الأرض
الثلاثاء 8 يوليو 2025 مـ 03:14 صـ 12 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

مصر تتحرر من القمح المستورد بخطة استراتيجية.. تفاصيل

القمح المستورد
القمح المستورد

وسط تحديات الأمن الغذائي العالمي، نجحت الدولة المصرية في اتخاذ خطوات فعّالة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، بفضل رؤية استراتيجية واضحة يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتطبيق حزمة من الإجراءات المتكاملة التي امتدت من الحقل إلى الرغيف.

وأكد الدكتور صبحي عبدالدايم، رئيس قسم بحوث القمح بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن التطوير الذي شهدته منظومة المخابز ورغيف العيش المدعم كان له أثر مباشر في خفض متوسط استهلاك الفرد من القمح من 200 إلى 160 كيلوغرامًا سنويًا. هذا الانخفاض لم يكن ناتجًا عن تقليل الكمية، بل عن تحسين الجودة وتقليل الهدر والفاقد في مراحل النقل والتخزين والإنتاج.

البنية التحتية الزراعية.. من الصوامع إلى محطات المعالجة

وأضاف عبدالدايم أن الدولة أولت اهتمامًا بالغًا بتطوير البنية التحتية الزراعية، حيث شهدت منظومة تخزين الحبوب طفرة نوعية من خلال إنشاء صوامع حديثة بديلة عن الشون التقليدية، ما ساعد في الحفاظ على المحصول وتقليل الفاقد بشكل ملموس. كذلك، ساهمت مشروعات تحديث وتبطين الترع والمصارف، إلى جانب محطات معالجة مياه الصرف الزراعي مثل محطتي بحر البقر والحمام، في تعظيم الاستفادة من الموارد المائية، ما انعكس بشكل إيجابي على خطط التوسع الزراعي.

توسّع غير مسبوق في الرقعة الزراعية

وفي خطوة تعد من أبرز إنجازات الدولة، كشف رئيس بحوث القمح عن توسّع الرقعة الزراعية لتصل إلى نحو 9.7 مليون فدان، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الزراعة المصرية.

وأوضح أن هذه المساحة تتضمن أكثر من 3.1 مليون فدان منزرعة بالقمح فقط، وسط توقعات بإنتاج يصل إلى 10 ملايين طن خلال الموسم الحالي.

الأصناف الجديدة للقمح... سلاح مصر في مواجهة التحديات المناخية

وفي ظل التحولات المناخية القاسية التي يواجهها العالم، عملت مراكز البحوث الزراعية على استنباط أصناف جديدة من القمح، تتميز بقدرتها على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، ومقاومة الأمراض والآفات، بل والقدرة على الزراعة في الأراضي الملحية والجيرية والرملية. هذه الأصناف أصبحت قادرة على التكيف مع الظروف المناخية القاسية، ما يعزز فرص نجاحها في مناطق جديدة مثل سيناء والساحل الشمالي الغربي.

تقنيات حديثة لترشيد المياه وزيادة الإنتاج

وأشار الدكتور عبدالدايم إلى أن من أبرز التقنيات التي أدخلتها الوزارة هي الزراعة على المصاطب، التي تسهم في خفض استهلاك المياه، بالإضافة إلى الاعتماد على أصناف مبكرة النضج وقليلة الاحتياج المائي. هذه الخطوة تدعم جهود الدولة في زيادة الإنتاج دون استنزاف الموارد المائية، وهو تحدٍّ أساسي في ظل ثبات حصة مصر من مياه النيل.

مشروعات زراعية واعدة تغيّر خريطة الأمن الغذائي

ولفت إلى أن التوسع الزراعي شمل مشروعات ضخمة مثل مشروع مستقبل مصر، ومشروعات الوادي الجديد، الفرافرة، توشكى، وغرب المنيا، مؤكدًا أن هذه المناطق باتت تُزرع فعليًا بمحصول القمح، بما يعزز التوجه نحو تقليل الفجوة الاستيرادية وتحقيق الاكتفاء الذاتي على المدى القريب.