مناخ الزراعة يوجه تحذير من موجة برد شديدة وإرشادات عاجلة للمزارعين
أكد الدكتور محمد علي فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ، أن البلاد تشهد حاليًا ذروة موجة باردة شديدة، والتي أوشكت على الانتهاء، لكنها ما زالت تحمل تأثيرات قوية قبل رحيلها، حيث تتسبب في تسجيل أبرد ثلاث ليالٍ على الإطلاق، إلى جانب ارتفاع تدريجي في درجات حرارة النهار، مع فرق حراري كبير بين الليل والنهار، بالإضافة إلى هبات رياح قوية على معظم أنحاء الجمهورية.
وأوضح الدكتور فهيم أن هذه الظروف المناخية تستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة من قبل المزارعين لحماية المحاصيل من التأثيرات السلبية لهذه التغيرات الجوية، مشيرًا إلى أهمية التركيز على الإرشادات التالية:
أولًا: يجب ري القمح بحساب شديد حسب المحافظة، وفقًا للجدول المعلن، مع ضرورة إضافة عشرة كيلو جرامات من البوتاسيوم مع الري بعد الطرد لضمان استفادة النبات من العناصر الغذائية اللازمة لمقاومة البرودة.
ثانيًا: الاعتماد على التغذية الأرضية عن طريق الجذور بدلاً من الرش الورقي، حيث يقل معدل امتصاص النبات للعناصر الغذائية عبر الأوراق في ظل الأجواء الباردة، ما يجعل التسميد الأرضي أكثر كفاءة خلال هذه الفترة.
ثالثًا: التسميد يجب أن يكون في آخر النهار وليس في الصباح، وذلك لضمان أن يبدأ النبات في امتصاص العناصر الغذائية خلال ساعات المساء، ثم يستكمل الامتصاص في صباح اليوم التالي.
رابعًا: ضرورة إدراج مركبات الفولفيك ونترات الماغنسيوم والأسمدة عالية الفسفور في برنامج التسميد، على أن يتم تخصيص يوم وسط الأسبوع لإضافتها منفردة لضمان أفضل امتصاص للعناصر الغذائية.
خامسًا: في حالة التسميد بالبوتاسيوم خلال فترات التزهير والعقد أو التحجيم، يفضل استخدام أسيتات البوتاسيوم أو سترات البوتاسيوم بدلاً من السلفات والنترات، حيث تعد هذه المركبات أكثر فاعلية خلال الطقس البارد، خاصة لمحاصيل الفاكهة والخضر التي تمر بمرحلة الإزهار والإثمار.
سادسًا: عدم الإفراط في رش المبيدات خلال هذه الفترة، حيث تؤدي درجات الحرارة الليلية المنخفضة إلى توقف نشاط معظم الأمراض الفطرية والبكتيرية، فضلًا عن تقليل نشاط الحشرات وضعف معدلات فقس الأكاروسات والحلم والآفات الأخرى، مما يقلل الحاجة إلى الرش المكثف.
سابعًا: الاستعداد للرش الوقائي في نهاية الأسبوع مع بداية ارتفاع درجات الحرارة تدريجيًا، وذلك لمنع تجدد الإصابات بالأمراض والآفات، لا سيما في محاصيل الفاكهة مثل المانجو لمكافحة البياض الدقيقي، والزيتون لمكافحة دودة البراعم، إلى جانب محاصيل الخضر والقمح والفول والكتان والخرشوف والنباتات الطبية والعطرية مثل الكمون واليانسون والشمر، مع ضرورة عدم إهمال رش البصل والثوم، حيث تترقب اللطعة الأرجوانية ارتفاع درجات الحرارة للانتشار مجددًا.
ثامنًا: عدم ترك الأرض معزوقة لأكثر من يوم واحد بين الأحد والخميس، حيث يتوجب الري الفوري بعد العزيق مع إضافة مركبات دعم الامتصاص التي سبق ذكرها، لا سيما في محاصيل البطاطس الصيفية المتأخرة، والخضر حديثة الشتل، والفاصوليا وغيرها، لضمان استفادة المحصول من العناصر الغذائية وعدم تعرضه للإجهاد.
تاسعًا: تأجيل زراعة العروات الجديدة لمحاصيل الفاصوليا الصيفي، وعروة الصيفي المبكر للخضر، واللب إلى نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع المقبل، وذلك لتجنب تأثير الانخفاض الحاد في درجات الحرارة على معدلات الإنبات، حيث يتبقى يوم واحد على انكسار كبير في درجات الحرارة قد يؤثر على نجاح الزراعة.
وأعلن الدكتور فهيم عن جدول زمني صارم لمنع ري القمح خلال الأيام المقبلة، وفقًا للتوقعات المناخية، وذلك على النحو التالي:
يوم الاثنين : ممنوع ري القمح في جميع المحافظات دون استثناء.
يوم الثلاثاء : ممنوع الري في كفر الشيخ، بني سويف، الفيوم، مع السماح بالري في باقي المحافظات.
يوم الأربعاء : ممنوع الري في كفر الشيخ، دمياط، الإسكندرية، الإسماعيلية، بني سويف، الفيوم، المنيا، مع إمكانية الري في باقي المحافظات.
يوم الخميس: ممنوع الري في كفر الشيخ، دمياط، الإسكندرية، الإسماعيلية، بني سويف، الفيوم، مع السماح بالري في باقي المحافظات.
يوم الجمعة: ممنوع الري في الشرقية، أسيوط، وسوهاج، مع السماح بالري في باقي المحافظات.
ووجه الدكتور محمد علي فهيم نداءً عاجلًا لجميع المزارعين بضرورة الالتزام بهذه الإرشادات وتنفيذها بدقة لضمان حماية المحاصيل وتجنب الخسائر الناتجة عن التغيرات المناخية الحادة.
كما دعا إلى مشاركة هذه التوصيات على أوسع نطاق بين المزارعين لضمان وصولها إلى أكبر عدد ممكن من العاملين بالقطاع الزراعي، مشددًا على أهمية الوعي المناخي في الحفاظ على الإنتاج الزراعي وتحقيق موسم ناجح.
