في ظل تحجيم دور الأعضاء .. ومعركة بين الشاعر والملحن
مطالب بحل اتحاد منتجي الدواجن وتعيين مجلس مؤقت

طالب خبراء من قلب دائرة صناعة الدواجن المصرية، بضرورة تدخل وزير الزراعة رسميا بإصدار قرار حل مجلس اتحاد منتجي الدواجن الحالي فورا، وتعيين مجلس مؤقت، وذلك ردا على حالة الاستياء التي عمت أجواء الصناعة محليا وخارجيا خلال الأيام القليلة الماضية، "كما تضر بصفحة إنجازات الوزير" - على حد قولهم.
تصريح واقعي مسؤول اجتزئ من سياقه الصحيح
وكان نائب رئيس الاتحاد الدكتور ثروت الزيني، والمتحدث الإعلامي أيضا للاتحاد، قد صرح لوسائل إعلام بأن ارتفاع نسبة نفوق دواجن التسمين في الكثير من عنابر الدورة الحالية فقط، كانت السبب الرئيسي لتراجع إنتاجية مصر من دواجن التسمين لفترة محددة، بسبب ارتفاع مؤشر الحالة الوبائية والموجات الحارة التي شهدتها البلاد وتشهدها حاليا، وهو السبب لعودة ارتفاع أسعار لحوم الدواجن، ما تم تفسيره خطأ، بأن إنتاج مصر من الدواجن لا يمثل سوى 60٪ من الاكتفاء الذاتي.
الدكتور ثروت الزيني
هذه الحالة من الارتباك التي تسيطر على اتحاد منتجي الدواجن، وعدم التناسق بين أعضاء هيئة المكتب، والانفصال التام عن دوائر المربين الصغار، وعدم الدراية الواقعية بحقيقة سوق الإنتاج الداجني (أمهات، بيض، كتكوت، ولحوم بيضاء)، أدت إلى ما يُعرَف بالصيد في الماء العكر، حيث تلقف إعلامي ذائع الصيت والشهرة، التصريح السابق للزيني بأسلوب غير مسؤول لإثارة الرأي العام الشعبي والحكومي، كرد فعل طبيعي من وزارة الزراعة تجاه صناعة محلية واعدة، تعد من أركان الأمن المجتمعي القومي المصري.
ضربات إعلامية غير مسؤولة تضر بالأمن الغذائي المصري
ووفقا لواحد من أكبر خبراء هذه الصناعة في حديث لموقع "الأرض"، "انبرى أحد الإعلاميين ذائعي الصيت، ممن لا يمتلكون أي دراية فنية بتربية الدواجن وقواعدها الحقلية - وانتفاء الخبرة الفنية في حقل ما عن مذيع ما لا يعيبه، لكن ما يعيب، هو عدم تمحيص المعلومة من مصادر خبيرة أمي، وعدم اجتزائها من سياقها الطبيعي"، حيث استضاف المذيع رئيس مجلس إدارة اتحاد منتجي الدواجن في مداخلة على الهواء، ليفاجأ الرئيس بوجود نائبه الدكتور ثروت الزيني على الخط الموازي، لتحدث مناظرة مسيئة بين رأسي هيئة مكتب اتحاد منتجي الدواجن، حيث أصر الثاني على توضيح المعنى الحقيقي لتصريحه السابق بأن ارتفاع نسبة النفوق المقصودة حقيقة ماثلة في الدورة الحالية فقط، التي لا تمثل سوى سدس إجمالي إنتاج دواجن اللحم طوال العام، ليكذبه رئيس الاتحاد، "على الرغم من أنها حقيقة ماثلة وموثقة بصور وفيديوهات لمربين في كثير من عنابر مصر".
المهندس محمود العناني
مناظرة بين الشاعر والملحن .. تتغنى بها قنوات معادية
ووصف أحد خبراء هذه الصناعة، المناظرة الهوائية بين الزيني والعناني، بأنها خناقة على الهواء بين شاعر يرى الحقيقة مجردة ويجسدها في أبياته الشعرية، وبين ملحن يصر على تلحين الكلمات وفق مزاج عام يدعم مواءماته التي تفيد في معركة احتفاظه بمقعد "الرئيس"، حتى لو كانت الألحان تكذب الشاعر وتسيء إليه، وحتى لو كانت هذه المواءمات قائمة على اجتزاء الكلمات التي تصور الواقع المجرد من سياقها الصحيح، لتتلقفها وسائل إعلام مناهضة تتبع جهات معادية لمصر في الخارج.
