السبت 27 أبريل 2024 مـ 08:30 مـ 18 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

وعادت مشاكل انقطاع المياه في الترع

عادت مشاكل نقص المياه وانقطاعها في الترع خلال موسم الزراعة الصيفي من جديد، وفي أوقات تمر فيها تلك المحاصيل بمرحلة في غاية الحساسية، وخاصة الذرة والقطن وعباد الشمس وفول الصويا، الذين دخلوا في مرحلة التزهير ثم النضج، ما يدفعنا للتساؤل حول ماذا حدث لتكرار تلك الأزمات هذا العام من جديد خاصة وأن الرابط بينها جميعاً هو عدم تطهير تلك الترع والمساقي.

بوادر أزمة نقص المياه بدأت مبكراً عندما ضربت محافظة السويس في شهر مارس الماضي أزمة انقطاع المياه وأستمرت لعدة ايام، ولم يتم استيعاب الدرس، بعدها في شهر يونيه ضربت محافظة بورسعيد أزمة كبرى من انقطاع المياه استمرت مدة خمسة أيام أخرى، وتزامن مع الأزمة موجة من ارتفاع درجات الحرارة، أدت إلى حالة غضب بين المزارعين والمواطنين، أتضح بعدها أن وزارة الموارد المائية والري لم تقم باللازم لتطهير ترعة بورسعيد.

خلال الأسبوع الماضي عانت عدة قرى بمحافظة البحيرة من انقطاع تام للمياه في قرى المحمودية ورشيد والرحمانية والتي اتضح بعدها أنه لم يتم تطهير الترع لها كما كان يحدث كل عام، وفي محافظة بني سويف أشتكى أهالى قرى أبوسليم والشناوية والرياض والزيتون من عدم وصول مياه الرى إلى أراضيهم وأرسلوا شكاوى إلى الدكتور محمد هانى غنيم محافظ بنى سويف، وعلى الفور طلب المحافظ من وكيل وزارة الرى التدخل لحل مشاكل المزارعين.

الشهر الماضي عانت أيضا محافظة بورسعيد من انقطاع للمياه لمدة بلغت اربعة أيام، ورغم حل المشكلة إلا أن تكرار الأزمة لم يدفع المسئولين في وزارة الري لاصدار بيان يوضح للأهالي سبب الانقطاع المتكرر للمياه في المحافظة.

لا يخفى على أحد مدى الخبرة التي تتمتع بها مدرسة الري المصرية العريقة في إدارة المياه، لكن هذا العام تحديداً ارتفاع شكاوى المياه ينذر بأن هناك خللاً ما في المنظومة التي تحدت الصعب خلال الأعوام الماضية وتمكنت من تنفيذ استراتيجية وسباق الزمن لحل أزمات المياه المحتملة في المستقبل، والتي لم تكن لتحدث لولا رؤية واضحه من القيادة السياسية للاستفادة من كل نقطة مياه من خلال أربع مشروعات كبرى تم تنفيذهم منذ عام 2014 وحتى الآن تستمر الدولة المصرية في تنفيذها.

المشروع الاول كان معالجة مياه مصرف بحر البقر بتكلفة مليار دولار والذي وفر 5.6 مليون متر مكعب يومياً اي ٢ مليار متر مكعب من المياه سنويا والذي يساهم فى استصلاح 400 الف فدان بسيناء، أما المشروع الثانى فهو معالجة مياه الصرف بمنطقة الحمام و الذي يوفر 6 مليون متر مكعب يومياً أى 2.2 مليار متر مكعب من المياه سنويا ويساهم فى استصلاح 500 الف فدان غرب الدلتا، أما المشروع الثالث فهو محطة المحسمة الذي فاز بمشروع العالم من مجلة enr الامريكية بتكلفة 15 مليار جنيه والذي وفر مليون متر مكعب يومياً وساهم فى زراعة 60 الف فدان بسيناء.

يبقى المشروع الأهم هو «تبطين الترع» والذي آثار بعض من القائمين على وزارة الري جدلاً غير مبرر حول جدواه، وهو المشروع الذي بلغت تكلفته 18 مليار جنيه فى المرحلة الاولى، ولولا البدء فيه لتفاقمت مشاكل الري سالفة الذكر اضعافاً مضاعفة، حيث وفر المشروع أكثر من 5 مليار متر مكعب من المياه المهدرة وحسن البيئة وجودة الحياة، واشاد به الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء في أكثر من مناسبة، ولا يخفى على أحد أن جميع تلك المشروعات وفرت ما يقرب من 10 مليار متر مكعب سنوياً أي نحو 20% من حصة مصر السنوية من نهر النيل.

موضوعات متعلقة