أمطار غزيرة وتحذيرات من الزراعة لمزارعي البطاطس والبنجر والخضر
قال الدكتور محمد فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إنه بداية من السبت المقبل متوقع حالة من عدم الاستقرار في الطقس علي شمال الجمهورية، وأمطار غزيرة وانكسار كبير في الحرارة، خاصة في محافظات الدلتا.
أوضح في تصريحات خاصة أن ذلك سوف يتسبب في مشكلات كبيرة للزراعات القائمة وهي البطاطس والفراولة والفاصوليا والبسلة والخرشوف، حيث يتسبب ذلك في زيادة كمية المياه الارضية حول الجذور واستمرارها وقت من الزمن يؤدي الى اختناق الجذور وضعفها وتوقف الامتصاص تماماً الأمر الذي يساهم في ذبول مؤقت واصفرار تدريجي فى المجموع الخضري نتيجة الأصابة بفطريات التربة.
أضاف أن زيادة الرطوبة حول النباتات سواء الأرضية او الجوية يؤدي بالطبع لانتشار الامراض الفطرية والبكتيرية المحبة للرطوبة الحرة مثل البياض الزغبي وتبقعات الاوراق وأعفان الساق والثمار، أما المناطق التى شهدت تساقط كرات الثلج وادت الى تجريح وتكسير النباتات سوف تكون عرضة للاصابة بالفطريات "الجرحية".
أما المحاصيل المنزرعة حديثاً مثل البطاطس والبسلة والفول التي غمرتها المياه بعد الزراعة فهي معرضة لضعف أو تأخير الانبات مع زيادة في الرطوبة النسبية على شمال البلاد ومناطق الدلتا بنسبة تتراوح من 85% إلى 95% مما يزيد من تشبع الجو بالرطوبة وتقل الرؤية فى الشبورة المائية صباحا على شمال البلاد تكون كثيفة على بعض الطرق، كما أن هطول الأمطار الخريفية أثناء وجود حرارة دافئة فتؤدى لزيادة الرطوبة الجوية وغزارة سقوط الندى صباحاً، ما يزيد فرص إصابة المزروعات بأمراض فطرية وبكتيرية اهمها البياض الزغبي والندوات والتبقعات على القرعيات والطماطم والبطاطس، ويجب على المزارع إجراء رشات وقائية ضد هذه الأمراض عقب توقف هطول الأمطار مباشرة، حيث أن تساقط الأمطار والطقس الدافيء الى زيادة الرطوبة الجوية، ما يزيد من احتمالية إصابة المحصول بالأمراض الفطرية على سطح النبات، كما سيكون هناك زيادة في تعداد بعض الحشرات الثاقبة الماصة خاصة الذبابة البيضاء والمن، وزيادة واضحة فى تعداد حرشفيات الاجنحة مثل دودة ورق القطن والدودة الخضراء والدودة القارضة.
الجوانب الايجابية لتساقط الأمطار
أكد فهيم على بعض الأيجابيات لتساقط الثلوج وبالنسبة للأراضي خارج الوادي والدلتا ستؤدي الأمطار الغزيرة التى سقطت علي هذه الاراض الى غسيل تام للتربة من الاملاح وتركيز للمواد الغروية الناعمة ولكن يتم تركيزها فى المناطق المنخفضة من هذه الاراضي، كما يتم غسيل التربة من متبقيات الاسمدة والمبيدات وجميع الكيماويات التى يتم اضافتها للتربة سنوياً لكن سينتج عنها «تجويع» كبير للتربة وفقدان الكثير من العناصر ولابد من اعادة تغذيتها بالاسمدة الاساسية في صورة سلفات العنصر.
أما أشجار الفاكهة مستديمة أو متساقطة الاوراق سيؤدي هطول الامطار الى غسيل المجموع الخضري للاشجار من كل الاتربة العالقة تماماً وسيزيد معدل البناء الضوئي احياناً إلى اضعاف ما كانت عليه ولذلك تحتاج الاشجار الى التغذية المكثفة بعد توقف الامطار مباشرة سواء تغذية ورقية او أرضية وبأسرع وقت ممكن، وفى الاراضي الجديدة سيحدث شحن الخزان الجوفي لهذه المناطق بصورة كبيرة وتجديد نوعية المياه وخفض ملوحة بعض الابار، كما يتم التخلص من الحشرات المزمنة على اشجار الفاكهة بالتحديد البق الدقيقي والحشرات القشرية وغسيل وازالة الجراثيم الفطرية لبعض الامراض ولكن يجب الحذر التام لأن هذه الحشرات والامراض ستقوم باعادة بناء سريعة لدورات واجيال ثانوية ويجب التدخل لمنع ذلك، كما تساعد الأمطار على القضاء شبه التام على النيماتودا وخاصة فى الاراضي التى تعاني مع هذه الديدان ولفترات طويلة.
أهم التوصيات والاحتياطات الواجب اتباعها
وعن أهم التوصيات قال «فهيم» إنه بالنسبة للمحاصيل الأرضية كالبطاطس والبنجر بصفة عامة فأنه يجب حقن حوالى 2-3 لتر حمض فسفوريك بعد إنتهاء تساقط الأمطار يليها رش كالسيوم ويفضل أن يكون علي احماض كربوكسيليه وأن يكون مصدر الكالسيوم أوكسيد كالسيوم وليس نترات كالسيوم، بالاضافة الى دفعه سلفات بوتاسيوم ١٠ كيلو للفدان حقناً، وبالنسبة لمحصول البطاطس النيلية الشتوية وخاصة المنزعة فى سبتمبر واكتوبر، كما أن هذه الظروف تساعد فى بداية انتشار حشرة المن على البطاطس وبالتالي يجب مراقبة الخطوط القريبة من الجسور والطرق وهي التى يبدأ الاصابة منها، وفى حالة وجود 3 افراد من على الوريقة يبدأ الرش بالمبيدات الحشرية.