الأرض
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 12:45 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

مسئول محصول ”الكينوا” يكشف لـ ”الأرض” أسباب اتجاه مركز البحوث لزراعته

"شمس": الكينوا ليس بديلا للقمح.. ومناسب للأراضي الجديدة لتحمله الجفاف والحرارة

"مسئول محصول الكينوا": الفدان ينتج طن من الكينوا بسعر 16 ألف جنيها

"شمس": قيمته الغذائية عالية.. ويوصفه الأطباء لمرضى التوحد والسكر والكبد وحساسية بلوتين القمح

يعد الكينوا من المحاصيل التي تدخل في العديد من الصناعات الغذائية، و أدرجته منظمة "الفاو" العالمية ضمن المحاصيل الرئيسية التي ستلعب دورًا هامًا في سد الفجوة الغذائية.

 ومن أجل معرفة مزيد من التفاصيل حول اتجاه مركز البحوث الزراعية كجهة بحثية، ووزارة الزراعة كجهة تنفيذية التوسع في زراعة محصول الكينوا، والذي أثار جدلًا واسعًا خلال الفترة الماضية، كان لنا هذا الحوار الهاتفي مع الدكتور عمرو شمس، مسئول محصول الكينوا بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة.

وإلى نص الحوار..

بداية.. لماذا بالتحديد الإعلان عن هذا المحصول في هذا الوقت؟

هذا المحصول بدأنا إدخاله مصر منذ موسم 2005-2006، وكانت البداية في جنوب سيناء في نويبع، والتجارب بالتعاون مع مزارعين هناك؛ لأنه محصول جديد منتشر في دول أمريكا الجنوبية بصورة كبيرة منذ عشرات السنين، وبدأنا إدخاله إلى مصر وإجراء تجارب زراعته مع المزارعين، ثم في المحطات البحثية التابعة لوزارة الزراعة.

ما الهدف من زراعته في مصر؟

الهدف من زراعة هذا المحصول هو أنه مناسب للأماكن الجديدة  من مناطق الاستصلاح والمناطق المنعزلة البدوية، التي يوجد بها كميات محدودة من المياه، ولا تصلح بها كل الزراعات.

كيف تم إدخال هذا المحصول إلى مصر؟

محصول الكينوا يُزرع منذ آلاف السنين في دول أمريكا الجنوبية، وهناك آلاف الأبحاث المنشورة في مجلات علمية عالمية حول هذا المحصول، وبدأت التجارب المصرية كما قلت سابقا من أكثر من 10 سنوات بين المزارعين ثم في المحطات البحثية، وإجراء تجارب للتعرف على مدى تحمله لظروف البيئة المعاكسة المصرية من جفاف وملوحة، وأن هناك تجارب وراثية نجريها حاليًا؛ لاستنباط أصناف جديدة منه، أكثر إنتاجًا ومناسبة للتوسع في زراعته.

هل تستورد مصر هذا المحصول من الخارج؟

بعض الشركات في مصر تستورد الكينوا من الخارج، سواء كمنتج مستورد ومعبأ في الخارج، أو منتج مستورد ومعبأ في مصر، أو منتج مصري ومعبأ في مصر، وهذا المحصول يحتاج إلى عملية تنظيف بعد الغربلة؛ للتخلص من مادة "الصابونين" الموجودة على الطبقة الخارجية من الحبة، فبعد عملية الدراس والغربلة تدخل حبوب الكينوا في مرحلة التنظيف عبر خطوط تنظيف لها مصانع خاصة بها، والتي يتم فيها فصل لوني للحبوب لأنها متعددة الألوان، والتخلص من المادة، ثم مرحلة التعبئة في عبوات 25 كيلو.

ماذا عن ربحيته وموعد زراعته بالنسبة للمزراعين؟

الكينوا محصول حبوب، تبدأ زراعته في نوفمبر، ويختلف موعد الحصاد حسب كل صنف، وكذلك الإنتاج يختلف حسب طريقة التسميد، فإذا كانت زراعة عضوية ينتج ثلاثة أرباع طن، وإذا استخدم المزارع أسمدة ينتج طن وربع تقريبًا، وإذا تمت زراعته في الأراضي القديمة واستخدام أسمدة يزيد عن الـ 2 طن، وسعر الطن منه يصل إلى 16 ألف جنيها.

لكن لماذا الكينوا؟

هناك اتجاه عالمي للتوسع في زراعة هذا المحصول، فمنظمة الأغذية العالمية إقليميًا في الشرق الأدنى لـ 8 دول (مصر والسودان والجزائر وموريتانيا واليمن ولبنان والعراق وإيران)، شنت حملة للتعريف بأهمية المحصول، ذو القيمة الغذائية العالية، وأنه سيلعب دور رئيسي في سد الفجوة الغذائية في دول العالم.

ماذا تعني بزيادة قيمته الغذائية؟

زيادة قيمته الغذائية تعني زيادة نسبة البروتين في هذا المحصول، وبالتالي من الممكن أن يدخل في صناعة تغذية الأطفال وتلاميذ المدارس؛ لأنه أيضا يتميز بزيادة نسبة الحديد والكالسيوم، وأيضا يمكن طبخه عادي، وأيضا يمكن أن يدخل في صناعة الأغذية للمرضى المصابين بحساسية من بلوتين القمح؛ لأنه خالي أيضا من بلوتين القمح، فهو بديل جيد في هذه الحالة فقط  للقمح لمرضى حساسية البلوتين.

هل هناك شركات أو أفراد بدأت في الاستثمار في الكينوا؟

هناك شركات بدأت في صناعة قلاش الكينوا، عن طريق الخلط مع الدقيق العادي بنسبة 10%، وكذلك دخل في صناعة البن والسحلب والبسكويت لزيادة قيمته الغذائية، وبعض الأطباء يصفونه لمرضى حساسية البلوتين، وكذلك مرضى التوحد؛ لاحتوائه على أحماض أمينية وعناصر الحديد والكالسيوم عالية جدا، وأيضا بعض الأطباء يصفونه لمرضى الكبد والسكر.

هل لهذا المحصول فرص تصديرية؟

له فرصة تصديرية عالية جدا، فسعر الطن منه في الخارج يصل إلى 20 ألف جنيها للطن، وبافتراض أن تكلفة زراعة الفدان من هذا المحصول تصل إلى 8 آلاف جنيها على المزارع، فبالتالي هناك هامش ربح عالي جدا للمزارعين، وهناك بالفعل أفراد وشركات صدرت كميات من الكينوا للجزائر.

وما دور مركز البحوث الزراعية في التوسع في زراعة هذا المحصول؟

نحن نقدم دعم فني إرشادي متكامل سواء للأفراد أو الشركات، من الزراعة إلى الحصاد، وأيضا معاملات ما بعد الحصاد، لكن لابد من التأكيد على أن زراعة هذا المحصول بعيدة عن مناطق وادي النيل والدلتا، التي تتنافس فيها زراعات البرسيم والفول البلدي والقمح وغيرها، وهذا المحصول ليس بديلا عن القمح كما روج البعض، لكن له دور في سد الفجوة الغذائية، خاصة مع محدودية المياه والأراضي الزراعية والزيادة السكانية، لأن مستقبل مصر في الأراضي الجديدة، ولابد من التوسع في هذا المحصول في الأراضي المستصلحة خاصة المليون ونصف فدان.