رئيس لجنة ”سلامة الغذاء” تحذر من ”الأكياس المائية” في حلويات اللحوم
لا زال الكثيرون يستمتعون بتناول لحوم وحلويات الأضاحي، والتي حرصوا على اختيارها بعناية شديدة ليستفيدوا بكل جزء منها.
وقد يلاحظ البعض وجود أكياس مائية في الكبدة أو الرئة الخاصة بالأضحية، وقد تتواجد أحيانًا في الطحال والدماغ، ما يثير التساؤل حول إذا كانت تلك الأجزاء صالحة للاستهلاك أم لا.
من جانبها، أوضحت الدكتورة شيرين علي زكي، رئيس لجنة سلامة الغذاء والمتابعة الميدانية بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، أن تلك الأكياس المائية هي مرض يُعرف بـ"المشوكات" أو الأكياس العدارية (جنس ديدان من الشريطيات)، أحد أطوار الديدان الشريطية، وهو مرض مشترك ينتقل من الحيوان للإنسان، حيث قد يصاب بها الإنسان لمدة سنوات دون أن يشعر بوجودها إلا بعد أن تكبر وتتضخم، وتتسبب في أورام حميدة قد تصبح ضخمة الحجم وتضغط بشدة على الأحشاء، وفي بعض الأحيان يحدث انفجار لتلك الأكياس، مما يتسبب في تسرب السائل الذي تحتويه للخارج وانتشارها في الجسم، وقد يستلزم الأمر جراحة صعبة للتخلص منها إذا كانت تلك الأكياس حجمها كبير ومنتشرة بكثافة .
وتظهر الإصابة على هيئة أكياس مائية تصيب أعضاء الحيوانات العشبية كالأغنام والأبقار.
ومن أهم طرق انتقال العدوى، أكل العائل النهائي الطفيل (كالكلب) اللحم الملوث بالطفيل (مثل كبد الخروف المصاب بالمشوكات) فيتحول الطفيل إلى دودة بالغة في أمعاء الكلب، وهذه تنتج بيوضًا يتم إفرازها مع براز الكلب المصاب .
وعندما تتلوث الخضروات ببراز الكلب المصاب، فإن العائل الوسيط مثل الحيوانات الشعبية أو الإنسان إذا تناول هذه الخضروات الملوثة دون غسلها جيدًا فإن البيوض تدخل في أمعائه فتفقس ويسبح الطفيل مع الدم إلى الكبد أو الرئتين أو الكلية، وهناك يستقر فينمو على شكل كيس. في داخل هذا الكيس تنمو آلاف من يرقات الطفيل، إذا كان العائل الوسيط هذا هو حيوان عشبي فإنه إذا تم ذبحه وأكل الكلب من اللحم الملوث أو جيفة تلك الحيوانات النافقة فإنه سيصاب بالطفيل الذي سيكمل دورة حياته في الكلب وتحدث العدوى مرة أخرى للإنسان والحيوانات الشعبية، وهكذا.
وأضافت أن العدوى البشرية تؤدي إلى تكوين أكياس تتواجد أساسًا في الكبد والرئتين، وبصورة أقل في العظام، والكلى، والطحال، والعضلات، والجهاز العصبي المركزي، والعيون، ويمكن أن تستمر فترة الحضانة بدون أعراض لسنوات طويلة إلى أن تنمو تلك الأكياس.
ومن أهم الأعراض فقد الشهية، وانخفاض الوزن، والضعف، وتمتد الأعراض الأخرى على موضع تلك الأكياس وما تسببه من ضغط على الأنسجة المحيطة.
وغالبًا ما تظهر أعراض الألم بالبطن، والغثيان، والقيء، عندما تتواجد الإصابة في الكبد، وفي حالة إصابة الرئتين فإن الأعراض تشمل السعال المزمن، والألم الصدري، وضيق التنفس.
وتشمل المضاعفات، الضغط على الأعضاء المجاورة للعضو المصاب، مثلًا القناة المرارية، مما يسبب ارتفاع المادة الصفراء في الجسم، والتهاب قنوات الصفراء بسبب انسدادها، والضغط على الأوعية الدموية المجاورة، وانفجار الكيس، وهذا يؤدي إلى انتشار اليرقات الصغيرة من داخل الكيس إلى بقية الأعضاء ويتسبب هذا في تكوين أكياس جديدة.
من الممكن أن يؤدي انفجار الكيس إلى صدمة تحسسية، مما يؤدي إلى الإغماء وانخفاض ضغط الدم الشديد وقد تسبب الوفاة .
وقد تتعرض تلك الأكياس إلى الالتهاب وتتحول إلى خراج في الكبد أو الرئة.
وأكدت رئيس لجنة سلامة الغذاء، أن الذبيحة المصابة بالهزال والتي يتواجد بها حويصلات للديدان الشريطية في عضلات الذبيحة يتم إعدامها بالكامل، أما إذا كانت الإصابة في أعضاء الذبيحة، فيتم إعدام الأعضاء والتعامل معها بحرص حتى لا تنفجر وتلوث باقي اللحوم، ولا يجب دفن الأضاحي أو الأعضاء التي يتم إعدامها، حتى لا تستطيع الكلاب النبش والوصول لها بل ينبغي حرقها حتى لا يستكمل الطفيل دورة حياته .
وللوقاية من المرض، يجب غسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع فضلات الكلاب، وتعويد الأطفال على غسل اليدين بعد التعامل مع حيواناتهم الأليفة، وكذلك طهو اللحوم طهوًا جيدًا لتجنب الإصابة عند وجود حويصلات في العضلات، مع تجميد اللحوم 24 ساعة قبل الاستهلاك تجنبًا للإصابة عند وجود حويصلات في العضلات.
كما تشمل برامج الوقاية، إخضاع الكلاب للأدوية الخاصة بطرد الديدان، والاهتمام بنظافة المجازر، والتخلص من الحيوانات النافقة بالطرق الصحية السليمة، وفصل الكلاب الضالة عن حيوانات إنتاج اللحم، وذبح الأضاحي في المجازر الحكومية لإخضاعها للكشف الطبي البيطري.