الأرض
الأربعاء 23 يوليو 2025 مـ 01:39 صـ 26 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

أسباب التفاف أوراق الطماطم وطرق المواجهة

قال المهندس رضا أبو هيسه، استشاري محاصيل الخضر،، إنه في ظل التغيرات المناخية واشتداد حرارة الصيف، بات مزارعو الطماطم يواجهون ظاهرة مقلقة تهدد إنتاجهم وجودة محاصيلهم، وهي التفاف أوراق النبات، خاصة في العروات المتأخرة. المشكلة تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها تحمل خلفها عدة أسباب فسيولوجية وبيئية تتطلب تدخلًا دقيقًا ومعرفة فنية واضحة.

وكشف ، استشاري محاصيل الخضر، تفاصيل دقيقة عن هذه الظاهرة، مؤكدًا أنها ليست وليدة سبب واحد، بل نتيجة تداخل عدة عوامل. إليكم أبرز الأسباب وطرق الوقاية والعلاج، كما يوضحها أبو هيسه:

أولًا: الإفراط أو العطش في الري.. الخطر الخفي

يؤكد أبو هيسه أن التوازن في عملية الري هو المفتاح الأول لتفادي التفاف الأوراق. فالجفاف الشديد أو التشبع الزائد بالماء، كلاهما يؤديان إلى ظهور المشكلة.

ومع ارتفاع درجات الحرارة حاليًا، يزداد معدل النتح في نباتات الطماطم، ما يتطلب ريًا منتظمًا على فترات متقاربة ولفترات قصيرة، حتى لو اضطررت للري مرتين في اليوم، لضمان حصول النبات على احتياجاته من الماء دون إفراط.

ثانيًا: ضعف الجذور أو بداية الإصابة بالأعفان

أحيانًا لا يكون التفاف الأوراق ناتجًا عن الري وحده، بل نتيجة إجهاد أو مشاكل فسيولوجية في الجذور، قد لا تكون قد تطورت بعد إلى أعفان، لكنها تنذر بالخطر إذا تم إهمالها.

ويوصي أبو هيسه بضرورة المتابعة الميدانية اليومية لحالة النباتات، ومراقبة التزهير والتفريعات وسلامة الأوراق، مع إمكانية استخدام حمض الإندول بيوتيريك كمغذي وقائي للجذور وداعم لنموها.

ثالثًا: الحشرات الماصة والآفات الخفية

في هذا الوقت من السنة، تنشط حشرات متعددة أبرزها: الذبابة البيضاء، الجاسيد، التربس، صانعات الأنفاق، والعنكبوت الأحمر، وجميعها تتسبب في إجهاد النبات والتفاف الأوراق لذلك، لا بد من الفحص الدوري الدقيق والمكثف للنباتات، والتدخل بالمبيدات المناسبة في الوقت المناسب، لمنع تطور الإصابة إلى ما لا يُحمد عقباه.

رابعًا: خصائص الصنف الوراثية.. عامل لا يمكن إغفاله

ينبه أبو هيسه إلى نقطة مهمة كثيرًا ما يغفلها المزارعون، وهي أن بعض أصناف الطماطم يكون لديها ميل وراثي طبيعي لالتفاف الأوراق. وفي هذه الحالة، فإن كل التدخلات لا تلغي الظاهرة بالكامل، بل تهدف إلى التقليل من أثرها وتحسين التهوية والتغذية بما يخفف الضرر.

خامسًا: الأملاح الزائدة.. القاتل الصامت للنبات

وجود نسبة عالية من الأملاح في التربة، خاصة عند الإفراط في الري بمياه مالحة، يتسبب في تراكم الأملاح حول الجذور، ما يؤدي لتقزم النبات والتفاف أوراقه بشكل ملحوظ.

الحل يكون عبر استخدام نترات الكالسيوم وحمض النيتريك أو بدائل أخرى من المغذيات التي تعمل على غسل الأملاح وتقليل تأثيرها، ويُفضل تطبيقها كل عشرة أيام بانتظام.

سادسًا: الرش الخاطئ في أوقات الذروة

تحذير شديد من رش المبيدات أو الأسمدة خلال ساعات الحر الشديد، خاصة في الأراضي ذات الرطوبة المنخفضة، لأن ذلك يؤدي مباشرة إلى إجهاد النبات والتفاف أوراقه.

الوقت الأمثل للرش هو في الصباح الباكر أو بعد غروب الشمس، مع ضرورة التأكد من توفر رطوبة مناسبة في التربة.

سابعًا: توقيت الري.. التفاصيل تصنع الفارق

يختم أبو هيسه بنقطة غاية في الأهمية، وهي توقيت الري اليومي. فالمزارعون الذين يعتمدون على الري بالتنقيط في مساحات كبيرة، قد يضطرون للري في أوقات حرارة مرتفعة، مما يزيد من الإجهاد الحراري للنبات.

ونصح: افتح المياه باكرًا بعد الفجر ولو لنصف ساعة، ثم وزع الري على باقي المساحة، لتجنب الأوقات الأشد حرارة وحماية النبات من التلف.