الخميس 18 أبريل 2024 مـ 02:40 صـ 9 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

كيف نستمتع بلحوم العيد بدون أضرار صحية

بالرغم من الفوائد العديدة الموجودة في اللحوم للجسم، إلا أن الإكثار منها وخاصة لأيامٍ متتالية مثل ما يحدث في عيد الأضحي المبارك له الكثير من الأضرار والمشاكل الصحية.
تُعَد اللحوم من أهم مصادر البروتين الحيواني الكاملة التي تحتوي على كل الأحماض الأمينية الهامة للجسم، علاوةً على إحتوائها على العديد من الفيتامينات والمعادن الهامة مثل، الحديد، الزنك، البوتاسيوم، المغنسيوم، السسلينيوم وفيتامين ب
مما يعزز دورها في تقوية المناعة وبناء الجسم والعضلات، وتصنيع الإنزيمات اللازمة للوظائف الحيوية للجسم.
تحتوي اللحوم على الدهون المشبعة أيضاً، والدهون بشكلٍ عام تقوم بوظائف هامة للجسم، حيث أنها تلعب دوراً هاماً في تكوين غشاء الخلايا، ولازمة لامتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامين، "أ" ، "د"، "ه" و"ك"، فضلا عن إمدادها للجسم بالطاقة.
الدهون تكون مفيدة جداً للجسم طالما أنها لاتتجاوز الحد المطلوب والذي يتراوح من 30-35% من قيمة السعرات الكلية، أما إذا تم الإفراط في تناول الدهون، تراكم الزائد منها في الجسم وخاصة في منطقة البطن وحول الأعضاء الداخلية.
وتسبب الدهون المتراكمة حالة التهابية مزمنة في الجسم تسبب جميع المشاكل الصحية المزمنة والسمنة.
وارتبط الإفراط في الدهون المشبعة بزيادة خطر الإصابة بارتفاع مستوى دهون الدم الضارة "LDL” والتي تترسب على جدار الشرايين فتسبب تصلبها، وتفقدها مرونتها مما يؤثر على وظائف القلب ويرفع ضغط الدم.
وبالرغم من تضارب نتائج بعض الدراسات، ما بين التأكيد والإنكار على إثبات العلاقة بين الدهون المشبعة والإصابة بأمراض القلب والوفاة، كانت توصيات كل منظمات الصحة العالمية وجمعية القلب الأمريكية، كلها تنص على ضرورة الإقلال من نسبة الدهون المشبعة في الطعام بحيث لا تتجاوز 10% من قيمة السعرات الكلية، وتقل عن 7% منها في حالة الأمراض المزمنة، كالسكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى دهون الدم.
وتوجد الدهون المشبعة في •اللحوم ومنتجاتها
• الألبان كاملة الدسم ومنتجاتها
• السمن والزبدة
• وتستخدم في صنع بعض أنواع الكعك والمعجنات والبسكويت.
ومع حلول عيد الأضحى المبارك تكتظ الموائد بأطباق متعددة من اللحوم الحمراء ولحم الضأن بوصفات مختلفة بالإضافة إلى المأكولات الدسمة مثل الفتة والرقاق والسمبوسك والجلاش باللحم، وكلها اجتمع فيها الدهون المشبعة مع البروتين مع النشويات البسيطة كالدقيق الأبيض، مما يمثل خطورة بالغة على الصحة وخاصة إذا تم تناولهم بكميات كبيرة.
وتبدأ العلامات الظاهرة السريعة للإفراط والتي تزداد شدة بتكرار ذلك طيلة أيام العيد في الجهاز الهضمي التي تتمثل في أعراض سوء الهضم والانتفاخ والغازات وارتجاع المرئ وزيادة
الحموضة والآلام في المعدة والإسهال.
كما تزداد حدة نوبات النقرس، والتي تسبب آلام وتورم في المفاصل نتيجة لترسب أملاح حمض اليوريك البلورية فيها نتيجة ارتفاعها في الدم إثر تناول المقليات واللحوم الحمراء والتي تسبب أيضاً حصوات الكلى، كما يرتفع ضغط الدم وتزداد نسبة الإصابة بالنوبات القلبية.
ومن العلامات الظاهرة أيضاً زيادة الوزن.
ومن العلامات المعملية زيادة مستوى الدهون الضارة وأملاح اليوريك في الدم.
ولكي نستمتع بتناول لحوم عيد الأضحي ومأكولاته الشهيرة، ينصح باتباع هذه الإرشادات:

• طهي اللحوم بعد إزالة شحومها.
• يفضل السلق أو الشوي أو طهي اللحوم في الفرن مع الخضار.
• تجنب التحمير.
• البدء بتناول طبق سلطة كبير غني بالخضار الورقي كالبقدونس والكزبرة مع إضافة الليمون وخل التفاح عليه لتقليل مستوي الدهون في الدم وتحسين الهضم.
• يفضل استخدام الرز البسمتي عن الأبيض والخبز البلدي عن الأبيض في الفتة.
• يتم غرف الطعام كله في طبق صغير واحد على أن يكون نصفه للخضار المطهي والسلطة وربعه للبروتين والربع الأخير للنشويات والتي يفضل أن تكون معقدة مثل الفريك والبرغل الشوفان والخبز الكامل الحبوب أو البلدي، وينصح بالانتهاء بالنشويات حتي لا نتناول منها سوى القليل.
• تجنب المشروبات الغازية والعصائر الجاهزة، ويفضل تناول الليمون بالنعناع البارد عنها.
• تجنب تناول اللحوم في كل أيام العيد وينصح بتناول القليل، منها يوماً واحداً أو اثنين على الأكثر.
• ينصح بوضع الشوربة في الثلاجة وازالة طبقة الدهون المتكونة عليها قبل تناولها.
• زيادة النشاط البدني وممارسة الرياضة على الأقل المشي لمدة نصف ساعة يومياً.
وبهذه النصائح نستطيع أن نستمتع بتناول مأكولات العيد بدون أضرار صحية، ونستطيع أن نستمتع أكثر بكل مناسباتنا إذا غيرنا طرق استمتاعنا بها بحيث لا ترتبط بالأكل فقط.
استشارية طب الأطفال والتغذية العلاجية.