الأحد 28 أبريل 2024 مـ 10:45 صـ 19 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الصعود الى الهاوية.. مع ملك الاستنساخ؟

د. قاسم زكي
د. قاسم زكي

للتو (مساء الجمعة 30 يونيو 2023م) انتهيت من مشاهدة الفيلم الوثائقي المثير "ملك الاستنساخ" (King of Clones) والذى اتي بزخم إعلامي كبير على مستوى العالم بمجرد الإعلان عن موعد بثه (23 يونيو 2023م)، وهو من انتاج شبكة نتفليكس (Netflix) العالمية المشهورة، وزمنه ساعة وخمس وعشرون دقيقة. فهو يسرد قصة البروفيسور الكوري الجنوبي دكتور هوانج (Hwang Woo-suk، مواليد 1953 بكوريا الجنوبية) كان رمزا لشعب كوريا الجنوبية، مثلما كان المرحوم العالم الجليل دكتور أحمد زويل بالنسبة لمصر.

الفيلم ناطق باللغة الكورية في اغلب اجزاءه، ومزود بترجمات لعدة لغات بالطبع منها الإنجليزية وأيضا العربية. تستمع كثيرا وانت تشاهد ما يعرضه من معلومات علمية مبسطة عن موضوع الاستنساخ والوراثة والخلايا الجذعية والعلاج الجيني، والحياة والخلق والله.

الاجمل انه يحكي قصة نجاح ذلك العالم ثم سقوطه بالخداع، والمدهش هو انه يرويها بنفسه، وتنتقل بك الكاميرا لاماكن عدة شهدت أنشطة ذلك الباحث وفى عدة دول وعديد من الشهود والمشاركات، مع موسيقى معبرة.

في بداية مشواره وأيضا حاليا سجل هوانج نجاحات عديدة في استنساخ أنواع مختلفة من الحيوانات كالأبقار والكلاب والقطط والماعز والجمال وحتى بعض الحيوانات البرية. لكن كان خطأه القاتل بانه وعد في نهاية التسعينات أنه سيتمكن من تطوير خلايا جذعية لمعالجة أمراض مستعصية وصولا إلى استنساخ البشر. وأصبح هوانج ومن خلال دعم إعلامي وسياسي كبيرين في كوريا أن يصبح رمز قومي. وبدأ في نشر عدة أبحاث حول الخلايا الجذعية البشرية.

في العام 2004 ثارت حوله شائعات تتعلق بممارسات غير مهنية في معمله وقام أحد تلامذته بتقديم وثائق وشهادات لبرنامج تلفزيوني استقصائي كشفت غشا واحتيالا في عمله، ولكن ذلك قوبل بغضب شاسع من الراي العام الكوري الذي دافع عن هوانج واعتبر ما يحدث معه انتقاصا من رمز للقومية الكورية. في النهاية قامت لجنة من جامعة سيئول بالتحقيق وتمكنت من اكتشاف أن هوانج تلاعب بنتائج 9 من أصل 11 سلالة خلايا جذعية قدمها في بحث نشر في مجلة "نيتشر" عام 2005م. تم إيقاف هوانج عن ممارسة البحوث العلمية في كوريا ومعظم دول العالم واغلاق مختبره ساعتها، بل حكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ.

الفيلم يطرح الرواية من خلال هوانج نفسه ومقابلات مع أهم الشخصيات التي كانت موجودة في تلك الدراما الحقيقية، مع مناقشة العلاقة ما بين العلم والأخلاق وما هي الحدود التي ينبغي أن يلتزم بها العلم في الأبحاث وخاصة في مجال التكنولوجيا الحيوية البشرية. يعمل هوانج حاليا في الإمارات العربية المتحدة في مركز متخصص في التكنولوجيا الحيوية والاستنساخ (أبو ظبي)، بل نجح في استنساخ 11 جملا مميزا لسباقات الهجن. ويعترف بخطاه الكبير واعتذر للشعب الكوري الذي صدم كثيرا في رمزه الوطني وخاصة المرضى الذين تعلقوا بآمال الشفاء من الامراض المستعصية.

انه فيلم جدير بالمشاهدة للجميع: Watch King of Clones | Netflix Official Site

لمن يرغب في معلومات تفصيلية عن الاستنساخ:
https://youtu.be/1iRzrNIQXEE

* أستاذ الوراثة بكلية الزراعة، جامعة المنيا؛

ورئيس اللجنة الوطنية للعلوم الوراثية، أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، القاهرة.