الأرض
الأربعاء 23 أبريل 2025 مـ 09:14 صـ 25 شوال 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الأفوكادو الكيني يواجه تحديات لوجستية في طريقه إلى أوروبا رغم الطلب القوي

الأفوكادو الكيني
الأفوكادو الكيني

مع انتهاء موسم الأفوكادو في دول حوض البحر الأبيض المتوسط مثل المغرب وإسبانيا، بدأ الطلب الأوروبي يتجه نحو أصناف الصيف، وعلى رأسها الأفوكادو الكيني.

وعلى الرغم من الجودة العالية والإقبال المتزايد، إلا أن المنتج الكيني يواجه صعوبات لوجستية تهدد قدرته التنافسية في السوق الأوروبية.


الفرصة متاحة... ولكن التحديات كبيرة

قال بول كيالو، الرئيس التنفيذي لشركة كونزا تروبيكالز، إن السوق الأوروبي يُظهر اهتمامًا متزايدًا بالأفوكادو الكيني، خاصةً في مرحلة الانتقال الموسمي.

وأوضح: "شهدنا مؤخرًا ارتفاعًا في الأسعار والطلب على أفوكادو كينيا، لكن التحديات اللوجستية حالت دون الاستفادة الكاملة من هذه الفرصة".


أزمة البحر الأحمر تطيل زمن الشحن
تُعد الأزمة الجارية في البحر الأحمر من أبرز العقبات أمام الشحن البحري، حيث تم تحويل معظم السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح، ما أدى إلى إطالة مدة الشحن إلى أكثر من 32 يومًا. وفي حين يُمثّل الشحن الجوي بديلًا ممكنًا، إلا أن ارتفاع التكاليف والتزام تجار التجزئة الأوروبيين بالحد من الانبعاثات الكربونية يقللان من جدواه.


وأضاف كيالو: "أسعار الشحن الجوي ارتفعت بشكل كبير بسبب الطلب المرتفع على صادرات الزهور والخضراوات، مما صعّب على مصدّري الأفوكادو تأمين شحنات جوية مجدية اقتصاديًا".


انخفاض في أحجام الصادرات... ونمو في قطاع المعالجة


أدى هذا الواقع إلى تراجع حجم الصادرات الكينية إلى أوروبا، ودفع بعض المصدّرين إلى تعليق شحناتهم مؤقتًا. في المقابل، اتجهت الصناعة نحو تنويع مصادر الدخل من خلال زيادة الاستثمارات في المعالجة، لاسيما في إنتاج زيت الأفوكادو الخام.
وقال كيالو إن العام الماضي شهد إنشاء ما لا يقل عن 10 منشآت جديدة لاستخراج زيت الأفوكادو، ليرتفع عدد المعالجين إلى حوالي 30 مصنعًا على مستوى البلاد، مما يعزز مرونة القطاع في مواجهة تقلبات الأسواق.


منافسة شرسة بسبب تأخر الشحنات
أشار كيالو إلى أن تأخر وصول الشحنات الكينية يضعها في منافسة مباشرة مع منتجات بيرو وجنوب أفريقيا، التي تبدأ موسمها في نفس توقيت وصول الأفوكادو الكيني إلى أوروبا، كما ساهم تمديد موسم الحصاد في دول مثل المغرب وإسبانيا في زيادة الضغط على السوق، ما يُنذر بانخفاض محتمل في الأسعار.


جودة عالية وثقة أوروبية


رغم هذه التحديات، أكد كيالو أن الأفوكادو الكيني لا يزال يتمتع بسمعة قوية في الأسواق الأوروبية، خاصة في بداية الموسم. وأشار إلى أن الفاكهة الكينية هذا العام تتميز بمحتوى مرتفع من المادة الجافة، وجودة داخلية ممتازة، وتنوع في الأحجام يلبي تطلعات المشترين الأوروبيين.


وأضاف أن المشترين يُفضلون المنتجات المعتمدة والقابلة للتتبع والمُعالجة بعناية بعد الحصاد، وهو ما يمنح كينيا أفضلية نسبية، حتى في الأسواق المزدحمة.


نظرة مستقبلية متفائلة بحذر


اختتم كيالو حديثه بنبرة إيجابية، قائلاً: "رغم التحديات، نحن متفائلون بحذر. نأمل أن تؤدي الجهود الدولية لحل أزمة البحر الأحمر، إلى جانب الطلب العالمي المتزايد على الأفوكادو الطازج والمُصنّع، إلى استقرار السوق تدريجيًا خلال الأشهر القادمة".