الأرض
الأحد 24 نوفمبر 2024 مـ 07:11 مـ 23 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

شجر الليمون من الزراعة حتى الحصاد

وردت إلينا رسالة من أحد قراءنا الأعزاء عبر خدمة "الواتس أب" التي تقدمها جريدة "الأرض" للاستفسار عن زراعة أشجار الليمون، وفي هذا الموضوع نقدم لكم كل ما تريديون معرفته عن زراعة أشجار الليمون حتى الحصاد: 

شجرة الليمون

إن زراعة شجرة الليمون في المنزل قد تبدو عمليّةً شاقةً عند الكثير من المبتدئين، ولكن في الحقيقة قد تكون زراعتها في حديقة المنزل ممتعة، لأنها سوف تُضفي على المَكان رائحةً عطريّةً مُبهجة. شجرة الليمون هي شجرة صغيرة تنتمي للفصيلة السذابية، وتُعطي ثمار فاكهةٍ صالحة للأكل ومُستخدمة كثيراً في طعام الإنسان، وفي الأطباق الرئيسية، والحلويات؛ حيث تمتازُ بمذاقٍ فريد مشهور بحموضته العالية، ويشتهر أيضاً من خلط عصير ثمار الليمون مع الماء والسكر ما يُسمّى في البلاد العربية "ليموناضة". استُقدمت هذه الشجرة في الأصل إلى إسبانيا وشمال أفريقيا في وقت ما بين سنتي 1000 و1200م، وبعد ذلك انتقلت إلى باقي أجزاء أوروبا والعالم.

الاستعدادات لزراعة شجر الليمون

 يجبُ الحصول على الاستعدادات والتجهيزات الأولية الآتية قبل الشروع في الزراعة:

  • في حال الرغبة ببدء زراعة الشجرة من البذرة، فمن الضروري الحُصول على البذرة من ثمرة ليمون مَزروعة وفق معاييرِ الزّراعة العضويّة (بالإنجليزية: Organic)؛ لأنّ الليمون غير المزروع عضوياً كثيراً ما يُخرج بذوراً لا تَصلح لإعادة زراعتها، ويُمكن أيضاً شراء بذور جاهزة من أحد المحلات التجارية.
  • تربة خصبة جاهزة لبدء الزراعة فيها، ومن المُستحسن أن تحتوي على مواد مُغذّية للنبات، أهمها هي السماد الطبيعي، والمعادن المغذّية، وبقايا النباتات المَزروعة سابقاً.
  • حوض للزراعة، يُستحسن أن لا يقلّ قُطره وعمقه عن خمسة عشر سنتيمتراً حتى يسمح لجذور النبتة بالتمدّد داخله.
  • حوض بديل بقطر نصف متر وعمق ثلاثين سنتيمتراً، تُنقل الشتلة إليه عندما تبدأ بالنموّ، أو توضع فيه من البِداية في حال شراء الشتلة جاهزة.
  • يُترك حوض الزراعة في مكان تصلُ إليه الكثير من أشعة الشمس، ويكون مَوجوداً داخل المنزل، وقد يكونُ من المفيد إضافة إضاءة صناعيّة حسب الحاجة.

زراعة شجر الليمون

يُمكن اتّباع التّعليمات الآتية لزراعة شجرة ليمون صغيرة مُشتراة من مشتل أو بعد أن تنمو لفترة:

  • تُحفر حفرة في الأرض تكون بضعف قطر الحوض الذي جلبت الشجرة منه، كما يجب أن يساوي عمقها ما لا يقلّ عن مرة ونصف من عُمق ذلك الحوض، بعد ذلك تُسكب كميّة كافية من المياه لملء الحفرة، ومن ثم تُوضع داخلها شجرة الليمون بلُطف وتغمر جذورها بالماء. يُمكن وضع الشجرة في دلو من الماء لمُدّة ساعة قبل زراعتها لترتخي جذورها وتمتصّ المياه.
  • تُخلط التربة الموجودة في الحفرة مع التربة القادمة من حوض الشجرة، ومن ثمّ توضع شتلة الليمون فوقها وتُمسَّد جذورها داخل التربة، ويتم تعديل وضعية الشتلة بحيث ترتفع قمتها خمسة سنتيمترات تقريباً عن سطح التربة.
  • تُنثر طبقة عازلة للرطوبة فوق سطح التربة المُحيطة بالشتلة، من الضروري التأكّد من عدم وجود أيّة جيوب هوائية تصلُ للجذور، ويُمكن ضمانُ ذلك بنثر المزيد من المياه حولها.
  • حزم التربة حول الشجرة، وذلك بالضغط على التربة لأسفل بشدة لإزالة الهواء الزائد لتكون التربة أكثر كثافةً وأكثر ثباتاً لدعم شجرة الليمون، ولا تسمح ببقاء أيّ جذر مكشوف ولا تُغطّي الجذع؛ لأنه سوف يبدأ بالتعفن إذا تمّت تغطيته بالتربة.
  • ري الشجرة على الفور بما يكفي من الماء؛ حيث سيُلاحظ خروج الماء الزائد إلى الصحن أسفل الحاوية، ولذلك يجب إفراغ الصحن مرّةً واحدةً فور انتهاء التربة من التصريف.

