هل يمكن الاستفادة من الذكاء الإصطناعي في مجالات الزراعة؟.. تعرف على التفاصيل
تعتبر صناعة الأغذية واحدة من أكثر القطاعات الزراعية تأثرًا بالتطورات التكنولوجية، وعلى رأس هذه التطورات يأتي الذكاء الاصطناعي حيث يتنوع تأثير هذا المجال على صناعة الأغذية بين التفاؤل الكبير بمزاياه وبين التحفظات المرتبطة بتحدياته، فكلما تقدمت هذه التكنولوجيا، كلما ازداد النقاش حول آفاقها المستقبلية.
ويُشار إلى أن النقاش حول الذكاء الاصطناعي في هذه الصناعة ليس مجرد حديث عن أدوات وتقنيات جديدة، بل هو بمثابة تفكير معمق حول شكل الغذاء في المستقبل وكيفية تفاعل البشر مع هذه التقنيات.
قالت شكرية المراكشية الخبيرة الإقتصادية، إن التفاؤل حول استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأغذية ينبع من قدرته على إحداث طفرة في الكفاءة والإنتاجية في عالمٍ يعاني من تحديات ضخمة مثل تغير المناخ، نقص الموارد، وزيادة الطلب على الغذاء، حيث يساهم الذكاء الاصطناعي في حل العديد من هذه المشكلات من خلال تطبيقات مبتكرة. الزراعة الدقيقة.
أضافت الخبيرة الإقتصادية، من أهم مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأغذية عبر مراقبة المحاصيل والتربة والري بشكل مستمر، حيث يمكن للمزارعين تحسين إنتاجيتهم وتقليل الفاقد من الموارد. الفائدة لا تقتصر على تحسين الإنتاجية فحسب، بل تمتد لتشمل التنبؤ بالطلب وتحليل الأسواق، مما يمكن الشركات من تحقيق توزيع أكثر كفاءة للموارد الغذائية.
حذرت المراكشية من مخاوف من تأثير التكنولوجيا المتقدمة على الوظائف البشرية والتي يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يساهم في تقليص فرص العمل في قطاعات عديدة ضمن صناعة الأغذية، خاصة في المناطق التي تعتمد على العمالة البشرية بشكل كبير. هذه المخاوف ليست مجرد قلق على الوظائف فقط، بل تمتد لتشمل تغييرًا جذريًا في ديناميكيات العمل في القطاع الزراعي والصناعي. إذ يمكن للروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تحل مكان العمال في مجالات مثل الحصاد، التعبئة، أو حتى المعالجة، مما يطرح تساؤلات حول كيفية إعادة تأهيل هذه القوى العاملة.
واختتمت، هناك من يرى في الذكاء الاصطناعي أداة لتعزيز الاستدامة البيئية، وهو ما يمثل حاجة ملحة في عالم يعاني من نقص في الموارد الطبيعية وتحديات بيئية خطيرة. من خلال تحسين استهلاك المياه والطاقة وتقليل الفاقد في الأغذية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تحقيق توازن بين الإنتاج الغذائي والحفاظ على البيئة.
