هل البن صالح للزراعة في مصر؟.. أستاذ زراعة يكشف الحقيقة

كشف الدكتور نادر نور الدين أستاذ الأراضي والمياه بجامعة القاهرة عن جدوى زراعة البن في مصر بعدما أعلن مركز البحوث الزراعية عن نجاح تجربة زراته في إحدى المزارع البحثية في محافظة القليوبية الأمر الذي أثار ردود أفعال واسعة.

أوضح نور الدين أن البن والشاي والكاكاو ونخيل الزيت والمكسرات من الأشجار التي تحتاج إلى مناخ أستوائي لا تزيد فيه الحرارة عن 30 درجة مئوية وأمطار صيفية، بل أن البن والشاي تحتاج لأكثر من ذلك كونهما لا ينموا جيدًا إلا في المرتفعات والهضاب وقمم الجبال في المناخ الصيفي المطير.

أضاف أن الله خلق الكون في تناسق فهناك حاصلات المناطق الباردة وحاصلات المناطق المدارية وحاصلات المناطق الاستوائية، حتى يكون هناك تعاون بين البشر في مختلف هذه المناطق، بل أنه من المهم في المحصول هو الكمية والنوعية ولذلك تجد البن الكولومبي هو الأغلي يلية اليمنى والبرازيلي والاثيوبي وبن بروندى ورواندا وكذلك الشاي فهناك فرق في النكهة بين شاي سيرالينكا والشاي الهندي والشاي الكيني.

لفت إلى أن القول بأن تغيرات المناخ جعلت مناخ مصر استوائي فهذا عدم فهم للمناخ الاستوائي الذي يظن البعض أنه مناخ شديد الحرارة وهذا خطأ فالمناخ الاستوائي لا تزيد درجة الحرارة فيه عن ٣٠ درجة مئوية طوال العام كما وأن الأمطار المستديمة أو الموسمية تلطف من الأحساس بهذه الدرجة للحرارة وبالتالي تكون واقعيًا أقل من ذلك، وبالتالي فإن تغير المناخ لن يجعل درجة حرارة مصر أقل من ٣٠ درجة طوال العام ولن يعطينا امطارا صيفية ولن يحول اراضينا إلي جبال ومرتفعات وهضاب ونسيم عليل لأن اسمه احترار عالمي اي ارتفاع درجات الحرارة.

تابع أنه في وقت سابق تحمس البعض وجربوا زراعة الشاي في محافظة الفيوم ونما بنجاح وأعطي محصولًا ولكن أعطى طعمًا ليس له علاقة بطعم الشاي وما يحدث الان من متاجرة بنجاح زراعات البن في مصر في الاسماعيلية لا يقوم على اساس علمي فليس لدينا مرتفعات وهضاب ولا مناخ استوائي ولا أمطارا صيفية ولا حرارة أقل من ٣٠ درجة اغلب فترات العام، وسيكرر تجربة الفيوم مع الشاي ويعطى محصولًا ليس له علاقة بطعم البن أو النسكافيه أو الاسبرسو.

أكد أن لكل مناخ زراعاته وعلى سبيل المثال في مصر نزرع الأرز شمالًا وليس جنوبًا ونزرع القصب جنوبًا وليس شمالًا ونزرع البلح الأحمر والأصفر شمالًا والبلح الجاف ونصف الجاف جنوبا.