هل تخسر مصر مركزها الأول عالمياً في إنتاج الزيتون؟ ..تراجع في الانتاجية يصل لـ85%
التقلبات المناخية تتسبب في خسائر حادة للزيتون
تسببت التقلبات المناخية لعام 2021 في خسائر كبيرة للعديد من زراعات المحصايل والخضر والفاكهة، ظهر تأثيرها سريعاً في الأسواق بأرتفاع أسعار المانجو بنسبة زادت عن الـ50%، نفس الأمر ينطبق على زراعات أخرى وبنسبة أعلى يأتي على رأس قائمتها محصول الزيتون، الذي يعد واحداً من السلع الزراعية التي شهدت مؤخراً طفرة في الانتاج وزيادة في المساحة وكان الأكثر ربحاً في القطاع الزراعي، وأحتلت مصر المركز الأول في انتاجه العام الماضي 2020 متخطية اسبانيا بإنتاجية بلغت 690 ألف.
خبراء زراعة الزيتون.. نحتاج إلى دراسة الجدوى المناخية الشاملة
يقول المهندس صبحي ليلة استشاري زراعة الزيتون الزيتون: إن ما حدث من تقلب مناخي خلال فصل الشتاء هذا العام أثر بشكل كبير على فسيولوجية الشجرة نفسها، حيث تحتاج إلى درجة برودة عالية خلال موسم الشتاء، لم يحدث هذا العام وهو ما تسبب في خسائر تصل الى 85% في أغلب المزارع المنتشره في مصر، متوقعاً ارتفاع سعرة الى ارقام قياسية هذا العام.
يضيف أن شجرة الزيتون ليست كغيرها من الأشجار اذ انها تعد الأكثر حساسية للتقلبات المناخية، وما حدث هذا العام كان أكبر من ان تتحمله فسيولوجياً، اذ انه نتيجة للدفء الذي تكرر في فصل الشتاء حدث عقد مبكر للشجرة تبعه انخفاض في درجة الحرارة تسبب في تساقط الزهرة ومن ثم ضعف شديد في الانتاج، موصياً بالعمل منذ بداية هذا العام على رفع كفاءة الشجرة فسيولوجياً للتأقلم مع تقلبات العام القادم والأعوام القادمة.
خسائر الزيتون هي الأكبر بين أشجار الفاكهة
من جانبه يقول المهندس علاء السنطاوي رئيس مجلس ادارة شركة المستقبل للمخصبات الزراعية، ان التقلبات المناخية كانت حادة هذا العام ولأن أشجار الزيتون هي الأكثر حساسية فأن خسائرها هي الأكبر بين أشجار الفاكهه الصيفية، مؤكداً ان الخسائر ايضا موجودة بنسب مختلفة في المانجو والعنب والتفاح والبرتقال واليوسفي.
تابع ان الخسائر التي تعرض لها المزارعون هذا العام 2021 كبيرة وتحديداً في الزيتون والمانجو لذلك فأن أسعارهم سوف تنعكس على المستهلك بشكل كبير، مطالباً بضرورة الأهتمام بالتوقع المبكر بالتغيرات المناخية، والعمل على دعم ذلك حتى يمكن التأقلم معه زراعياً بأعتبار ان الزراعة هي الأكثر تأثراً بالمناخ من غيرها من القطاعات.
مصر الأولى عالميا في إنتاج الزيتون
ولقي الزيتون مؤخراً اهتماماً كبيراً من قبل المعنيين بالزراعة، وحتلت مصر العام 2020 المركز الأول عالميا في إنتاج زيتون المائدة، وفقا لتقرير المجلس الدولي للزيتون حول الإنتاج العالمي لزيتون المائدة.
وتخطت مصر، دولة إسبانيا في إنتاج الزيتون العام الماضي بمحصول بلغ 690 ألف طن عام 2020، مقارنة بـ497 ألف طن في العام الماضي2020 ، بعد تراجع إسبانيا إلى المركز الثاني بـ500 ألف طن، وذلك بانخفاض 16% عن 580 ألف طن تم إنتاجها في الموسم الأسبق.
يقول الدكتور محمد علي فهيم رئيس مركز تغير المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الاراضي إن المناخ في مصر أصبح متغيراً بوتيرة أسرع من المتوقع كما ان سيادة مناخات "محلية" شديدة التباين هو أمر غريب ولم يكن في الحسبان حينما شرع المزارعون في إنشاء مزارع الزيتون.
أوضح ان الزيتون هو الشجرة الوحيدة التي لها دورات نمو معقدة ومتراكبة ومتشابكة وهي دورة نمو ربيعية وصيفية وخريفية وسكون ظاهري شتوي واستيفاء برودة وكسر طور السكون وبداية موسم نمو وانبثاق براعم زهرية خضرية زهرية وتلقيح وإخصاب وعقد و رغم أنه من أشجار المناطق شبه الجافة ظاهرياً، إلا أن مقتله في المناخ وليس التغذية أو أي عامل آخر.
تابع ان موسم الزيتون يشبه الذي كان في 2018 وتسبب في خسائر كبيرة، فلم تكن ساعات البرودة كافية تبعها ربيع حار بموجات مفاجئة منتصف مارس2021، مما ضرب موسم إكتمال التزهير وبداية العقد في مقتل وبالتالي اصبح المناخ وتقلباته هو المسيطر على إنتاج الموسم، قائلاً أن ما يجب أن يحدث هذا العام وبفترة كافية أن يتم التوقع بما سيحدث من مناخ والمعروف "بالجدوى المناخية الشاملة" وهي تعني بدراسة التاريخ المناخي للمنطقة وحساب قيمة المؤشرات المناخية.