مصر تطلق بورصة وطنية للسلع بإشراف هيئة مرتبطة بالجيش

أعلنت الرئاسة المصرية عن تأسيس بورصة وطنية جديدة للسلع الأساسية، تهدف إلى تنظيم عمليات الاستيراد والتصدير وتعزيز استقرار السوق المحلي، في خطوة تُظهر تعاظم دور الجهات المرتبطة بالجيش في إدارة الاقتصاد. وتملك مؤسسة "مستقبل مصر للتنمية المستدامة"، التي تُدار من قبل جهات عسكرية، الحصة الأكبر في المشروع الجديد.
وأوضحت الرئاسة أن هذه البورصة ستشكل "صمام أمان" لتأمين تدفق السلع الحيوية وتوازن مصالح كل من المنتجين والمستهلكين، في وقت تواجه فيه البلاد تراجعا حادا في وارداتها من القمح وتحديات متصاعدة في سلاسل التوريد.
البيان الرسمي صدر عقب اجتماع للرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي وعدد من الوزراء وممثلي مؤسسة "مستقبل مصر". وبدأت بالفعل إجراءات تسجيل المصدرين والمستوردين من القطاع الخاص، في حين يجري إعداد قانون ينظم عمل البورصة الجديدة. ومع ذلك، قال تاجران إنهما لم يتلقيا أي اتصال حتى الآن بهذا الشأن.
ولم يحدد البيان بدقة السلع التي ستُتداول عبر البورصة، إلا أن إعلانا سابقا في مارس ألمح إلى أنها ستشمل المحاصيل الزراعية، والأغذية المصنعة، وأعلاف الحيوانات، والأسمدة، والمبيدات الحشرية، والأدوية البيطرية.
ويأتي هذا التطور في وقت انخفضت فيه واردات مصر من القمح بنسبة تزيد على 27% في النصف الأول من عام 2025، لتصل إلى نحو 5.2 مليون طن، مع تراجع حصة الحكومة إلى 1.5 مليون طن فقط، بانخفاض يتجاوز 57%. وتمثل هذه الأرقام تحولا كبيرا في سياسة المشتريات، خصوصا لمصر التي تعد من أكبر مستوردي القمح عالميا، وتعتمد عليه في برنامج الخبز المدعوم وتشغيل المطاحن الخاصة.
وكانت مؤسسة "مستقبل مصر" قد تولت منذ أواخر 2024 مهمة شراء السلع نيابة عن الهيئة العامة للسلع التموينية، إلا أن تقارير تجارية أشارت في وقت سابق إلى بدايات متعثرة، مع اعتماد كبير على وسطاء وغياب البنية التشغيلية الكافية. وصرحت المؤسسة لاحقا بأنها تعمل على تطوير مراكز شراء مؤجلة لضمان استمرارية التوريد.
ووفقا للرئاسة، فقد أبرمت مصر عقودا لاستيراد 3.4 مليون طن من القمح، و192 ألف طن من الزيوت النباتية الخام، بالإضافة إلى كميات من اللحوم والدواجن المجمدة، دون تحديد مواعيد التسليم أو تفاصيل الشراء.
ورغم التحديات، صرح رئيس الوزراء في يونيو بأن احتياطيات البلاد الاستراتيجية من القمح والسلع الأساسية تكفي لأكثر من ستة أشهر.