الأرض
السبت 27 يوليو 2024 مـ 09:12 صـ 21 محرّم 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

طالب دول اتفاقية باريس بتنفيذ تعهداتها نحو صد أهوال الغازات الدفيئة والاحتباس الحراري

إيفاد يحذر من تهجير 140 مليون شخص بحلول 2050 بفعل التغيرات المناخية

إفريقية تستعرض إنتاجها من حبوب القمح
إفريقية تستعرض إنتاجها من حبوب القمح
روما

ـ توقع تراجع إنتاج الفاصولياء، والذرة، والكسافا، بنسبة تتراوح من 50 إلى 90% بحلول 2050 في أجزاء من أنجولا، وليسوتو، وملاوي، وموزمبيق، ورواندا، وأوغندا، وزامبيا، وزيمبابوي نتيجة تغير المناخ

ـ 300 مليون دولار لـ 5 ملايين مزارع في 41 بلدا من برنامج "التأقلم المعزز"

ـ تغير المناخ يهدد بهجرة 140 مليون شخص بحلول 2050"أيفاد" يحذر من تهجير 140 مليون شخص بحلول 2050 بفعل التغيرات المناخية

ـ صغار المزارعين يتسببون في القليل من أثار التغيرات المناخية ويجنون النسبة العظمى من مخاطرها

حذر جيلبير أنجبو رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد" قبيل انعقاد مؤتمر قمة التكيف مع تغير المناخ أمس الثلاثاء، من تزايد الانتشار الواسع للجوع، وانعدام الاستقرار العالمي، ما لم تتزايد الاستثمارات الرامية إلى مساعدة المزارعين الريفيين على نطاق صغير للتأقلم مع تغير المناخ بصورة معتبرة.

ويتبع هذا التحذير إعلان الأمم المتحدة الأخير بأن عام 2020 كان أحد أشد الأعوام المسجلة حرارة، مع ما تشير إليه التوقعات من ارتفاع درجات حرارة كارثي هذا القرن.

وقال جيلبير أنجبو إنه من غير المقبول ترك المزارعين على نطاق صغير، الذين يزرعون غالبية الأغذية التي تطعم العالم، تحت رحمة أنماط الطقس التي لا يمكن التنبؤ بها، وتزويدهم باستثمارات ضئيلة للغاية لمساعدتهم على التأقلم.

وأضاف أنجبو أن صغار المزارعين لا يتسببون إلا في القليل من تغير المناخ، لكنهم الأشد معاناة من آثاره، لافتا إلى أن فشل محاصيلهم الشائع المتزايد، ونفوق حيواناتهم يضع النظام الغذائي العالمي برمته في خطر محدق، "ومما لا مفر منه أن نضمن بقاءهم على أراضيهم وإنتاجهم للأغذية المغذية بصورة مستدامة، وإلا سيغدو الجوع والفقر والهجرة أكثر انتشارا مما هو عليه الآن في السنوات المقبلة".

واستجابة لهذا الأمر، أعلن أنجبو إطلاق برنامج التأقلم المعزز لصالح زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة (برنامج التأقلم المعزز) أثناء مؤتمر قمة التكيف مع تغير المناخ أمس 26 يناير 2021، إلى جانب سفيري النوايا الحسنة في الصندوق Idris وSabrina Elba اللذين ناقشا هذا الموضوع مع Alexander de Croo رئيس وزراء بلجيكا، وDag Inge Ulste وزير التنمية الدولية في النرويج.

ووفقا لتقرير نشره الصندوق في نهاية عام 2020، لا يذهب إلا 1.7 في المئة من التمويل العالمي للمناخ - أي ما يمثل قدرا ضئيلا مما تشتد الحاجة إليه - إلى المزارعين على نطاق صغير في البلدان النامية، على الرغم من تعرضهم بصورة غير متناسبة لآثار تغير المناخ.

والمقصود ببرنامج التأقلم المعزز أن يغير هذا الوضع، إذ أنه من المتصور لهذا البرنامج أن يكون أكبر صندوق مكرس لتحويل تمويل المناخ إلى المنتجين على نطاق صغير، وهو يهدف إلى تعبئة 500 مليون دولار للحد من تهديدات تغير المناخ على الأمن الغذائي، وتقليص انبعاثات غازات الدفيئة، ومساعدة أكثر من 10 ملايين شخص على التأقلم مع تغيرات الطقس، وقد تعهدت كل من النمسا وألمانيا وإيرلندا وقطر بالتزامات لهذا البرنامج.

