الأرض
الأحد 29 يونيو 2025 مـ 02:57 صـ 2 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

فول الصويا الأوكراني يواجه ضغوطا متزايدة وسط ضعف الطلب العالمي

لا تزال أسعار فول الصويا في أوكرانيا تحت ضغط ملحوظ نتيجة ضعف الطلب على الصادرات، في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تخمةً بالإمدادات القادمة من أمريكا الجنوبية، خصوصًا البرازيل والأرجنتين.

استقرار تشريعي يُهدئ السوق
رفض البرلمان الأوكراني اقتراحًا لفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على صادرات فول الصويا وبذور اللفت، كان من المقرر تطبيقها اعتبارًا من 1 يوليو 2025. وقد رحّب التجار بهذا القرار، معتبرين أنه يمنح هدوءًا نسبيًا للسوق ويسمح للمصدرين بوضع خططهم التصديرية دون قيود جديدة.
منذ بداية الموسم (سبتمبر 2024 وحتى مايو 2025)، صدّرت أوكرانيا نحو 3.3 مليون طن من فول الصويا، مع بقاء ما يقارب مليون طن متاحة للتصدير حتى نهاية السنة المالية. إلا أن المنافسة الشرسة من فول الصويا منخفض السعر القادم من أمريكا الجنوبية تُجبر المصدرين الأوكرانيين على خفض أسعار الشراء محليًا.
تطورات الأسعار في السوق المحلي
فول الصويا المعدّل وراثيًا: تتراوح أسعار التصدير بين 17,900 و18,000 هريفنيا للطن (382–384 دولارًا)، في حين يقدم بعض التجار أسعارًا أعلى قليلاً مع خدمات تسليم سريعة حتى نهاية يونيو.
فول الصويا غير المعدّل وراثيًا: تراجعت الأسعار إلى 425–428 دولارًا للطن، أو ما يعادل 19,500–20,100 هريفنيا، وسط تباطؤ برامج الشحن لدى المصدرين.
الأسواق العالمية: الولايات المتحدة والصين في المشهد
في بورصة شيكاغو التجارية، ارتفعت العقود الآجلة لفول الصويا لشهر يوليو بنسبة 2.2%، لتسجل 394.6 دولارًا للطن، مدعومةً بارتفاع أسعار زيت فول الصويا بنسبة 14% إلى 1,207 دولارات للطن، نتيجة إعلان واشنطن عن خطة لزيادة إنتاج الوقود الحيوي في 2026–2027.
لكن هذه المكاسب في أسعار الزيت لم تنعكس بعد على أسعار الحبوب الكاملة، إذ لا تزال أسعار فول الصويا الأمريكية منخفضة وسط تراجع الطلب الصيني. وتُخطط الصين لخفض استهلاك دقيق فول الصويا في الأعلاف إلى 10% بحلول عام 2030 (مقارنةً بـ 13% في 2023)، ضمن خطوات تعزيز الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الواردات الأمريكية، في ظل استمرار الحرب التجارية بين البلدين.
الأرجنتين ترفع توقعاتها الإنتاجية
في الأرجنتين، تم حصاد 95% من مساحة فول الصويا المخططة حتى 12 يونيو، بواقع 16.6 مليون هكتار. ورفعت بورصة بوينس آيرس للحبوب توقعاتها للموسم إلى 50.3 مليون طن، بزيادة قدرها 0.3 مليون طن، مما يُعزز المعروض العالمي ويُفاقم الضغوط السعرية.
ختاما، يشهد سوق فول الصويا العالمي ضغوطًا مزدوجة من حيث وفرة الإمدادات وتباطؤ الطلب – لا سيما من الصين – بينما تسعى الدول المصدرة، مثل أوكرانيا، للحفاظ على تنافسيتها وسط أسعار عالمية منخفضة ومخاطر جيوسياسية وتجارية متزايدة. قرار كييف بعدم فرض رسوم جمركية يُمثّل فرصة قصيرة الأجل للاستقرار، لكنه لا يبدد المخاوف طويلة الأمد المرتبطة بتباطؤ النمو في الطلب العالمي.