الأرض
الإثنين 16 سبتمبر 2024 مـ 10:13 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي
وزير التموين لـ مجموعة صوفولا: تذليل كل العقبات أمام المستثمرين فى الصناعات الغذائية «الزراعة:» تبدأ أولى خطوات فتح أسواق ماليزيا للمانجو المصرية الطازجة وزير التعليم العالي: مسابقة قادة الأنشطة الطلابية جزء من بناء الإنسان المصري وزير الري يعلن من ابوظبي: نهر النيل هو حياة المصريين ولابديل له علي وجه الأرض وزير الري: ندرس سد فجوة الاحتياجات المائية اعتمادا على المياه المحلاه إتحاد الصناعات يطلق برنامج البصمة الكربونية لمصنعي الغذاء البنك الأهلي المصري يشارك 3 بنوك اخرى في ترتيب تمويل لشركة أورا ديفلوبرز إيجيبت تجاريه القاهرة تدشن مؤتمر ريادة الأعمال في التحول الرقمي.. غدا محافظ الجيزة يتابع موقف تحسين الخدمات الصحية بالصف وأبوالنمرس توصيات إعداد وتجهيز التربة لزراعة بنجر السكر جهاز شئون البيئة يترأس الاجتماع الأول للجنة الخطة الوطنية للإدارة المتكاملة للمناخ وجودة الهواء بحوث الصحراء يشارك في المنتدى الإقليمي العاشر لحفظ الموارد الطبيعية بالمملكة العربية السعودية

دكتور أسامة سلام يكتب: بين السماء واستكشاف الأعماق هناك حدودا لليقين

د. أسامة سلام
د. أسامة سلام

بروبجندا مائية (4/6)

نسمع كثيراً عن ادعاءات باكتشافات جديدة لخزانات جوفية، ولكن الاعتماد فقط على الاستشعار عن بعد كأداة وحيدة لاكتشاف هذه الخزانات يعد مبالغة كبيرة. وفي التحليل القادم ستجد عزيزي القاريء توضيحا علميا عن هذه المبالغة ولنبدأ بالتصنيف العلمي لوسائل وطرق استكشاف المياه الجوفية طبقا لدقتها ومصداقيتها :

الطرق غير المباشرة

(الاستشعار عن بعد والطرق الجيوفيزيقية الارضية و الطرق الهيدروجيولوجية. )

تساعد صور الأقمار الصناعية في تحديد التضاريس والغطاء النباتي، مما يعطي مؤشرات أولية عن وجود المياه الجوفية وكذا توفر معلومات عن التكوينات الصخرية والانكسارات، والتي قد تكون مناطق لتجمع المياه الجوفية. و تعتبر هذه الطرق أقل تكلفة وأسرع من الطرق المباشرة، وتوفر معلومات عامة عن المنطقة. وهذه الطرق بصفة عامة دقتها أقل من الطرق المباشرة، وايضا الاستشعار عن بعد دقته ومصداقيته اقل من الطرق الجيوفيزيقية الارضية. وتعتبر الطرق الهيدروجيولوجية ايضا من الطرق غير المباشرة الا انها تعتمد على دراسة حركة المياه الجوفية من خلال قياس المناسيب واختبارات الضخ وتحليل عينات المياه الجوفية لتوفر معلومات دقيقة عن الخزانات الجوفية وتستخدم لتقدير نفاذية الخزان الجوفي وكمية المياه التي يمكن استخراجها.

الطرق المباشرة - حفر الابار الاستكشافية

• توفر معلومات مباشرة عن الخزان الجوفي، وهي الطريقة الأكثر دقة لتحديد وجود المياه الجوفية وخصائصها. الا نها مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً.

العوامل المؤثرة على اختيار الطريقة

• الهدف من الاستكشاف هل هو تحديد موقع الخزان الجوفي أم تقييم كمية المياه

• الظروف الجيولوجية والهيدروجيولوجية للموقع من حيث نوع الصخور، وجود الانكسارات، عمق المياه الجوفية.

• الميزانية المتاحة حيث أن تكلفة كل طريقة تختلف باختلاف التقنية المستخدمة.

• الوقت المتاح حيث ان بعض الطرق تتطلب وقتاً أطول من غيرها.

لا توجد طريقة واحدة مثالية لاستكشاف المياه الجوفية، بل يجب اختيار الطريقة المناسبة بناءً على العوامل المذكورة أعلاه. غالباً ما يتم استخدام مجموعة من الطرق للحصول على صورة شاملة عن الخزان الجوفي.

المبالغة في الامكانات الحالية للاستشعار عن بعد في استكشاف وتقييم خزانات المياه الجوفية

• الاستشعار عن بعد هو أداة قوية توفر لنا صورًا مفصلة لسطح الأرض، ولكنها لا تخترق الأرض لتحديد وجود المياه مباشرة. إنه يساعدنا في تحديد المناطق المحتملة لوجود المياه، ولكن يتطلب تأكيدًا من خلال طرق أخرى.

• حتى مع التطور التكنولوجي، لا تزال هناك حدود لدقة الاستشعار عن بعد في تحديد الخزانات الجوفية، خاصة على أعماق كبيرة أو في مناطق ذات جيولوجيا معقدة.

