الأرض
الأربعاء 9 يوليو 2025 مـ 10:42 مـ 13 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الزيتون المصري يتحدى المناخ ويقود المستقبل الزراعي

تبرز شجرة الزيتون كأحد الخيارات الزراعية الاستراتيجية التي أثبتت جدارتها في مواجهة الجفاف والملوحة، وهو ما أكد عليه الدكتور السيد مصطفى قاعود، أستاذ الفاكهة بكلية الزراعة بالإسماعيلية، جامعة قناة السويس، مشيرًا إلى الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها هذه الشجرة المباركة.

الزيتون.. ملاذ المزارعين في وجه التقلبات المناخية

أوضح قاعود أن أشجار الزيتون تتمتع بقدرة فريدة على النمو في الأراضي والمناطق التي تعجز محاصيل أخرى عن التأقلم معها، بفضل مقاومتها العالية لندرة المياه وارتفاع ملوحة التربة والمياه، وهو ما يجعلها ملاذًا آمناً للمزارعين في ظل تقلبات الطقس والتغيرات المناخية الحادة.

تفوق مصري عالمي في إنتاج زيتون المائدة

و أشار إلى أن الطلب العالمي على منتجات الزيتون يتزايد بشكل ملحوظ، مؤكدًا أن مصر تحتل المركز الأول عالميًا في إنتاج زيتون المائدة المُستخدم في التخليل، بينما تأتي في المرتبة العاشرة في إنتاج زيت الزيتون. وأضاف أن زيت الزيتون المصري يتميز بانخفاض درجة الحموضة، مما يمنحه أفضلية تنافسية عالمية تفتح الباب أمام فرص تصديرية غير محدودة.

الزيت المصري الخام يرفع جودة الزيوت الأوروبية

ومن المفارقات المثيرة، أوضح قاعود أن العديد من الدول الأوروبية تعتمد على استيراد زيت الزيتون المصري كمادة خام، وتقوم بخلطه بزيوتها المحلية لتحسين جودتها، ثم تعيد تصديره كمنتج جديد، ما يسلط الضوء على القيمة الحقيقية لهذا المنتج، وضرورة التوسع في زراعته وتصنيعه محليًا بشكل أكبر.

العجيزي العقصي يتفوق.. والكالاماتا يترنح

وفي مقارنة بين أصناف الزيتون المختلفة، شدد أستاذ الفاكهة على أهمية اختيار الأصناف المتكيفة مع ظروف المناخ، مؤكدًا أن صنف "العجيزي العقصي" أثبت تفوقه على صنف "التفاحي" بقدرته الكبيرة على تحمل الظروف الجوية القاسية وطول فترة صلاحيته، التي قد تمتد لعامين كاملين.

وعلى النقيض، أشار إلى صنف "الكالاماتا"، الذي وصفه بالحساس للغاية تجاه تقلبات الطقس، فضلاً عن تذبذب إنتاجيته، ما قد يؤدي إلى توقفه عن الإثمار لعدة مواسم متتالية، وهو ما يستدعي إعادة النظر في الثقافة الزراعية السائدة، والتوجه نحو أصناف أكثر استقرارًا.

"الدولسي".. بديل مثالي لإنتاج زيت عالي الجودة

وفي هذا السياق، رشّح الدكتور قاعود صنف "الدولسي" كأحد البدائل القوية لـ"الكالاماتا"، نظرًا لارتفاع إنتاجيته وقدرته على مقاومة التغيرات المناخية، مشددًا على أن تطبيق التوصيات الفنية في عمليات التقليم والتسميد والخف، كفيل بتجاوز أي مشاكل محتملة، مثل انخفاض جودة الثمار بعد الموسم العاشر.

أصناف محلية تنافس العالمية بقوة

وتحدث قاعود عن الأصناف المحلية من زيتون العصر، مشيرًا إلى أصناف الواحات وسيوة ومطروح و"الوتيقن"، مؤكدًا أنها تمتلك إمكانيات تنافسية كبيرة، بل وتتفوق على بعض الأصناف العالمية الشهيرة مثل "الكورناكي"، "الكوراتينا"، "أربسوانا"، و"أربكوين".

تصحيح مفاهيم خاطئة لزيادة العائد من الزيتون

ولفت إلى تنفيد بعض المفاهيم المغلوطة لدى المزارعين، خاصة ما يتعلق بانخفاض نسبة الزيت في الأصناف المحلية. وأوضح أنه يمكن التغلب على هذه المشكلة من خلال تطبيق بعض المعاملات الزراعية الدقيقة التي تقلل من نسبة الرطوبة في الثمار، مما يؤدي إلى رفع محتوى الزيت وتحقيق عوائد اقتصادية أعلى بكثير من المتوقع.