طرق كشف الغش في النباتات الطبية والعطرية
الغش وسيلة تجارية قد يلجأ اليها البعض ممن غاب ضميرهم لزيادة الربح غير المشروع اوقد يكون نتيجة للإهمال فى عمليات الحصاد والجمع والتجفيف والتخزين سواء كانت بقصد او بغير تعمد. الغش التجارى فى الاعشاب الطبيه المتداوله والمصدرة جريمة فى حق الوطن واضرار بصحه المواطن وهى عمليه فى منتهى الخطوره اذ تتسبب فى رفض كثير من الشحنات المصدره وتؤدى الى فقدان الثقه فى عمليه التصدير برمتها ناهيك عن الاضرار الصحيه التى تتسبب عند استهلاكها لدى المرضى علاوه على انخفاض قيمتها العلاجيه
من المعلوم ان الغش فى الاعشاب الطبيه عرف منذ القدم ومن أشهر المؤلفات التى عالجت هذا الموضوع الأقرباذينات العربية القديمه : والأقرباذين كلمة يونانية الأصل جاءت إلى اللغة العربية عن طريق السريانية وهى تعنى الرسالة أو الكتب بالأصل , أما باللغة العربية فتعنى كتاب الأدوية .. وجدير بالذكر إن أول اقرباذين ظهر باللغة العربية فى أواخر القرن التاسع الميلادى . ويدعى مؤلفه سابور بن سهل الكوسج ثم تلاه عدد من المؤلفات حيث لم يرد فى هذه المؤلفات شئ عن فحص الأدوية إلى أن جاء كتاب وضعه طبيب سورى عاش زمن السلطان صلاح الدين الأيوبى ( القرن الثانى عشر ) اسمه عبد الرحمن الشيزرى , وأطلق على كتابه اسم ( نهاية الرتبة فى طب الحسبة ) . وذكر المؤلف أسماء بعض العقاقير التى كانت تتعرض للغش من الطرق المستعملة فى كشف ذلك مثال الافيون والقسط والراوند والزعفران وغيرها. ثم ظهرت بعد ذلك صيدلى مصرى يدعى ( أبو المنى داوود بن ابى النصر ) فوضع كتاباً دعاه منهاج الدكان ودستور الأعيان وهو لا يختلف بموضوعه وترتيبة عن الأقرباذينات السابقة , إلا بشئ واحد وهو أن مؤلفه أضاف له فى آخره بابا ضمته الأمور عن كيفيه الغش فى الاعشاب الطبيه والطرق البسيطه والبدائيه للكشف عنها.
ومن الطرق الشائعه فى الغش ما يلى:
1- اضافه الشوائب: وتنقسم الشوائب الموجودة إلى :
أ- مواد غير عضوية مثل الرمل ومكونات التربة وأجزاء المعادن والزجاج والحديد والأحجار وهى تحسب على اساس نسبة الخلط من المواد التى لا تذوب فى الأحماض وتقدر برماد العينة النباتية
ب- مواد عضوية وهذه إما أن تكون أجزاء نباتية غريبة غير المادة المستعملة أو أجزاء من المادة المستعملة ولكنها لا تستعمل طبياً كزيادة نسبة السيقان أو الأزهار فى أوراق الديجتاليس أو تكون هذه الشوائب غير نباتية مثل الفطر والعفن والحشرات وإفرازات الهوام والفئران .
2- خلط أو إحلال مادة أقل قيمة من الناحية التجارية ولكنها تتشابه مع المادة الأصلية مثل إضافة مسحوق عشب الكمون إلى مسحوق الثمار بزيادة الوزن كذلك إضافة زيت العطر الرخيص إلى زيت الورد غالى الثمن .
3- ضافة مواد صناعية لإظهار مواد رخيصة الثمن تبدو وكأنها مواد غالية الثمن كإضافة مكسبات الطعم واللون والنكهة ( الاسنسات ) كما يحدث عند إضافة مادة البنزالدهيد إلى زيت اللوز المر .
4- إضافة مواد ثقيلة فى الوزن مثل إضافة شمع البرافين إلى زيت الينسون .
5- نزع جزء من المادة الفعالة غالية الثمن من الزيت مثل نزع مادة الكارفون من زيت الكراوية .
**** طريقه الكشف عن طرق الغش فى الاعشاب المتداوله او المصدره
مع توالى التقدم العلمى وطرق الفحص الحديثه امكن التعرف على الغش فى الاعشاب الطبيه المتداوله بكل دقه وسوف نذكر هنا الطرق البسيطه المتداوله التى يستطيع المستهللك او المصدر او التاجر العادى ان يستعملها للكشف عن الغش التجارى فى الاعشاب حيث يتم الكشف عن طرق الغش السابقة بواسطة واحد أو أكثر من الطرق الآتية :
اختبار للصفات الطبيعية مثل الشكل أو الحجم واللون والملمس والمظهر الداخلى والرائحة والمذاق
اجراء الفحوص الميكروسكوبية
عزل الشوائب العضوية ويتم ذلك بإضافة الماء والرج فتطفو المواد العضوية من شعر الهوام واجنحه الحشرات وغيرها على سطح الزيت المعدنى وقد تستخدم أجهزة خاصة لتقدير نسبة الشوائب وذلك باستعمال الضوء المشع والذى ينفذ ثم تقاس شدة الضوء قبل نفاذه فى محلول المادة وشدته بعد النفاذ ثم مقارنته بالمادة النقية
تقدير نسبة الرماد فى المادة النباتية فإذا كانت النسبة عالية دل ذلك على وجود شوائب أو غش وتستخدم فى تحديد الشوائب الغير عضوية حيث يتم تحديد نسبة الرماد الذى لا يذوب
الطرق الكيماوية حيث يكون الكشف مصحوباً ببعض التفاعلات الكيماوية الدالة على وجود مادة الغش فمثلا يكشف عن التنينات بان يتحول لونها إلى الأسود عند اضافة أملاح الحديد أو أزرق مع أملاح النحاس وكذلك النشا يعطى لون أزرق مع اليود كما يكشف عن الماء فى الزيوت بالعين المجردة إذ يظهر الزيت بمظهر غير رائق وعند إضافة واحد سم من محلول ثانى كبريتيد الكربون إلى واحد سم من الزيت يعطى لون غير رائق بسبب وجود الماء كما يمكن تقدير نسبة الماء فى العقاقير النباتية عن طريق التجفيف والوزن ويكشف عن وجود الكحول فى الزيوت الطبيعية بواسطة التقطير على حمام مائى لمدة حوالى ربع ساعة والكشف عن وجود الكحول بالرائحة أو الاشتعال كما يكشف عن الكلوروفورم بواسطة عملية التقطير سالفة الذكر ولكن على درجة حرارة 60 إلى 70 درجة مئوية ويعرف الكلوروفورم برائحته المعروفة اما المواد الدهنية فتوضع نقطة من الزيت الطيار على ورقة ترشيح ثم ملاحظتها فإذا تبخرت هذه النقطة تماما بعد فترة فهذا يدل على أن الزيت غير مخلوط بمواد دهنية إذا بقيت نقطة الزيت على ورقة الترشيح مع ظهور طبقة شفافة دائمة على الورقة فان هذا يدل على وجود مواد دهنية غير متطايرة .
استخدام أجهزة التحاليل الدقيقة مثل الطرق الكروماتوجرافيه والتحليل الطيفى والتحليل الكروماتوجرافى الغازى والسائل .
* استاذ الاعشاب الطبيه بقسم البساتين ..زراعه الازهر – رئيس قسم البساتين الاسبق