الكاكاو يواجه أزمة في غرب أفريقيا.. تراجع متوقع في الإنتاج بنسبة 10%

تستعد القارة الأفريقية، وتحديدا منطقة غرب أفريقيا، لموسم صعب جديد في إنتاج الكاكاو، إذ تشير التقديرات إلى انخفاض مرتقب بنسبة 10% في الموسم 2025/2026، الذي يبدأ في أكتوبر المقبل. ويأتي هذا الانخفاض بعد موسمين متتاليين من الحصاد الضعيف، في وقت تواجه فيه الأسواق العالمية شحا متزايدا في إمدادات الكاكاو، أحد أبرز السلع الزراعية في العالم.
وأكدت مصادر من خمسة منتجين وستة مصدرين، أن هذا التراجع يخالف التوقعات السابقة التي صدرت في مايو ويونيو والتي رجحت آنذاك زيادة في الإنتاج بنحو 5%. وتشير هذه التقديرات المتشائمة إلى أزمة تتفاقم في سلسلة إنتاج الكاكاو العالمية، وسط ظروف مناخية غير مواتية وانتشار أمراض تهدد المحصول.
وتعد دول مثل ساحل العاج وغانا ونيجيريا والكاميرون المنتجين الرئيسيين، وتسهم مجتمعة بأكثر من ثلثي إنتاج الكاكاو العالمي. لكن البيانات الميدانية تظهر صورة قاتمة. ففي ساحل العاج، التي كانت تنتج أكثر من مليوني طن سنويا قبل خمس سنوات، من المتوقع ألا يتجاوز إنتاج هذا الموسم 1.6 مليون طن.
وأشار مزارعون في البلاد إلى ارتفاع معدلات "موت الأزهار"، وهي ظاهرة تعيق تكون ثمار الكاكاو، بنسبة تتراوح بين 15 و20% عن توقعات مايو الماضي، ومن المرجح أن تبقى مرتفعة حتى نهاية الموسم. وتعكس هذه المعطيات ضعفا متزايدا في دورة الإنتاج، رغم الجهود الرامية لتحسين إدارة المحاصيل ومكافحة الآفات.
وبحسب بيانات منظمة الكاكاو الدولية، سجل الإنتاج العالمي لموسم 2023/2024 أسوأ حصيلة منذ ثماني سنوات، إذ بلغ 4.37 مليون طن فقط، مقابل 4.49 مليون طن في التقديرات الأولية، وبتراجع بلغ 12.9% عن الموسم السابق.
هذا التراجع في العرض العالمي من الكاكاو يضع الأسواق تحت ضغط متزايد، لا سيما في ظل استمرار ارتفاع الطلب، ما ينذر بمزيد من التقلبات السعرية. ويرى مراقبون أن التحديات الحالية تفتح الباب أمام الحاجة العاجلة إلى استراتيجيات تأقلم زراعي، تشمل تحسين أصناف الكاكاو وتوسيع برامج الدعم الفني للمزارعين، لتفادي أزمة طويلة الأمد في هذا القطاع الحيوي.