رعاية أشجار الليمون

الحفاظ على رطوبة التربة: يجب التحقُّق دورياً من رطوبة التربة، ويكون ذلك بمُلاحظة التربة على عمق عدّة سنتيمترات بحيث يجب أن تكون هذه التربة جافّةً باعتدال، ومن الضروري عدم سقي الشجرة بالماء أكثر من اللازم، فهي تحبّ الرطوبة لكنها لا تُفضّل التربة المُشبعة بالمياه. يُمكن الحفاظ على رطوبة التربة بعد ريّها بشراء مُستحضراتٍ زراعية لتغطيتها بحيث لا تتعرض للحرارة وتحتفظُ بالماء لفترة أطول، ويُمكن رشّ الشجرة باستخدام زجاجة رذاذ بشكل متكرر، لأن ذلك سوف يحافظ على الرطوبة وكأنها رطوبة طبيعية، ويمكن كذلك مُراقبة مستويات الرطوبة باستخدام مقياس درجة الرطوبة للتأكد من عدم تجاوزها المستوى المطلوب.

إضافة الأسمدة الطبيعيّة إلى التربة الخاصّة بالشجرة؛ حيث يجبُ وضع الأسمدة في تربتها مرّتين إلى ثلاث مرّاتٍ بين فصلي الربيع والصيف، ويُفضّل استخدام الأسمدة المُخصَّصة لأشجار الحمضيات، وقد يكون من الأفضل وضع السماد بصورةٍ شهريّة حتى حلول منتصف الصيف.

التحكّم بدرجة الحرارة في مكان شجرة الليمون أمر ضروري جداً؛ فهذه الأشجار تنمو بشكلٍ أفضل في مكان متوسّط درجة حرارته 21 مئوية، أو بصورة عامّة ما بين 10 درجات إلى 28 درجة مئويّة ما بين ساعات النهار والليل. لا تستطيع الشجرة تحمّل أي حرارة أقل من الصفر المئوي، فذلك يُعرّضها للتجمد، وما عدا أنواع قليلة من هذه الأشجار فإنّ الأرجح هو موتها؛ لذلك فإنّ الطريقة المثلى للحفاظ عليها في الشتاء هي إبقاؤها داخل المنزل، وتجنّب تعريضها لأي درجة حرارة أقل من 2 مئوية.

وضع شجرة الليمون قرب نافذة مُطلّة على اتجاه الشمس في النهار؛ لأنّ أشجار الليمون تحتاج إلى الشمس بالكامل، وهذا يَعني حاجتها ما بين سبع إلى ثماني ساعات من ضوء الشمس في اليوم.

تلقيح شجرة الليمون باليد: قد يكون هذا الإجراء ضروريّاً عند زراعة شجر الليمون في المنزل لقلّة احتمالية وصول النحل والحشرات إليها لتلقيحها (التي تتولّى هذه المهمة عادة في الطبيعة أو عند زراعة الشجرة بالخارج)، لذلك يجب على الشخص الذي يعتني بها أداء هذه المهمّة؛ حيث إنّ هذه الخطوة ضروريّةٌ للحصول على الثّمار المطلوبة من الشجرة، وما يتطلّبه إجراء هذا الأمر هو دراية دقيقة بتشريح الزهرة ومكان الأعضاء التناسليّة فيها، ويُمكن استعمال فرشاة صغيرة لنقل الرحيق من كل زهرة إلى الأعضاء التناسلية لواحدةٍ من الأزهار الأخرى، وسيكون هذا كافياً لإتمام عمليّة التلقيح.

الاحتراس من الآفات التي قد تُصيب شجرة الليمون

إنّ إصابة أشجار الليمون المزروعة في حدائق المنزل بالآفات تحدث بين الفينة والأخرى، ومن أسوأ هذه الإصابات انتشار حَشرات المن وكذلك الأعشاب الضارة، فهي تنتشرُ كثيراً حول الأشجار حديثة النمو. يجبُ اقتلاع الأعشاب الضارّة باليد، كما توجد مُبيدات حشريّة خاصة للتعامل مع المنّ وغيره.

للحفاظ على الأشجار من الأمراض تجب مراقبتها باستمرار؛ لأنّه من الممكن إصابة شجر الليمون في أي وقتٍ بالأمراض الفطرية والبكتيرية، لذلك يتعيّن دراستها ومعرفة هذه الأمراض والمضادات الخاصة لكل مرض أو عدوى للتمكّن من تحديد العلاج المُناسب له، ويُستحسن اللجوء إلى الخبرة الاختصاصيّة بهذا المجال.

حصاد ثمار شجرة الليمون

تحتاجُ شجرة الليمون حديثة الزراعة إلى حوالي ثلاث سنوات لتبدأ بإنتاج ثمار الفاكهة، وتحتاج الفاكهة إلى ثلاثة شهور تقريباً ليكتمل نموّها بعد ظهور الأزهار على الشجرة.

تنضج الثمار عندما يصبح لون قشرتها أصفر فاقعاً، ويجب الحرص على عدم الانتظار حتى تبدأ القشرة بالتجعّد، فذلك يعني أنّها نضجت أكثر من اللازم، ويُفضّل في معظم الأحيان قطف ثمار الليمون وقشرتها لا تزال خضراء اللون، فهي تكون غير ناضجة إلا أنّ مذاقها يكون في أفضل حالاته، ويكون الحصاد بعد حوالي ثلاثة لأربعة شهور من نموّ أزهار الشجرة.