نيجيريا تراهن على زيت النخيل لإنقاذ الميزانية في ظل تراجع عائدات النفط

في مواجهة تراجع حاد في إنتاج النفط الخام، تخطط نيجيريا لتقليص عجز موازنة 2025 عبر توسيع صادراتها من زيت النخيل، في خطوة وصفها الخبراء بأنها قد تُعيد تشكيل الاقتصاد النيجيري وتخفف اعتماده على النفط.
وسجل إنتاج نيجيريا من النفط الخام تراجعًا يوميًا بنسبة 32%، من 2.06 مليون إلى 1.4 مليون برميل يوميًا، ما وضع الميزانية الوطنية تحت ضغط كبير، خصوصًا مع انخفاض أسعار النفط عالميًا وسط توترات تجارية متصاعدة.
وفي المقابل، يشهد سوق زيت النخيل طفرة عالمية في الأسعار، حيث بلغ سعر الطن 167.38 دولارًا، متجاوزًا خام برنت الذي يُتداول عند 65.90 دولارًا للبرميل، وهو فارق جذاب يدفع الحكومة لإعادة النظر في أولوياتها الاقتصادية.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن شركتي أوكومو أويل بالم وبريسكو بي إل سي، وهما من أكبر منتجي زيت النخيل في نيجيريا، سجّلتا أعلى أرباح لهما منذ أكثر من عقد في عام 2024. إذ قفزت أرباح بريسكو بنسبة مذهلة بلغت 4,088.7% منذ عام 2015، بينما نمت أرباح أوكومو بنسبة 1,188.3%. كما ارتفعت إيرادات أوكومو بنسبة 73%، وأرباحها الصافية بنسبة 62%.
وعلى الرغم من أن نيجيريا حققت 41 مليار دولار من صادرات النفط في 2021، فإنها أنفقت أكثر من 500 مليون دولار على واردات زيت النخيل، وهو ما يشكّل فجوة مربحة يمكن سدها محليًا، كما فعلت إندونيسيا التي جنت 28 مليار دولار من صادرات زيت النخيل في العام نفسه.
ويتوافق التوجه الجديد مع استراتيجية إقليمية أوسع في أفريقيا، حيث يعتمد أكثر من 70% من سكان جنوب الصحراء على الموارد الطبيعية في معيشتهم. ويؤكد الخبراء أن دعم قطاع الزراعة، خصوصًا زيت النخيل، لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحّة لضمان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.