الأرض
الخميس 14 نوفمبر 2024 مـ 06:04 صـ 13 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

أسواق الحبوب العالمية تترقب نتائج فوز ترمب.. كيف ستتغير خريطة التجارة الزراعية؟

تأثرت بورصة الحبوب العالمية بشكل كبير بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، إذ تُعتبر السياسات الاقتصادية للولايات المتحدة، وخاصة تلك المتعلقة بالتجارة الدولية والضرائب والرسوم الجمركية، من أبرز المؤثرات على الأسواق العالمية للحبوب.

تأثيرات فوز ترامب على بورصة الحبوب العالمية:
التجارة الدولية والاتفاقيات التجارية: مع توجهات ترامب السياسية التي تركز على مصلحة الولايات المتحدة أولاً، قد تراجع اهتمامه بالالتزامات التقليدية للولايات المتحدة في اتفاقيات التجارة الحرة، مثل اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ (TPP) واتفاقية نافتا، مما أثر على التجارة الدولية وأدى إلى حالة من التذبذب في أسواق الحبوب. على سبيل المثال، قد يؤدي هذا إلى فرض رسوم جمركية جديدة على واردات الحبوب من الولايات المتحدة، وهو ما يُحدث اضطرابًا في الأسواق ويدفع الدول المستوردة للبحث عن مصادر بديلة.
السياسات الزراعية والدعم الحكومي: تتجه إدارة ترامب إلى تقديم دعم للمزارعين الأميركيين من خلال سياسات اقتصادية تحفز الإنتاج الزراعي الداخلي، وهو ما يؤدي إلى زيادة المعروض في السوق المحلي.
ومع زيادة الإنتاج المحلي وانخفاض الأسعار في الولايات المتحدة، قد تزداد المنافسة في الأسواق الدولية، حيث يبحث المنتجون الأميركيون عن منافذ للتصدير، مما قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار العالمية لبعض أنواع الحبوب مثل القمح والذرة.
التقلبات في أسعار العملات: عادةً ما يؤدي انتخاب رئيس جديد، خصوصاً إذا كان لديه توجهات غير تقليدية في السياسة والاقتصاد، إلى تقلبات كبيرة في أسعار العملات.
ومنذ فوز ترامب، تأثر الدولار الأميركي، ما انعكس على سعر صرفه أمام العملات الأخرى، مثل اليورو والين. هذا التقلب في قيمة الدولار له تأثير مباشر على أسواق الحبوب العالمية، حيث يتم تسعير معظم السلع الأساسية بالدولار الأميركي. فإذا ارتفع الدولار، قد تصبح الحبوب الأميركية أقل تنافسية، مما قد يتيح فرصة أكبر للمصدرين الآخرين، والعكس صحيح.
التوترات السياسية والاقتصادية العالمية: يشتهر ترامب بمواقفه الحادة تجاه بعض الدول والشركاء التجاريين، وقد تؤدي سياساته الصارمة إلى توترات سياسية مع بعض القوى الاقتصادية الأخرى، خاصة الصين والاتحاد الأوروبي. مثل هذه التوترات يمكن أن تؤدي إلى حروب تجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى، وهو ما قد يؤثر على إمدادات وتجارة الحبوب في العالم. فعلى سبيل المثال، قد تلجأ الصين إلى تقليل اعتمادها على الحبوب الأميركية والبحث عن مصادر بديلة، مما يسبب تحولات كبيرة في مسار تجارة الحبوب الدولية.

التوقعات المستقبلية:
يتوقع أن تستمر تأثيرات سياسات ترامب على أسواق الحبوب العالمية، حيث أن كل من السياسات الزراعية، التوترات التجارية، والتقلبات في سعر الدولار ستلعب دوراً رئيسياً في تحديد توجهات الأسعار. وسيبقى على الدول المستوردة والمصدرة أن تتابع عن كثب أي تطورات سياسية واقتصادية صادرة عن إدارة ترامب لضمان استقرار الأسواق وضمان إمداداتها الغذائية.
في المجمل، يمكن القول إن بورصة الحبوب العالمية ستظل في حالة من الترقب والحذر إزاء سياسات الرئيس ترامب، ومع ازدياد التحولات في التجارة الدولية قد يتزايد البحث عن تنويع الشراكات التجارية والبحث عن مصادر أخرى للحبوب لضمان الاستقرار وتقليل التأثر بتقلبات السياسات الأميركية.