أسباب مشاكل التلوين في عنب الكريمسون
كرمة العنب تمر بمراحل متطورة في حياتها ابتداء من السكون ثم التفتح ثم تزهير العنقود ثم العقد ثم انقسام الخلايا ثم امتلاء الخلايا
ثم مرحلة نزول المياه في الثمار وبداية التلوين.
كل مرحلة من هذه المراحل جميعها يلزمها نشاط هرمون معين يتناسب معها، وهذه الهرمونات تُفرَز داخل النبات، ونظرا للتغيرات المناخية وكذلك الظروف البيئية المحيطة بالنبات، أصبح الخبراء الذين يعملون في هذا المجال يلجأون إلى استخدام منظمات النمو الغنية بالأوكسين أو السيتوكينين أو الجبريللين، حسب كل صنف، وحسب كل مرحلة ومتطلباتها، وكل مرحلة يلزمها ظروف مناخية مناسبة لكي تتم بشكل طبيعي.
والتلوين في العنب الكريمسون، مرحلة فسيولوجية في حياة النبات، وهي مرحلة الشيخوخة، ويلزمها زيادة نشاط هرمون الأبسيسيك أسيد، وهو هرمون شيخوخة لزيادة نشاط ونقل صبغة الأنثوسيانين إلى العناقيد
ولكن هناك عوامل كثيرة تؤثر في عملية التلوين
وهي:
١. الحمل الزائد: هناك حالة طمع زائد في كمية العناقيد على الكرمة، على أمل الحصول على محصول عال مع سعر مرتفع، وهذا أمر في منتهى الخطورة، حيث يظل يحارب في الذبابة والأعفان، وبالتالي يُسرِف في مركبات التلوين، ويكون معدل الصرف أعلى بكثير من المكسب ويكون هو السبب في الخسارة.
٢. نشاط المجموع الخضري: يجعل النبات يتجه خضريا ويستنزف مخزون النبات من الكربوهيدرات في القمم النامية للنموات الجديدة على حساب العناقيد، خاصة في المزارع المطعومة.
٣.استخدام منظمات النمو سواء جبريللين أو سيتوكينين في مراحل متأخرة من عمر العنقود، خاصة أنها تشجع هرمونات الشباب داخل النبات، وهذا عكس مرحلة الشيخوخة.
٤.التوريق الجائر: خاصة في مرحلة بداية نزول المياه في الحبات وقبل التلوين.
٥. الطقس السيء أو الظروف المناخية غير المناسبة: ارتفاع درجات الحرارة فيما فوق ٣٥ درجة مئوية توقف عملية البناء، وتستمر عملية الهدم واستزاف طاقة النبات ومخزون الكربوهيدرات في عملية التنفس والعمليات الحيوية داخل النبات، وهدم وتكسير لصبغة الأنثوسيانين، وهي أساس عملية التلوين.
كما أن ارتفاع الرطوبك الجوية يؤدي إلى خفض كمية الأوكسجين في الجو، وهذا له دور كبير في التأثير على عملية النتح، ومن الملاحظ أن هذه الظروف المناخية السيئة استمرت لفترة طويلة، حيث ارتفاع الحرارة والرطوبة ليلا ونهارا.
ولهذه العوامل مجتمعة، يلزم الآتي:
١.عدم زيادة حمل الكرمة عن ٣٠ إلى ٤٠ عنقود حسب عمرها وقوتها.
٢. عدم المبالغة في التسميد النيتروحيني على حساب عنصري البوتاسيوم والماغنسيوم
٣.يفضل لهذا الصنف عدم التأخير في التقليم ورش كاسرات السكون عن أول أسبوع في شهر فبراير حسب كل منطقه لتجاوز الظروف المناخية غير المناسبة، بقدر الإمكان.
٤. عدم المبالغة في استخدام منظمات النمو، خاصة السيتوكينين.
٥.الأراضي الطفلية وبها عنب مطعوم تحتاج إلى معاملة خاصة، سواء في الري أو التسميد
٦. عدم إجراء عملية توريق جائر قبل اكتمال نزول المياه وبداية التلوين بنسبة ٣٠٪
٧. استخدام محفزات التلوين وزيادة إفراز صبغة الأنثوسيانين مع بداية نزول المياه يكون أفضل، حيث يساعد على نزول الصبغة مع المياه،
لأن عنقود العنب لا يكتمل تلوينه ونضجه إلا من أمه.
وفي النهاية: لو تم جمع العنب وبه نقص في السكر أو الصبغة، فلا تزيد إطلاقا.
وفقني الله وإياكم لما فيه الخير
وكل عام وانتم بخير