد بمصر العديد من المؤسسات والجامعات والمعاهد العلمية والهيئات التنفيذية على المستويين المركزي والمحلي والجمعيات الأهلية القادرة على تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لمواجهة التغيرات المناخية إلى جانب الوفاء بالإلتزامات الإقليمية والدولية في هذا المجال، ومن بين تلك المؤسسات مركز البحوث الزراعية، مركز بحوث الصحراء، الجهاز التنفيذي لمشروعات تحسين الأراضي، مركز البحوث المائية، المركز القومي للبحوث، هيئة الاستشعار عن بعد، جهاز شئون البيئة.

بعض النصائح لمربي الماشية لتفادي تأثير الاجهاد الحراري:-

ضرورة تواجد الحيوان تحت مظلات بعيدة عن أشعة الشمس المباشرة خاصة خلال فترة الظهيرة.
مراعاة تغيير مياه الشرب للحيوانات على فترات قصيرة.

ضرورة توافر الأعلاف اللازمة التي تتوافق مع ظروف الإجهاد الحراري.

مراعاة حماية الحيوانات بمظلات مناسبة ومرتفعة لزياده التهوية.

عمل نظام رش ضبابي بإستخدام المياه ورشها على جسم الأبقار لتقليل الإجهاد الحراري خلال فترة أرتفاع الحرارة لتقليل الإجهاد الحراري على الحيوان.

اخيرآ مع تزايد الإهتمام بظاهرة التغيرات المناخية، وتأثيراتها المتوقعة سواء في المستقبل القريب أو البعيد بات من الضروري أهمية الإستعداد لمثل هذه التأثيرات المتوقعة، وخاصة لما لهذه التأثيرات من دور عظيم الأثر على التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة، حيث من المتوقع أن يكون لهذه الظاهرة أبعاد عميقة الأثر على دفع عجلة التنمية في قطاعات كبيرة ومنها قطاع الإنتاج الحيواني الأمر الذي قد يترتب عليه تهديد للأمن الغذائي في مصر.