وسوف يركز برنامج التأقلم المعزز على البلدان منخفضة الدخل الأشد اعتمادا على الزراعة، التي تواجه أكبر قدر من التحديات، سواء لجهة انعدام الأمن الغذائي، أو الفقر الريفي، أو التعرض لتغير المناخ. يهدف البرنامج إلى اخضاع 4 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة للممارسات الزراعية المتسمة بالصمود في وجه تغير المناخ، واحتجاز نحو 110 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون على مدى عشرين عاما مقبلة، كذلك فإنه سيساعد البلدان على تحقيق مساهماتها المقررة وطنيا بموجب اتفاقية باريس.

وقالت Jyotsna Puri مديرة شعبة البيئة والمناخ والتمايز بين الجنسين والإدماج الاجتماعي في الصندوق، إن المزارعون على نطاق صغير في المناطق الريفية يلعبون دورا محوريا في ضمان الاستقرار والاستدامة والأمن في العالم، "ويجب ألا يترك التمويل الموجه للتأقلم مع تغير المناخ هؤلاء الأشخاص يتخلفون عن الركب".

وسيسهم برنامج التأقلم المعزز في المناشدة العالمية للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، مع ضمان فوائد معتبرة ذات صلة بالدخل للمزارعين الريفيين، وغيرهم من الأشخاص الضعفاء.

وتنتج نظم الزراعة على نطاق صغير حاليا أكثر من نصف السعرات الحرارية الغذائية العالمية، ولكنها تعتمد بصورة كاملة على الغالب على الموارد الطبيعية، بما في ذلك الأمطار، ونتيجة لذلك فهي معرضة لخطر زيادة درجات الحرارة واضطرابات الهطول المطرية، وانتشار الآفات، وارتفاع منسوب مياه البحار، والأحداث المتطرفة على شاكلة الفيضانات، وموجات الجفاف، والانزلاقات الأرضية، والأعاصير، وموجات الحر.

وأظهر بحث حديث دعمه الصندوق أن إنتاج المحاصيل الأساسية المهمة، مثل الفاصولياء، والذرة، والكسافا، يمكن أن يتراجع إلى ما قد يتراوح ما بين 50 إلى 90 بالمائة بحلول عام 2050 في أجزاء من أنجولا، وليسوتو، وملاوي، وموزمبيق، ورواندا، وأوغندا، وزامبيا، وزيمبابوي نتيجة لتغير المناخ، مما قد ينجم عنه ارتفاعات معتبرة في معدلات الفقر والجوع.

وحذر الصندوق من أن تغير المناخ ـ ما لم يتغير أي شيء ـ سيدفع بأكثر من 140 مليون شخص للهجرة بحلول عام 2050، كذلك يتوقع أيضا حدوث اضطرابات في الأسعار، لأن الكوارث الطبيعية التي تحل بجزء في أجزاء هذا العالم يمكن لها أن تتسبب بزيادات في أسعار الحبوب في كل مكان منه بأكثر من 50 في المائة.

يبني برنامج التأقلم المعزز على برنامج التأقلم لصالح زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة في الصندوق، والذي حول بالفعل 300 مليون دولار لأكثر من 5 ملايين مزارع في 41 بلدا مع استثمارات في الترويج للتقنيات الزراعية الحساسة لتغير المناخ، والحلول المستندة إلى الطبيعة، وللوصول إلى البنى التحتية، والتكنولوجيا مثل الري على نطاق صغير، ونظم حصاد مياه الأمطار، ومعلومات الطقس، والمحاصيل المقاومة لموجات الجفاف والفيضانات.

يذكر أن مؤتمر قمة التكيف مع تغير المناخ، الذي تستضيفه هولندا، يجمع القادة العالميين للوصول إلى مساع ملموسة بغرض جعل العالم أكثر صمودا في وجه آثار تغير المناخ.

موضوعات متعلقة