الأرض
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 08:21 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

بعد اختفاء الهياكل .. عروض خاصة على رؤوس الفراخ

الجيزة

لم يخلُ محل بيع دواجن حية قبل نحو عامين من حاجزي هياكل الدواجن، من الطبقة تحت الفقيرة في مصر، كونها كانت تؤمّن لهم "ريحة الزفر" في ماء يغلي، فيتعشم الصغار بأن "في البيت ديك يحميهم من الجوع"، ولتتحول المياه المغلية إلى "شوربة"، تعرف طريقها إلى "حلة المحشي"، أو "دقية" البامية، أو الملوخية، وهي أكلات المصريين التي لا غنى عنها.

اختفاء هياكل الدواجن

اختفت الهياكل من محلات البيع في الأزقة والحارات الشعبية، لأن هناك تجار عرفوا قيمتها الأخيرة، بعد أن ارتفعت أسعار "الكفتة" والـ "برجر" المصنّعة من لحوم الدواجن، فبدأ يتم حجزها بالتعاقد على دفعتين سنويا، كل دفعة ستة أشهر، مع الدفع مقدما، وبالتالي لم يجد مربو الحيوانات الأليفة أيضا نصيب كلابهم وقططهم من الهياكل.

هبط مربو الكلاب والقطط السمان متنازلين ومجبرين على سلم شراء "المصارين"، ثم إذا وجدوا زبونا تعفف عن حقه في رؤوس الفراخ، اشتروها أيضا لتكون من نصيب الحيوانات الأليفة التي لها الحق أيضا في الحياة الكريمة والطعام النظيف، بروتينا سائغا هنيئا، وليس من "خِشاش الأرض" فقط.

عروض خاصة على رؤوس الفراخ

لقطة لطبق رؤوس فراخ في عرض خاص محدد المدة بسعر 20 جنيها للكيلو

لكن الرياح العاتية عصفت بحق الحيوانات الأليفة أيضا في رؤوس الفراخ، وبدا أن "الفرارجية" أجبروا زبائهم على تركها بالقوة، ليجمعوها في أطباق نظيفة، ثم يعرضونها للبيع، للآكلين من البشر الذين عزت عليهم وجبة الهياكل، ثم انعدمت أمامهم فرصة النظر إلى "فرخة" كاملة، أو مجزأة، مشوية، أو مسلوقة، أو محمرة، وبالتالي انعدام فرصة عزومة الإبنة المتزوجة على "فرخة" محمرة محشية على طبلية الوالد، ولو مرة في المواسم.

تقلصت فرص الحيوانات الأليفة للأسف، لتقف عند حدود المصارين والدم المتجلط، وباقي الأحشاء من الالتصاقات الدهنية الحشوية، والمتخثرات التي تختزنها فجوات العظام، حتى يتوقع الآدميين خروج جماعات الرفق بالحيوان بحملات "سوشيلية" لترك حق الكلاب والقطط في الرؤوس المنسية من الزبائن "المستورين" القادرين حاليا على شراء الدجاجة كاملة، مع أخذ احتياطات إخفائها عن أنظار المارة، احتراما وشفقة ببطونهم الخاوية، ونفوسهم التواقة للنظر إلى "الفرخة الكاملة".

أعجب ما في عروض بيع رؤوس الفراخ، حالة المصداقية التي لازمت ضمائر أصحابها، حين يعلنون على طبق التعبئة الفاخر، أنها "رؤوس فراخ بمنقارها"، ويقدمون العروض عليها، لتجد عنصر التشويق كالعادة: عرض لفترة محدودة .. وبـ 20 جنيها للكيلو".

رحماك ربي