خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي
الرئيس السيسي: الصعاب الحالية إلى زوال قريب بإذن الله
الثمانى سنوات الأخيرة من العمل التنموى المكثف غير المسبوق أثمرت صلابة وصمودا ومرونة كبيرة
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، كلمة خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف توجه فيها بالتهنئة، للشعب مصر العظيم.. ولجميع الشعوب العربية والإسلامية، داعيا الله "عز وجل".. أن يعيد هذه الذكرى المباركة بالخير والسلام على مصر، والإنسانية بأسرها.
اكد الرئيس السيسي ان سيرة حياة الرسول الكريم، معين لا ينضب من الدروس والعبر و منها نستلهم قيم الأمانة والصدق والإخلاص والرحمة ومنها نتعلم فضيلة الصبر على المشاق الجسيمة وفى ثناياها وأحداثها، ونرى كيف تعمل أقدار الله، وكيف يثابر المؤمنون على إيمانهم يرعونه بالعمل والإحسان حتى يأتى نصر الله القريب، للمخلصين من عباده.
قال إن فى سيرة حياة نبى الرحمة والهدى قيما مجردة عابرة للزمان والمكان لعل من بينها الثبات على الحق وعلى الإيمان خاصة فى الأوقات الصعبة، فكم من اختبارات قاسية، تـعـيـن على رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، اجتيازها وكم من محن وشدائد هائلة تعرض لها النبى الكريم وتعرضت لها الرسالة المحمدية وكم كان الثبات فى وجه تلك العواصف الهوجاء، عظيما وشامخا بإيمان لا يتزعزع فى نصرة الله وعمل مستمر لا يعرف للتواكل طريقا.
أضاف أن احتفالنا هذا العام بالمولد النبوى المبارك.. بينما يمر العالم بظروف دقيقة.. تعيد إلى الأذهان، ذكريات من التوتر والقلق والاضطراب.. لم تحدث منذ عقود طويلة، فما بين الكارثة الصحية التى تسببت فيها جائحة "كورونا".. وتداعياتها الاقتصادية عميقة الأثر.. الناجمة عن توقف عمليــــــة الإنتــــــاج فــــــى كبـــــرى دول العالــــــم، وما أعقب ذلك من موجة ارتفاع أسعار عالمية تسببت الأزمة الروسية الأوكرانية فى تفاقمها بشدة مما دفع الدول الكبرى، لرفع أسعار الفائدة على نحو غير مسبوق أملا فى احتواء التضخم.. وهو ما استدعى نزوحا كثيفا، لرؤوس الأموال من الدول النامية، إلى الدول الغنية ومن هنا جاءت أزمة النقد الأجنبى، التى يمر بها اقتصادنا، والعديد من الاقتصادات الناشئة.
تابع قائلا والحق أقول لكم إن عاصفة طاغية كتلك كانت كفيلة فى الظروف العادية باقتلاع اقتصادنا بشكل كلى والعصف بالكثير من مكتسبات الشعب المصرى وأن الثمانى سنوات الأخيرة من العمل التنموى المكثف غير المسبوق فى حجمه ونطاقه وسرعته قد أثمرت صلابة وصمودا ومرونة كبيرة،
لدى اقتصادنا القومى بما يدفعنا إلى اليقين.. بأن الصعاب الحالية إلى زوال قريب بإذن الله، لاسيما أننا نبذل أقصى ما فى الجهد والطاقة للتخفيف من آثارها على أبناء شعبنا، مع الحفاظ فى ذات الوقت.. على قوة الدفع اللازمة، لاستكمال مشروعات التنمية ونمو الاقتصاد، بما يحافظ على معدلات التشغيل المرتفعة ويضمن قدرة الدولة على حماية الأمن الغذائى وأمن الطاقة للمواطنين رغم الظروف العالمية الصعبة فى هذين المجالين.
اكد إن مسيرة حياة النبى الكريم.. تؤكد لكل ذى بصيرة أن العسر يصاحبه اليسر، وأن الله مع الصابرين الذين يعملون صالحا ابتغاء مرضاة الله، وتحقيق مصالح الناس وإننا، إذ نسعى إلى الخير والرشاد والصالح العام.. نثق فى الله سبحانه وتعالى وفى قدرة شعبنا الصامد الأبى على اجتياز الصعاب مهما كانت وتحويل الأحلام إلى حقيقة، وصنع المستقبل المزدهر الآمن.