الإنتاج الإيكولوجي وانعكاساته علي الغذاء
ترتبط التغذية ارتباطا وثيقا بتطور الإنسان خلال عملية الحضارة، حيث تتطور المعايير الغذائية كلما ازدادت التفاعلات بين الإنسان والبيئة التي ينمو فيها نشاطه ويتطور.
إن توفير الغذاء للسكان هو أحد الأهداف الرئيسة التي يجب مراعاتها في أية خطة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، غير إن إنتاج الغذاء لايعني فقط توفير غلات زراعة عالية الجودة ؛ إنما لتحقيق الغذاء الذي يكفي بحد ذاته للتغذية ويحافظ علي الصحة. يمثل يوم النموذج الزراعي السائد والتقليدية اليوم إشكالية لحد ما ليس فقط بالنسبة للأضرار الناجمة عن منتجات وقاية النبات، ولكن آثارها بشأن تغييرت المناخ وفقدان التنوع البيولوجي وعدم القدرة علي ضمان السيادة الغذائية.
هذه القضايا مترابطة ترابطا وثيقا ببعضها البعض؛ لذلك يجب التصدي لها معا من أجل العمل الفعال في حق الغذاء. الزراعة الإيكولوجية تقدم كأفضل خيار للاستجابة لاحتياجات المستهلكين لاستعادة نوعية وجودة الأغذية واستدامتها مع الاستجابة للانشغالالت الصحية والبيئية وكفالة وسائل الحياة في الزراعة المحلية الصغيرة.
الأساليب الزراعية البيئية لإنتاج الأغذية هي أكثر شمولية حيث تعتمد علي مشاركة التقدم العلمي وتحترم البيئة. إن تقنيات الإنتاج الإيكولوجي المعترف بها باعتبارها مستديمة ومواتية لإنتاج أغذية عالية الجودة وكثافتها الغذائية أعلي ولها قيمة حسية، وهذا يسلط الضوء علي الجاذبية المزدوجة للأغذية العضوية وأهمية تناولها من أجل الصحة. فهي من ناحية أغذية لا تتعرض للمواد السامة الناتجة عن المبيدات المستخدمة في الزراعة التقليدية، وتراكم النترات- التي من المحتمل أن تكون سامة- ومن ناحية أخري فإن التركيبة الغذائية للأغذية العضوية هي أكثر توازنا لتوفير المواد الغذائية بكميات كافية حسب الجرعات الموصي بها.
ومن بين مبادئ الإنتاج العضوي: أحدهما هو مبدأ الصحة الذي يتضمن أيضا وصفا لمفهوم الإستدامة-أي الأغذية الدائمة- الذي يتم الحصول عليه من خلال التقنيات التي تحترم المناظر الطبيعية وصيانة خدمات النظم الإيكولوجية مثل التربة الخصبة والمياه النظيفة مع ضمان دخل عادل للمنتجين وتكاليف كافية للمستهلكين.
* أستاذة في قسم الكيمياء في المدرسة التقنية العليا للهندسة الزراعية والبيئة الطبيعية لجامعة بوليتنيكا دي فالينسيا، إسبانيا. رئيس الجمعية الإسبانية للزراعة الإيكولوجية.