• وجود المياه الجوفية يتأثر بعوامل جيولوجية عديدة مثل نوع الصخور، وجود الفواصل والشقوق، وطبيعة الطبقات تحت السطحية. هذه العوامل لا يمكن تحديدها بدقة كاملة من خلال الاستشعار عن بعد وحده.

• لتأكيد وجود خزان جوفي وحجمه وخصائصه، لابد من إجراء دراسات ميدانية مثل الحفر الاستكشافي والمسح الجيوفيزيائي. هذه الطرق توفر معلومات أكثر دقة حول الخزان الجوفي.

الحقيقة وراء هذه المبالغات

• غالبًا ما يستخدم الاستشعار عن بعد كأداة أولية في دراسات المياه الجوفية لتحديد المناطق الواعدة.

• قد يتم تضخيم أهمية دور الاستشعار عن بعد في الاكتشافات الجديدة لجذب الانتباه.

• وجود إشارات في صور الأقمار الصناعية تشير إلى احتمال وجود مياه جوفية لا يعني بالضرورة وجود خزان كبير.

لماذا الحذر

• الاعتماد المفرط على الاستشعار عن بعد قد يؤدي إلى توقعات غير واقعية وخيبات أمل عند عدم العثور على المياه بكميات كبيرة.

• قد يدفع هذا النوع من الادعاءات المستثمرين إلى اتخاذ قرارات خاطئة والاستثمار في مشاريع غير مجدية.

• يجب أن يتم التعامل مع موارد المياه الجوفية بحذر ومسؤولية، وتجنب استنزافها.

إهمال اقتصاديات استخراج المياه الجوفية في دراسات الاستشعار عن لعد

غالبًا ما يتم إغفال الجانب الاقتصادي لاستخراج هذه المياه في الدراسات التي تعتمد على الاستشعار عن بعد. في هذا التحليل، سنتناول أهمية إدماج العوامل الاقتصادية في دراسات الاستشعار عن بعد المتعلقة بالمياه الجوفية، وأثر هذا الإغفال على اتخاذ القرارات في مجال إدارة الموارد المائية.

أهمية إدماج العوامل الاقتصادية:

1. تحديد التكاليف المتوقعة لاستخراج المياه من الخزانات المكتشفة، بما في ذلك تكاليف الحفر، التشغيل والصيانة، ومعالجة المياه، مقابل الفوائد الاقتصادية التي ستعود من استخدام هذه المياه.

2. تقييم جدوى المشاريع المائية من الناحية الاقتصادية، وذلك من خلال مقارنة التكاليف الإجمالية بالعوائد المتوقعة.

3. مقارنة بين عدة سيناريوهات لاستخراج المياه، واختيار السيناريو الذي يوفر أعلى عائد اقتصادي مع أقل تكلفة بيئية.

4. تحديد المناطق التي تستحق الاستثمار في استخراج المياه الجوفية، بناءً على العائد الاقتصادي المتوقع.

5. وضع سياسات تشجع على الاستخدام الأمثل للمياه الجوفية، وتمنع استنزافها.

أسباب إهمال الجانب الاقتصادي:

• غالبًا ما تركز الدراسات على الجانب التقني لاستخدام الاستشعار عن بعد، مثل تحديد مواقع المياه الجوفية وتقييم كمياتها.

• يكون من الصعب تقييم الفوائد الاقتصادية لاستخراج المياه الجوفية، خاصة على المدى الطويل.

• تكون البيانات الاقتصادية المتاحة غير كافية أو غير دقيقة.

• عدم توافرإطار عمل شامل يجمع بين الجوانب التقنية والاقتصادية في دراسات المياه الجوفية.

العواقب المحتملة لإهمال الجانب الاقتصادي:

• قد تؤدي إلى استثمار الموارد في مشاريع غير مجدية اقتصاديًا.

• يؤدي إلى استنزاف الموارد المائية بشكل أسرع من اللازم.

• يؤدي إلى تدهور البيئة نتيجة لاستخراج المياه الجوفية بشكل غير مستدام.

• يؤدي إلى صراعات بين مختلف المستخدمين للمياه.

بينما للاستشعار عن بعد دور مهم في استكشاف المياه الجوفية، إلا أنه لا يجب الاعتماد عليه كأداة وحيدة. يجب أن يتم دمج نتائجه مع نتائج الطرق الأخرى للحصول على صورة شاملة ودقيقة عن الخزان الجوفي. يجب علينا أن نكون حذرين من المبالغات الإعلامية وأن نعتمد على المعلومات العلمية الدقيقة في تقييم أي اكتشاف جديد للمياه الجوفية.

إن البروباجندا التي تزعم أن الاستشعار عن بعد يقدم حلولاً سحرية لاستكشاف المياه الجوفية هي تبسيط مفرط للواقع. هذه التقنية هي أداة قيمة، ولكنها يجب أن تستخدم جنبًا إلى جنب مع الطرق الأخرى للحصول على نتائج دقيقة وموثوقة. يجب على المهنيين والجمهور على حد سواء أن يكونوا على دراية بحدود هذه التقنية وأن يتجنبوا الاعتماد عليها بشكل كامل.