الأرض
السبت 24 مايو 2025 مـ 12:41 صـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

أسعار المكاديميا ترتفع في كينيا وسط استغلال وسطاء وتحديات زراعية

المكاديميا
المكاديميا

يشهد قطاع المكاديميا في كينيا تحسنا ملحوظا في الأسعار، حيث ارتفع سعر الكيلوجرام الى نحو 0.15 دولار أمريكي، ما يمنح المزارعين فرصة لاعادة الاستثمار في بساتينهم، كما حدث في قطاعات تصدير اخرى مثل الافوكادو.


ورغم هذا الانتعاش، لا تزال منظومة التسويق خاضعة لهيمنة الوسطاء، الذين لا ينقل عدد كبير منهم فوائد هذا الارتفاع الى المزارعين، بالرغم من تصاعد المنافسة بين المصانع.


القطاع يواجه تحديات كبيرة على مستوى الحقول، اذ تسببت الادارة السيئة للبساتين في خسارة نحو 25 بالمئة من المحصول، بينما تم رفض 25 بالمئة اخرى نتيجة الحصاد المبكر.

ويجبر الضغط المالي العديد من المزارعين على بيع مكسرات غير ناضجة، وهي ظاهرة زادت حدتها بسبب ضعف تطبيق لوائح الحصاد.


بعض المشترين بدأوا باستخدام تقنيات حديثة مثل الليزر لتحديد نضج المكسرات، ما يساعد على رفض المنتجات غير الجاهزة.

لكن رغم ذلك، غالبا ما يتم خلط المكسرات الناضجة بغير الناضجة، مما يساهم في انتشار منتجات منخفضة الجودة. وقد ادى ذلك الى تراجع سمعة كينيا في الاسواق الخارجية، بل ودفع بعض المشترين في اوروبا الى حظر واردات المكاديميا الكينية.


غياب التعاونيات الزراعية الفعالة وهيمنة السماسرة يهددان بعرقلة تعافي القطاع. فرغم تحديد الحكومة سعرا ادنى للبيع عند بوابة المزرعة، يتحكم الوسطاء في السعر الفعلي الذي يحصل عليه المزارع.

بعضهم يتقيد بهامش ربح مقبول لا يتجاوز 0.07 دولار للكيلوجرام، لكن اخرين يدفعون مبالغ اقل من السعر الرسمي، مستغلين حاجة المزارعين للنقد وسوء قدرتهم على التفاوض، مما يؤدي الى تفكك في سلسلة القيمة واستحواذ الوسطاء على الحصة الاكبر من العائدات.
كما ظهرت شكاوى من التلاعب بموازين الوزن، ما يبرز اهمية التأكد من معايرة هذه الاجهزة واعتمادها لضمان شفافية المعاملات.
ورغم ان هناك اصلاحات جارية في قطاع المكاديميا، الا ان الحاجة لا تزال قائمة لاتخاذ خطوات اضافية. تشمل الاولويات تدريب المزارعين، وتوفير الدعم المالي، وتعزيز شفافية السوق، وتنظيم نشاط السماسرة. ويُتوقع ان يسهم دعم جمعيات المزارعين في تحسين موقعهم التفاوضي وتحقيق قدر اكبر من العدالة في توزيع العوائد.