الأرض
الجمعة 25 يوليو 2025 مـ 11:51 مـ 29 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

زراعة الأرز في إسبانيا تواجه خطر الزوال وسط قيود المبيدات

تواجه زراعة الأرز في إسبانيا تهديدا غير مسبوق، مع دق ناقوس الخطر من قبل التعاونيات الزراعية الغذائية، التي حذرت من احتمال "انقراض المحصول" في حال استمرار القيود المفروضة على استخدام مبيدات الأعشاب. وأطلقت هذه التعاونيات دعوة عاجلة إلى وزارة الزراعة والثروة السمكية والأغذية للتدخل، مطالبة بالسماح باستخدام مبيد الأعشاب "أورا" (المعتمد على مادة بروفوكسيديم بنسبة 20%)، والذي يستخدم بالفعل في عدة دول أوروبية مثل إيطاليا واليونان والبرتغال لمكافحة الأعشاب الضارة بفعالية.

في السنوات العشر الأخيرة، انكمشت مساحة زراعة الأرز في إسبانيا وعدد من دول جنوب أوروبا بنسبة تزيد عن 24%، في وقت تتسارع فيه وتيرة واردات الأرز من بلدان لا تفرض لوائح صارمة على استخدام المواد الكيماوية، ما يزيد من الضغوط على المزارعين المحليين ويفاقم أزمة التنافسية.
وقال فيليكس ليفيانو، رئيس قطاع الأرز في التعاونيات الإسبانية، إن الإنتاج المستدام لا يمكن أن يتحقق دون أدوات فعالة لحماية المحصول، محذرا من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى تراجع الغلة، وانخفاض العائد الاقتصادي، وزيادة الفجوة بين المنتج المحلي والمستورد.
وتسعى التعاونيات للحصول على ترخيص لاستخدام "أورا" على نسبة تتراوح بين 10 إلى 15% من إجمالي المساحات المزروعة، مع التركيز على المناطق التي تواجه ضغطا شديدا من الأعشاب الضارة. كما تطالب بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل على المنتجات المستوردة، إذ تسمح بعض دول الاتحاد باستخدام مبيدات ممنوعة في إسبانيا، مما يضع المزارعين الإسبان في موقف غير عادل ويضعف قدراتهم التنافسية في السوق الأوروبي.
ويأتي هذا الجدل في وقت أعلنت فيه المفوضية الأوروبية أنها نجحت في تقليص استخدام المبيدات الكيميائية بنسبة 58% بحلول عام 2023، أي قبل سبع سنوات من الموعد المستهدف (2030). ورغم أن إسبانيا حققت هذا الهدف، إلا أن النتيجة كانت سلبية على قطاع الأرز تحديدا، بسبب غياب البدائل الفعالة، مما أدى إلى تفشي الآفات والأعشاب، وتدهور جودة المحصول.
ولا تقتصر تداعيات تراجع زراعة الأرز على الجانب الاقتصادي فقط، بل تمتد إلى الأبعاد الاجتماعية والبيئية، إذ تعد حقول الأرز من النظم البيئية المهمة التي تدعم الأراضي الرطبة وتوفر ملاذا للطيور المائية والأنواع النادرة. وتحذر التعاونيات من أن استمرار القيود دون حلول بديلة قد يؤدي إلى اختفاء زراعة الأرز نهائيا من إسبانيا، الأمر الذي ستكون له عواقب وخيمة على العمالة في المناطق الريفية، واستقرار النظم البيئية المحلية.