الذبح عادة مصرية قبل الاسلام.. والفتة والرقاق ضيوف الأسر المصرية اول ايام عيد الأضحى
عيد الأضحى أو كما يطلق عليه المصريين منذ قديم الأزل"العيد الكبير"، ترتبط أيامه بالذبح والأكل بشكل دائم ، كما أن الأضاحي في مصر القديمة كانت مهمة جدا وتقدم على قرابين المعبودات والأفراد، بالإضافة إلى أن المعابد في مصر القديمة كان لها دور إقتصادي كبير جدآ، مثل توزيع الأضاحي على الفقراء، وبالتالي فإنها كانت تساهم في التكافل الإجتماعي بين الفقراء والأغنياء، وكان يتم بشكل عادي جداً دون طقوس، وبخاصة أنه كان مرتبطاً بالأعياد.
ويمثل عيد الأضحى مناسبة دينية وإجتماعية، فيها تختلط الأجواء الإيمانية بالتقاليد الثقافية مع العادات الموروثة، ونجد أيضاً بها مثال للوحدة الوطنية حيث يشارك الإحتفال بالاعياد كافة الطوائف في مشهد لم نجده سوي في مصر
ويعد من أبرز طقوس الشعب المصري للاحتفال بعيد الأضحى هي أطباق اللحم التي لا تغيب عن مائدة اي أسرة، بينها أطباق قادمة من التاريخ العريق القديم في صباح أول أيام وهو الفتة والرقاق، وكذلك تلطيخ الأكفّ بالدماء الأضحية وطبعها على الجدران والسيارات، اعتقاداً أنها تحمى من الحسد وتفدي السيارة وأصحاب المنزل من سوء القدر، وأيضاً زيارة الأقارب والأصدقاء عقب صلاة العيد، وهذا يظهر في ريف مصر وصعيده (جنوباً) بشكل خاص، العيدية وهي من العادات المعروفة في مصر، كما اعتادت النساء المصريات الإستعداد للعيد من خلال أنواع مميزة من التسالي التي تقدَّم للضيوف، مثل نقع الترمس الجاف في الملح والماء المغلي، ثم تصفيته وتقديمه.
ومن أشهر ما تتميز به عادات المصرين هو تتبُّع دماء الأضاحي حيث يتجمع الفقراء والمحتاجون أمام منازل اشتُهرت في أوساطهم بأنها اعتادت ذبح الأضاحي بشكل منتظم كل عيد أضحى، ويتجمع هؤلاء في وقت مبكر؛ لنيل لحوم تلك الأضاحي.
أما في القرى، فإن صاحب الأضحية يقوم بتقطيعها إلى كميات صغيرة "كيلو" أو أكثر بحسب عدد أفراد عائلات الفقراء الذين يعرفهم ويعتزم توزيع الأضاحي عليهم، ويكتب على كيس من اللحم اسم العائلة التي سيقدم إليها، وينتشر أطفال وشباب عائلة المضحي بين جنبات القرية؛ ليوزعوا لحوم الأضاحي على فقرائها في منازلهم يداً بيد مع التهنئة وتأكيد التعارف.