الأرض
الإثنين 28 يوليو 2025 مـ 09:49 مـ 2 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الشتاء القادم أخطر من المتوقع.. من ينقذ المزارع من السقوط؟

أكد الخبير الزراعي الدكتور هشام العسكري، أن القطاع الزراعي في مصر يشهد حالة من القلق والتخبط، وفقًا وذلك مع اقتراب انطلاق موسم الزراعة الشتوي، وسط غياب الرؤية الواضحة بشأن مستقبل السوق، وتداعيات التجارب السلبية التي مر بها عدد كبير من المزارعين خلال السنوات الأخيرة.

و كشف "العسكري" عن ملامح غير مستقرة في توجهات الفلاحين، مشيرًا إلى أن المساحات المزروعة بمحصول الفراولة شهدت هذا الموسم زيادة كبيرة تفوق المعدلات المعتادة، وهو ما يهدد بحدوث تخمة في المعروض مستقبلاً، تنذر بانخفاض الأسعار بشكل حاد، ما قد ينعكس سلبًا على العائد الاقتصادي.

في المقابل، اتجه عدد من المزارعين، خصوصًا أصحاب الخبرة، إلى تقليص مساحات زراعة البطاطس البدرية، وذلك بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بهم في الموسم السابق نتيجة انخفاض الأسعار بشكل غير مسبوق وارتفاع تكاليف الإنتاج، خاصة في ظل التقلبات التي يمر بها السوق الزراعي.

ومن أبرز التوجهات الجديدة التي رصدها "العسكري"، كان التوسع في زراعة محاصيل البقوليات مثل فول الصويا والفاصوليا، لما تحمله هذه المحاصيل من ميزة استراتيجية وهي القدرة على التخزين بعد الحصاد، ما يمنح الفلاح مرونة في تسويق محصوله وفق توقيت مناسب، بعيدًا عن ضغوط السوق اللحظية التي تواجه المحاصيل الطازجة.

وأوضح أن هناك فرقًا جوهريًا بين المحاصيل القابلة للتخزين وتلك التي تتطلب تسويقًا فوريًا بعد الحصاد، مشددًا على أن القدرة على التخزين تمنح المزارع أمانًا اقتصاديًا نسبيًا، وتقلل من احتمالية التعرض للخسائر، خاصة عند حدوث أي تذبذب في الطلب أو ارتباك في سلاسل التوزيع.

وشدد الخبير الزراعي على أن التخطيط الزراعي السليم يجب أن يعتمد على بيانات دقيقة حول السوق والمخزون المحلي وحجم التصدير المتوقع، مؤكدًا في الوقت ذاته على أهمية تفعيل دور الإرشاد الزراعي في توعية الفلاحين وتوجيههم نحو المحاصيل التي تضمن توازنًا اقتصاديًا بين العرض والطلب، ما يسهم في تحقيق استقرار حقيقي للقطاع الزراعي.