ضعف وتحلل ولا مبالاة بالأمن الغذائي المصري
وفي تصريح آخر لموقع "الأرض"، قال خبير ثان من أهم خبراء هذه الصناعة، إن صناعة الدواجن عاشت وتعيش أضعف مراحلها، خلال الدورة السابقة والحالية لمجلس إدارة الاتحاد، الذي من المفترض أنه يمثل الأب الشرعي لهذه الصناعة - حسبما يأتي في لائحة تأسيسه الأصلية.
وقال الخبير إنه نظرا لما تعيشه هذه الصناعة من عشوائية، ونظرا لضعف مجلس إدارة الاتحاد الحالي وتخبط أعضائه، وجب على وزير الزراعة السيد علاء فاروق، استخدام صلاحياته بحل هذا المجلس، وتعيين لجنة قانونية تضم الخبراء والإداريين والقانونيين لإدارة هذه الصناعة لفترة محددة، مع تكليف لجنة قانونية حصيفة تستعين بأهل الصناعة، لتعديل لائحة الاتحاد، ثم الإعلان عن انتخابات جديدة لتشكيل مجلس إدارة منتخب، وفقا للائحة الجديدة.
تردي السمعة الخارجية للإنتاج الداجني المصري
وأوضح الخبير السابق ذاته في تصريحه الخاص بموقع "الأرض"، أن الربكة الإعلامية التي أحدثتها مناظرة رأسي هيئة مكتب اتحاد منتجي الدواجن، ضربت صناعة الدواجن في مقال داخليا حين انهارت الأسعار مرة أخرى تحت حدود التكاليف، وخارجيا حيث مَنَعت مصر تصدير إنتاج مربين مصريين إلى دول عربية، لحين التأكد من سلامة الحالة الوبائية في محيط "دواجن مصر".
وأكد المصدر الخبير ذاته، أن الحالة الوبائية في مصر آمنة جدا، "وتُسأل عنها الإدارة المركزية للطب الوقائي في الهيئة العامة للخدمات البيطرية التي تمثل حائط الصد المنيع، بما تملكه من آليات وأجهزة رصد بشرية وتكنولوجية، لمتابعة الحالة الوبائية لحظة بلحظة، داخليا، وحدوديا مع الدول المجاورة.
تفسير خاطئ لتحذيرات الزيني
وكانت وسائل الإعلام - غير المتخصصة، قد نقلت تصريحا للدكتور ثروت الزيني بصفته نائبا لرئيس اتحاد منتجي الدواجن، ومتحدثا رسميا وإعلاميا باسم الاتحاد، حيث جاء في رده على سؤال لوسائل الإعلام بارتفاع حالات النفوق بسبب ارتفاع حدة الحالة الوبائية في الدورة الحالية، وذيل تصريحه بتحذير طبيعي جدا، بأن هناك الكثير من الأمراض المشتركة، أي التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، وهو تحذير يتوجب على كل طبيب بيطري أن ينقله في الخاص والعلن، كواحدة من أهم واجباته العلمية، وهو التصريح الذي تم اجتزاؤه من سياقه، لنشر شائعة ظهور وباء جديد ينتقل من الدواجن للإنسان، ما تسبب في ربكة حكومية وشعبية أدت إلى انهيار الأسعار، لتوقف المستهلكين عن شراء الدواجن.
تبعات الارتباك بين أعضاء مكتب اتحاد الدواجن
علمت "الأرض" من مصادر موثوقة، أن رئيس قطاع الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، طلب من رئيس الاتحاد المهندس محمود العناني إقالة الدكتور ثروت الزيني من مهمته كمتحدث إعلامي للاتحاد، ما دفع الرئيس لترتيب خطة لعقد جمعية عمومية طارئة لسحب الثقة من عضوية الزيني في مجلس الاتحاد، وبالتالي تكليف عضو مستأنس من هيئة المكتب الحالية للتأمين على كل ما تمليه الظروف وفق قاعدة "سمع هوس"، والتصديق على سياسة "أنا الرئيس لا أحد"، وهو ما دعا الخبراء الوطنيون لمخاطبة وزير الزراعة عبر موقع "الأرض"، بإنقاذ هذه الصناعة الوطنية، وذلك بحل الاتحاد الحالي.
حالة صناعة الدواجن تعكر صفحة إنجازات علاء فاروق
وعاد الخبير السابق للتأكيد على أن الحالة المتردية لصناعة الدواجن حاليا، ما هي إلا نتيجة عادية جدا لحالة الاتحاد الذي يشهد من هيأة مكتبه تحديدا، صراعا داخليا وحالة من التنافس على الاستئثار بالمشهد، "وهذه الحالة لا تليق أبدا بصفحة وزير الزراعة الحالي، الذي يحرز إنجازات إيجابية يوميا على خريطة المشهد الزراعي العام، لتنفيذ توجيهات رئيس الدولة بزيادة الإنتاجية، ورفع فاتورة الصادرات الزراعية المصرية".