الجمعة 19 أبريل 2024 مـ 09:53 مـ 10 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي
فتح أسواق لصادرات البطاطس المصرية للمغرب والفراولة بكندا.. الزراعة في أسبوع تجارية سوهاج تعلن عن تلقي طلبات الاستثناء من تطبيق قرار الحد الأدنى للأجور تعرف على طرق التمييز بين ذكور وإناث النخيل «الزراعة» تتابع جهود مكافحة الآفات للمحاصيل والخضر والفاكهة بجنوب الدلتا والقليوبية شُعبة مقدمي الخدمات التعليمية ترفع مذكرة عاجلة بتوصيات الحد الأدنى للأجور شعبة «الطاقة المستدامة» تعلن عن معدلات تنفيذ محطة طاقة بنبان الشمسية وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 80 عاما «الزراعة»: توصيات لتخفيف تأثير موجة الحرارة على البطاطس ومحاصيل خضرية التكاثر «تنمية البحيرات»: مشروعات الاستزراع السمكي ركيزة منظومة الأمن الغذائي انخفاض أسعار العيش الحر والمكرونة والأرز بدءًا من هذا الموعد «الغرف التجارية» تكشف تأثير تقليل الإنفاق الحكومي الاستثماري بالموازنة على القطاع الخاص رئيس الوزراء يكشف عن خطة الحكومة لخفض الأسعار 30% خلال الأيام المقبلة

الوصية الأخيرة من يوسف والي

د. شكرية المراكشى
د. شكرية المراكشى

كنت أتابع ما تعرض له المرحوم من اتهامات، وما تحمله من ظلم إلى أن ظهرت براءته بمحكمة علمية رفيعة المستوى، وهي عدالة ناجزة للإنسان وهو على ظهر الدنيا.

وكنت أزوره من وقت لآخر في بيته، حين ألزمه المرض الفراش، كما كنت أتردد على زيارته كل يومين في مستشفى الزراعيين في الدقي، وكان في بعض الأحيان يتكلم معي حتى الزيارة الأخيرة قبل وفاته بنحو عشرة أيام فقط.

كانت الزيارة الأخيرة برفقة أحد الأصدقاء، وبحضور أفراد من أسرة الراحل العظيم الدكتور يوسف والي نائب رئيس مجلس وزراء مصر الأسبق، ووزير الزراعة منذ 1982 حتى عام 2004.

أفاق الدكتور يوسف والي من غفوته فجأة، ليجدني جالسة بجانبه، فرفع رأسه قليلا، ونظر تجاهي، ثم سحب يدي بعد أن عرف صوتي وتأكد منه، وكرر جملة لم تزل تطن في أذني: لا تتركي الكينوا من بين يديك هذه .. وشدد بالقول: اوعديني ألا تتركي الكينوا .. أنت تعبتِ كثيرا لنشرها .. كل ما تفعليه ليس لك .. هو للاجيال القادمة.

أجبته والدموع تغرق عيني بأن الكينوا ابنتي، وهل تترك الأم ضناها؟

يومها وعدت الراحل العظيم الذي أعطى الزراعة المصرية بشهادة علمائها أعظم ما يقدمه إنسان إلى الإنسانية.. وعدته ألا أتركها أبدا، "وسوف أعمل كل ما في طاقتي وجهدي لنشرها لأني مؤمنة بها وبمستقبلها العالمي والقومي".

كانت هذه وصيته الأخيرة لي، ثم رجع إلى غفوته ثانية، فزادت دموع عيني انهمارا، لأنني أيقنت أنها الزيارة الأخيرة.

كان يرحمه الله مثالا للشرف واليد النظيفة، مثالا للقومية والوطنية، حيث قرأت تاريخه وعرفت من هو يوسف والي.

وخلال زياراة قبل الأخيرة، وقبل أن تتدهور حالته الصحية، كنتُ قد أشبعتُ فضولي بسؤاله عن سبب عدم تصديق الكثير من المصريين براءته من تهمة "سرطنة الزراعة"، وتدهور الزراعة؟

يومها، ابتسم في تؤدته المعروفة عنه، وأجاب بكل هدوء أن الأمر متروك لله، "فهو أعلم بما في الصدور، وهو سبحانه وتعالى الأعلم بما قدمته للزراعة المصرية، وما أخرته منها".

رحم الله أستاذنا الدكتور يوسف والي، وأسكنه فسيح جناته.

................

* خبيرة دولية في الزراعات البديلة