الأرض
السبت 26 يوليو 2025 مـ 01:33 صـ 29 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

العلمين والساحل الشمالي يتحولان إلى مزارع بطيخ حديثة

زراعة البطيخ في مصر
زراعة البطيخ في مصر

أعلن الدكتور سليمان عمران، مساعد رئيس مركز البحوث الزراعية ورئيس البرنامج القومي لإنتاج البطيخ بمعهد البساتين، عن تحقيق مصر نسبة اكتفاء ذاتي بلغت 97% من بذور البطيخ، بعد سنوات من العمل البحثي والتطويري داخل المعاهد والمراكز الزراعية المصرية.

من الاعتماد على الخارج إلى الاكتفاء المحلي

وأوضح "عمران"، أن السوق المصري كان يعتمد سابقًا على استيراد نحو 8 أطنان سنويًا من بذور البطيخ، إلا أن هذا الرقم تراجع بشكل لافت إلى نحو 500 كيلو فقط، تُستخدم معظمها لأغراض تجريبية من قبل بعض الشركات المحلية، مؤكدا أن هذا التراجع الكبير يعكس نجاح الجهود الوطنية في مجال إنتاج الهجن المحلية عالية الجودة.

هجن مصرية تنافس عالميًا

وأشار عمران إلى أن البرنامج القومي شهد في السنوات الأخيرة تطورًا لافتًا، تمثل في إنتاج سلالات هجينة متميزة، أبرزها: "مصر 1" و"مصر 2"، إلى جانب الهجين المصري الواعد "البرنس"، المنتمي لطراز "جيزة" الشهير. وتمتاز هذه الهجن بمواصفات عالية الجودة، من بينها ارتفاع نسبة السكريات، القوام المرمل، القشرة الصلبة المقاومة، والمناعة الطبيعية ضد الآفات والأمراض.

وأفاد رئيس البرنامج أن تلك الهجن شهدت إقبالًا واسعًا من قبل المزارعين وشركات الإنتاج الزراعي، خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة، ما أدى إلى زيادة الطلب المحلي بشكل كبير، وهو ما شجّع الجهات المعنية على التوسع في إنتاجها.

صوب متطورة لتلبية الطلب المتزايد

ولمواكبة هذا الطلب، أكد "عمران"، أن مركز البحوث الزراعية بدأ التعاون مع عدد من المؤسسات داخل الدولة، لتكثيف إنتاج هذه الهجن داخل صوب زراعية حديثة بمنطقة العلمين والساحل الشمالي الغربي، بهدف توفير إمدادات مستقرة للسوق المحلي والحد من الاعتماد على الاستيراد.

التغيرات المناخية تعيد رسم خريطة الزراعة

وفي سياق متصل، سلط عمران الضوء على تأثير التغيرات المناخية على مواعيد زراعة البطيخ في مصر، موضحًا أن العروة الأولى تبدأ في أغسطس بمحافظة أسوان، ويتم جمع محصولها في نوفمبر، وتُخصص في الغالب للتصدير. بينما تبدأ العروة الثانية في نوفمبر بنفس المحافظة، ويُطرح إنتاجها في الأسواق المحلية بداية من مارس. أما العروة الثالثة، فتتم زراعتها في مناطق وسط وشمال الدلتا خلال مايو.

ورغم هذه التوزيعات الزمنية، أشار إلى وجود مساحات محدودة في مناطق بنجر السكر بالبحيرة والعلمين، لكنها لا تزال غير كافية لتغطية كامل احتياجات السوق.

الحرارة الليلية تهدد المذاق السكري

واختتم عمران بتحذير من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة ليلًا، موضحًا أن الدرجة المثالية لتحويل النشويات إلى سكريات داخل الثمار لا يجب أن تتجاوز 22 درجة مئوية. ومع تجاوز هذه العتبة، تتأثر جودة المذاق رغم نضج الثمرة ظاهريًا، مما يُضعف من فرص قبولها لدى المستهلك.

ويمثل هذا التطور في إنتاج بذور البطيخ إنجازًا استراتيجيًا يضع مصر على طريق الاعتماد الكامل على الذات في واحد من أهم المحاصيل الصيفية. كما يعكس نجاح المنظومة البحثية الزراعية، ويؤكد أهمية دعم البرامج القومية لتحسين جودة المحاصيل وتعزيز الأمن الغذائي في ظل تحديات مناخية واقتصادية متزايدة.